تحليل وظايف الكلى: كل ما تحتاج معرفته لتقييم صحتك بدقة

تحليل وظايف الكلى

هل طلب منك الطبيب إجراء تحليل وظايف الكلى وشعرت ببعض القلق أو الحيرة؟ هل تعاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم وتتساءل عن كيفية تأثير هذه الأمراض على كليتيك؟ أنت لست وحدك. الكلى هي بمثابة محطة تنقية متطورة داخل أجسادنا، تعمل بصمت ودون توقف للحفاظ على توازن الجسم وصحته. وعندما يطلب الطبيب إجراء هذا التحليل، فهو لا يبحث عن مشكلة بالضرورة، بل يقوم بخطوة استباقية مهمة للاطمئنان على أداء هذه الأعضاء الحيوية.

في هذا الدليل الشامل والمفصل، سنأخذ بيدك خطوة بخطوة في رحلة لفهم كل ما يتعلق بـ تحليل وظايف الكلى. سنبدأ من الأساسيات، مرورًا بأنواع الفحوصات المختلفة، وكيفية تفسير نتائجها، وصولًا إلى نصائح عملية للحفاظ على صحة كليتيك. هدفنا هو إزالة الغموض وتقديم معلومات طبية دقيقة ومبسطة، لتتمكن من فهم حالتك الصحية بشكل أفضل والمشاركة بفعالية في خطة رعايتك الصحية.

ما هو تحليل وظائف الكلى؟

ببساطة، تحليل وظايف الكلى (Kidney Function Tests – KFTs) هو ليس اختبارًا واحدًا، بل هو عبارة عن لوحة (Panel) من الفحوصات التي يتم إجراؤها على عينات من الدم والبول لتقييم صحة الكلى. تعمل الكلى كمرشحات طبيعية للجسم، حيث تقوم بإزالة الفضلات والمياه الزائدة من الدم وتحويلها إلى بول. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دورًا حيويًا في:

• تنظيم ضغط الدم.
• الحفاظ على توازن الأملاح والمعادن في الجسم (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور).
• إنتاج هرمونات تساعد على إنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على قوة العظام.

عندما لا تعمل الكلى بشكل صحيح، تتراكم الفضلات والسوائل في الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. وهنا تكمن أهمية هذه التحاليل.

أهمية التحليل في الكشف المبكر عن أمراض الكلى

تتميز أمراض الكلى بأنها “صامتة” في مراحلها المبكرة؛ أي أنها غالبًا لا تسبب أعراضًا واضحة حتى تفقد الكلى جزءًا كبيرًا من وظيفتها. هذا يجعل الكشف المبكر عبر فحص وظائف الكلى أمرًا بالغ الأهمية، لأنه يتيح:

1. التشخيص المبكر: يمكن للتحليل أن يكشف عن وجود مشكلة قبل ظهور الأعراض بسنوات، مما يعطي فرصة للتدخل العلاجي وإبطاء تقدم المرض.
2. منع المضاعفات: يساعد التحكم في أمراض الكلى مبكرًا في الوقاية من مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقر الدم، وهشاشة العظام.
3. توجيه العلاج: تساعد النتائج الطبيب على تحديد أفضل خطة علاجية وتعديل جرعات الأدوية لتناسب قدرة الكلى على التعامل معها.

دواعي إجراء تحليل وظائف الكلى

لماذا يطلب الطبيب تحاليل وظائف الكلى؟ هناك عدة أسباب ودوافع تجعل هذا الإجراء ضروريًا، وهو لا يقتصر فقط على وجود شك في مرض كلوي. تشمل الأسباب الرئيسية ما يلي:

• الفحص الروتيني: كجزء من الفحص الصحي الدوري، خاصة للأشخاص فوق سن معينة أو الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى.
• مراقبة الحالات المزمنة: يعتبر التحليل حيويًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض معروفة بتأثيرها على الكلى.
• تقييم الأعراض: عند ظهور أعراض قد تشير إلى وجود مشكلة في الكلى.
• قبل وبعد الإجراءات الطبية: لضمان أن الكلى قادرة على تحمل بعض العلاجات أو العمليات الجراحية.

متابعة مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم

يعتبر مرض السكري وارتفاع ضغط الدم هما السببان الرئيسيان للفشل الكلوي في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب، يُنصح المرضى الذين يعانون من هاتين الحالتين بإجراء تحليل وظايف الكلى بشكل دوري (عادةً مرة واحدة سنويًا على الأقل):

• مرضى السكري: ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترات طويلة يمكن أن يتلف الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، مما يقلل من قدرتها على الترشيح. يبدأ الضرر عادةً بتسرب كميات صغيرة من بروتين الألبومين إلى البول (ما يسمى بـ “البيلة الألبومينية الزهيدة”)، وهو ما يمكن كشفه مبكرًا عبر تحليل البول.
• مرضى ارتفاع ضغط الدم: الضغط المرتفع يضع عبئًا إضافيًا على شرايين الجسم، بما في ذلك تلك التي تغذي الكلى. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى تضيق وتلف الشرايين الكلوية، مما يضعف وظائفها.

تشخيص أمراض الكلى المزمنة وتقييم تأثير الأدوية

يُستخدم التحليل لتشخيص ومراقبة تطور مرض الكلى المزمن (CKD). كما أنه ضروري لتقييم تأثير بعض الأدوية على الكلى، حيث أن هناك أدوية معينة يمكن أن تكون سامة للكلى (Nephrotoxic)، مثل بعض المضادات الحيوية، والمسكنات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، وبعض أدوية العلاج الكيميائي. يقوم الطبيب بمراقبة وظائف الكلى بانتظام عند استخدام هذه الأدوية لضبط الجرعة أو تغيير الدواء إذا لزم الأمر.

مكونات تحليل وظائف الكلى

يتكون تحليل وظايف الكلى الشامل من جزأين رئيسيين: تحليل الدم وتحليل البول. كل جزء منهما يقدم للطبيب معلومات مختلفة تكمل بعضها البعض لرسم صورة واضحة عن صحة الكلى.

تحليل الدم (Blood Tests)

يتم سحب عينة دم، عادة من وريد في الذراع، لقياس مستويات مواد معينة تعتبر مؤشرات على كفاءة عمل الكلى.

الكرياتينين (Creatinine): ما هو؟ وماذا يعني ارتفاعه أو انخفاضه؟

الكرياتينين هو منتج ثانوي ناتج عن التآكل الطبيعي للعضلات في الجسم. تقوم الكلى السليمة بترشيح الكرياتينين من الدم وإخراجه عبر البول. عندما تتراجع وظائف الكلى، تقل قدرتها على إزالة الكرياتينين، مما يؤدي إلى تراكمه وارتفاع مستواه في الدم.

• ارتفاع الكرياتينين: غالبًا ما يشير إلى انخفاض في كفاءة الكلى. ومع ذلك، يمكن أن يرتفع مؤقتًا لأسباب أخرى مثل الجفاف، أو تناول كميات كبيرة من البروتين، أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة جدًا، أو تناول بعض المكملات الغذائية (مثل الكرياتين)، أو استخدام أدوية معينة.
• انخفاض الكرياتينين: أقل شيوعًا، وقد يرتبط بانخفاض الكتلة العضلية (كما في كبار السن أو حالات سوء التغذية) أو أمراض الكبد الحادة.

يعتبر تحليل وظائف الكلى creatinine من أهم وأشهر الفحوصات الفردية لتقييم صحة الكلى.

نيتروجين اليوريا في الدم (BUN – Blood Urea Nitrogen)

اليوريا هي فضلات تنتج عندما يقوم الجسم بتكسير البروتينات الموجودة في الطعام. مثل الكرياتينين، تقوم الكلى السليمة بترشيح اليوريا من الدم. ارتفاع مستوى اليوريا (BUN) قد يشير إلى مشكلة في الكلى، ولكنه مؤشر أقل دقة من الكرياتينين، حيث يمكن أن يتأثر بعوامل أخرى مثل:

• النظام الغذائي عالي البروتين.
• الجفاف.
• فشل القلب الاحتقاني.
• النزيف في الجهاز الهضمي.
• بعض الأدوية مثل الستيرويدات.

غالبًا ما ينظر الأطباء إلى نسبة BUN إلى الكرياتينين للمساعدة في تحديد سبب المشكلة (هل هي متعلقة بالكلى مباشرة أم بسبب عوامل خارجية؟).

معدل الترشيح الكبيبي (GFR – Glomerular Filtration Rate)

يعتبر معدل الترشيح الكبيبي هو أفضل مؤشر شامل لتقييم وظائف الكلى. هذا الرقم لا يتم قياسه مباشرة، بل هو نتيجة معادلة حسابية تأخذ في الاعتبار مستوى الكرياتينين في الدم، بالإضافة إلى عمر المريض، وجنسه، وأحيانًا عرقه. يوضح هذا الرقم كمية الدم التي تقوم الكلى بترشيحها في الدقيقة الواحدة.

• ما معنى GFR في تحليل الدم؟ إنه يقيس “سرعة” عمل الكلى. كلما انخفض الرقم، كانت كفاءة الكلى أقل.
• أهميته: يساعد الـ GFR الأطباء على تحديد مرحلة مرض الكلى المزمن، من المرحلة الأولى (تلف بسيط مع GFR طبيعي) إلى المرحلة الخامسة (الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زراعتها).

تحليل البول (Urine Tests)

تحليل عينة البول يمكن أن يكشف عن علامات مبكرة لتلف الكلى، حتى قبل أن ترتفع مستويات الكرياتينين في الدم.

البروتين في البول (Proteinuria)

الكلى السليمة تحتوي على مرشحات دقيقة جدًا تمنع مرور الجزيئات الكبيرة مثل البروتين (وخاصة الألبومين) من الدم إلى البول. وجود كميات كبيرة من البروتين في البول هو علامة تحذيرية مبكرة وقوية على وجود تلف في وحدات الترشيح في الكلى (الكبيبات). غالبًا ما يتم إجراء اختبار يسمى “نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول” (UACR) لقياس ذلك بدقة.

كريات الدم الحمراء أو البيضاء (Hematuria/Pyuria)

وجود خلايا الدم الحمراء في البول (البيلة الدموية) قد يشير إلى وجود حصوات في الكلى، أو التهاب، أو إصابة، أو أمراض أخرى. أما وجود خلايا الدم البيضاء (البيلة القيحية) فيشير عادة إلى وجود عدوى في المسالك البولية أو التهاب في الكلى.

وجود بلورات أو مواد غير طبيعية

فحص البول تحت المجهر يمكن أن يكشف عن وجود بلورات (Crystals) قد تكون مقدمة لتكون حصوات الكلى. كما يمكنه الكشف عن “الأسطوانات” (Casts)، وهي تجمعات من البروتينات والخلايا تتشكل في الأنابيب الكلوية الدقيقة وتعتبر مؤشراً على وجود مرض كلوي نشط.

خطوات إجراء تحليل وظائف الكلى

عملية إجراء التحليل بسيطة وغير معقدة. إليك ما يمكن توقعه قبل وأثناء وبعد جمع العينات.

التحضير قبل التحليل: هل تحليل وظائف الكلى يتطلب صيام؟

هذا من أكثر الأسئلة شيوعًا. الإجابة تعتمد على نوع الفحص المطلوب:

• للفحوصات الأساسية (الكرياتينين فقط): عادةً لا يلزم الصيام.
• للوحة وظائف الكلى الكاملة أو إذا كانت جزءًا من تحاليل أخرى: قد يطلب منك المختبر أو الطبيب الصيام لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل سحب الدم. هذا يضمن أن نتائج بعض الاختبارات الأخرى (مثل سكر الدم أو الدهون) لن تتأثر بالطعام الذي تناولته.
• نصيحة هامة: دائمًا استشر طبيبك أو المختبر الذي ستجري فيه التحليل للحصول على تعليمات دقيقة.

نصائح إضافية قبل التحليل

• شرب الماء: عادة ما يُسمح بشرب الماء أثناء فترة الصيام. في الواقع، الحفاظ على رطوبة الجسم أمر جيد، لأن الجفاف الشديد يمكن أن يرفع مستويات الكرياتينين واليوريا مؤقتًا.
• الأدوية: أخبر طبيبك بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها، لأن بعضها قد يؤثر على النتائج. قد يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول دواء معين لفترة قصيرة قبل الاختبار.
• التمارين الرياضية: تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في اليوم السابق للتحليل، لأنها يمكن أن ترفع مستوى الكرياتينين مؤقتًا.

طريقة أخذ عينة الدم

هو إجراء سريع وبسيط:

1. يقوم فني المختبر بتنظيف منطقة صغيرة على ذراعك (عادة من الداخل عند المرفق) بمسحة كحولية.
2. قد يضع رباطًا ضاغطًا (تورنكيه) حول الجزء العلوي من ذراعك لجعل الأوردة أكثر وضوحًا.
3. يتم إدخال إبرة صغيرة في الوريد، وقد تشعر بوخزة خفيفة.
4. يتم جمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب اختبار.
5. تُزال الإبرة، ويوضع قطن أو ضمادة صغيرة على مكان الوخز.

طريقة جمع عينة البول

للحصول على نتيجة دقيقة، سيُطلب منك غالبًا تقديم عينة بول “نظيفة” أو “في منتصف التبول”. هذا يمنع البكتيريا من جلدك من تلويث العينة. الخطوات هي:

1. اغسل يديك جيدًا.
2. نظف المنطقة التناسلية باستخدام منديل تنظيف خاص يوفره المختبر.
3. ابدأ في التبول في المرحاض لبضع ثوانٍ.
4. بعد ذلك، ضع وعاء التجميع تحت مجرى البول واجمع كمية كافية من البول (حوالي 30-60 مل).
5. أكمل التبول في المرحاض.
6. أغلق الوعاء بإحكام وسلّمه للفني.

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب جمع البول على مدار 24 ساعة لتقييم وظائف الكلى بشكل أكثر دقة، خاصة لقياس إفراز الكرياتينين أو البروتين على مدار اليوم. سيتم تزويدك بوعاء كبير وتعليمات واضحة حول كيفية القيام بذلك.

القيم الطبيعية لتحليل وظائف الكلى

من المهم أن تتذكر أن نسبة وظائف الكلى الطبيعية قد تختلف قليلاً من مختبر لآخر، كما أنها تعتمد على العمر والجنس والكتلة العضلية. لذلك، فإن الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تفسير نتائجك بشكل صحيح في سياق حالتك الصحية الكاملة. الجداول التالية تقدم نطاقات مرجعية شائعة.

جدول القيم الطبيعية لتحاليل الدم

جدول القيم الطبيعية لتحليل البول

تفسير نتائج تحليل وظائف الكلى

الحصول على نتيجة خارج النطاق الطبيعي يمكن أن يكون مقلقًا، ولكن من الضروري فهم أن هذا لا يعني دائمًا وجود مرض خطير. الطبيب سيقوم بتقييم النتائج مع الأخذ في الاعتبار تاريخك الطبي الكامل، والأعراض التي تشعر بها، ونتائج الفحوصات الأخرى.

ارتفاع الكرياتينين: أسباب محتملة

عندما يرتفع مستوى الكرياتينين، فهذا يعني أن الكلى لا تقوم بترشيحه من الدم بكفاءة. الأسباب المحتملة تشمل:

• مرض الكلى المزمن: السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع الكرياتينين بشكل مستمر.
• إصابة الكلى الحادة: ارتفاع مفاجئ وسريع في الكرياتينين بسبب صدمة، أو عدوى شديدة، أو جفاف حاد، أو انسداد في المسالك البولية.
• الجفاف: عدم شرب كمية كافية من السوائل يركز الدم ويزيد من مستوى الكرياتينين مؤقتًا.
• انسداد المسالك البولية: بسبب حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا.
• أدوية معينة: مثل بعض المضادات الحيوية (كالجنتاميسين) ومدرات البول.
• فشل القلب الاحتقاني: انخفاض تدفق الدم إلى الكلى يؤثر على وظيفتها.

ارتفاع اليوريا (BUN): متى يكون خطيرًا؟

ارتفاع اليوريا وحده ليس دائمًا علامة على مرض الكلى. قد يكون بسبب نظام غذائي غني بالبروتين أو جفاف. يصبح الأمر أكثر إثارة للقلق عندما يرتفع مستوى اليوريا مع الكرياتينين في نفس الوقت. يقوم الأطباء بتحليل نسبة اليوريا إلى الكرياتينين (BUN:Creatinine ratio) للمساعدة في التشخيص. إذا كانت النسبة عالية جدًا، فقد يشير ذلك إلى مشكلة حدثت “قبل” الكلى (مثل الجفاف أو فشل القلب)، بينما النسبة الطبيعية مع ارتفاع كل من اليوريا والكرياتينين تشير غالبًا إلى تلف داخل الكلى نفسها.

انخفاض معدل الترشيح الكبيبي (GFR): ما الذي يشير إليه؟

انخفاض الـ GFR هو المؤشر الأكثر وضوحًا على تدهور وظائف الكلى. يتم تصنيف مرض الكلى المزمن إلى 5 مراحل بناءً على قيمة GFR:

• المرحلة 1: GFR طبيعي (90 أو أعلى) ولكن مع وجود علامات أخرى لتلف الكلى (مثل وجود بروتين في البول).
• المرحلة 2: انخفاض طفيف في GFR (60-89).
• المرحلة 3: انخفاض متوسط في GFR (30-59).
• المرحلة 4: انخفاض حاد في GFR (15-29).
• المرحلة 5: الفشل الكلوي (GFR أقل من 15)، ويتطلب العلاج بالبدائل الكلوية (غسيل الكلى أو الزراعة).

وجود بروتين في البول: دلالاته وأسبابه

يُعد وجود البروتين في البول (خاصة الألبومين) من أولى علامات تلف الكلى، وغالبًا ما يظهر قبل سنوات من بدء ارتفاع الكرياتينين. الأسباب تشمل:

• مرض السكري (اعتلال الكلية السكري).
• ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الكلى، مثل الذئبة الحمامية.
• التهاب كبيبات الكلى.

يمكن أن يظهر البروتين في البول بشكل مؤقت بسبب الحمى أو التمارين الشاقة، لذلك قد يكرر الطبيب الاختبار للتأكد من أنه علامة مستمرة.

أمراض الكلى التي يمكن اكتشافها بالتحليل

يعد تحليل وظايف الكلى أداة تشخيصية قوية يمكنها المساعدة في الكشف عن مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على الكلى، ومن أبرزها:

• مرض الكلى المزمن: وهو تدهور تدريجي في وظائف الكلى على مدى أشهر أو سنوات.
• إصابة الكلى الحادة: وهي فقدان مفاجئ لوظائف الكلى يحدث في غضون ساعات أو أيام.
• التهاب كبيبات الكلى: وهو التهاب يصيب وحدات الترشيح الصغيرة في الكلى.
• التهاب الحويضة والكلية: وهو نوع من عدوى المسالك البولية يصل إلى الكلى.
• حصوات الكلى: على الرغم من أن التصوير هو التشخيص الأساسي، إلا أن تحليل البول يمكن أن يظهر دمًا أو بلورات تشير إلى وجودها.
• اعتلال الكلية السكري: وهو تلف الكلى الناجم عن مرض السكري.

نصائح للحفاظ على صحة الكلى

الوقاية خير من العلاج. حتى لو كانت نتائج تحاليلك طبيعية، فإن تبني عادات صحية يمكن أن يساعد في الحفاظ على كليتيك في أفضل حالة ممكنة لسنوات قادمة.

1. شرب كميات كافية من الماء: الماء يساعد الكلى على إزالة الفضلات من الدم. الكمية الموصى بها تختلف حسب الشخص، ولكن الهدف العام هو شرب ما يكفي للحفاظ على لون البول أصفر باهتًا.
2. اتباع نظام غذائي صحي: ركز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. قلل من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم (الملح)، لأن الملح الزائد يرفع ضغط الدم ويجهد الكلى.
3. التحكم في ضغط الدم: إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فالتزم بخطة العلاج التي وضعها طبيبك. ضغط الدم المستهدف عادة ما يكون أقل من 130/80 ملم زئبقي.
4. التحكم في سكر الدم: إذا كنت مصابًا بالسكري، فإن الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف هو أفضل طريقة لحماية كليتيك.
5. تجنب الإفراط في استخدام المسكنات: الاستخدام المتكرر للأدوية المسكنة غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين يمكن أن يضر بالكلى. استشر طبيبك بشأن بدائل آمنة إذا كنت بحاجة إلى مسكنات للألم المزمن.
6. ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد في السيطرة على الوزن وضغط الدم وسكر الدم، وكلها عوامل مهمة لصحة الكلى.
7. الإقلاع عن التدخين: التدخين يقلل من تدفق الدم إلى الكلى ويمكن أن يفاقم أمراض الكلى الموجودة.

متى يجب تكرار تحليل وظائف الكلى؟

تعتمد وتيرة إجراء التحليل على حالتك الصحية وعوامل الخطر لديك:

• للأشخاص الأصحاء: قد يكون جزءًا من الفحص الدوري كل بضع سنوات، حسب توصية الطبيب.
• لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم: مرة واحدة سنويًا على الأقل، أو أكثر إذا كانت هناك علامات مبكرة لتلف الكلى.
• لمرضى الكلى المزمن: يعتمد على مرحلة المرض. قد يتراوح من كل 6-12 شهرًا في المراحل المبكرة إلى كل 1-3 أشهر في المراحل المتقدمة.
• عند تناول أدوية معينة: سيحدد طبيبك جدول المراقبة بناءً على نوع الدواء وجرعته.

الأسئلة الشائعة عن تحليل وظائف الكلى

هنا نجيب على بعض الأسئلة الأكثر تداولًا حول هذا الموضوع لتقديم المزيد من الإيضاح.

ما هي أسماء تحاليل وظائف الكلى؟

الأسماء الشائعة تشمل: الكرياتينين (Creatinine)، نيتروجين اليوريا في الدم (BUN)، ومعدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR). بالنسبة للبول، أهمها نسبة الألبومين إلى الكرياتينين (UACR) والتحليل المجهري للبول.

كم النسبة الطبيعية لوظائف الكلى؟

النسبة الطبيعية تختلف، ولكن بشكل عام، الكرياتينين يكون حوالي 0.7-1.3 ملغم/ديسيلتر للرجال و 0.6-1.1 للنساء. معدل الترشيح الكبيبي (eGFR) يعتبر طبيعيًا إذا كان 90 أو أعلى. وأفضل مؤشر هو تفسير الطبيب لنتائجك الخاصة.

هل تحليل CBC يكشف وظائف الكلى؟

لا، تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) لا يقيم وظائف الكلى مباشرة. يقيس هذا التحليل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. ومع ذلك، يمكن أن يكشف عن فقر الدم (الأنيميا)، والذي قد يكون أحد مضاعفات مرض الكلى المتقدم، حيث أن الكلى تنتج هرمونًا يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء.

كيف أعرف أن وظائف الكلى لدي سيئة؟

غالبًا لا توجد أعراض في المراحل المبكرة. في المراحل المتقدمة، قد تظهر أعراض مثل: تورم في الساقين والكاحلين، إرهاق شديد، قلة الشهية، غثيان، كثرة التبول (خاصة ليلاً)، بول رغوي (علامة على وجود بروتين)، وتشنجات عضلية. الطريقة المؤكدة الوحيدة للمعرفة هي عبر تحليل وظايف الكلى.

ما هو رمز تحليل وظائف الكلى؟

لا يوجد رمز واحد. تشمل الرموز الشائعة: “Cr” أو “Creat” للكرياتينين، “BUN” لنيتروجين اليوريا، و “eGFR” لمعدل الترشيح الكبيبي. قد يتم طلبها تحت اسم لوحة الكلى (Renal Panel) أو (Kidney Function Test – KFT).

ما هو تحليل وظائف الكلى والكبد؟

أحيانًا يطلب الطبيب لوحة تحاليل شاملة تتضمن اختبارات لوظائف الكلى (KFT) واختبارات لوظائف الكبد (LFT) معًا. اختبارات الكبد تقيس إنزيمات مثل ALT و AST وبروتينات مثل الألبومين والبيليروبين لتقييم صحة الكبد.

هل ارتفاع وظائف الكلى خطير؟

نعم، يمكن أن يكون خطيرًا. ارتفاع المؤشرات (مثل الكرياتينين) وانخفاض معدل الترشيح (GFR) بشكل مستمر يشير إلى أن الكلى تفقد قدرتها على أداء وظيفتها، مما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي إذا لم تتم معالجة السبب الأساسي وإبطاء تقدم المرض.

كم ساعة صيام قبل تحليل وظائف الكلى؟

كما ذكرنا، الصيام ليس ضروريًا دائمًا. لكن إذا طُلب منك، فعادة ما يكون لمدة 8-12 ساعة. اتبع دائمًا تعليمات طبيبك أو المختبر.

هل شرب الماء يؤثر على تحليل وظائف الكلى؟

نعم، يؤثر. الجفاف الشديد يمكن أن يرفع مستويات الكرياتينين واليوريا بشكل مؤقت، مما يعطي انطباعًا خاطئًا عن وظائف الكلى. من الأفضل أن تكون رطبًا بشكل طبيعي قبل الاختبار، ما لم يوجهك الطبيب بخلاف ذلك.

هل تحليل وظائف الكلى يظهر الحصوات؟

بشكل غير مباشر. يمكن أن يُظهر تحليل البول وجود دم أو بلورات، وهي علامات قد ترتبط بحصوات الكلى. ومع ذلك، فإن التشخيص النهائي للحصوات يتطلب فحوصات تصويرية مثل الأشعة المقطعية (CT scan) أو الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).

متى تكون نسبة وظائف الكلى في خطر؟

تعتبر النسبة في خطر عندما يبدأ معدل الترشيح الكبيبي (GFR) بالانخفاض إلى ما دون 60 مل/دقيقة، ويستمر هذا الانخفاض لأكثر من ثلاثة أشهر، مع وجود ارتفاع مستمر في الكرياتينين. هذا يشير إلى بداية مرض الكلى المزمن الذي يتطلب متابعة وعلاجًا.

ما هي اليوريا والكرياتين؟

كلاهما من الفضلات النيتروجينية في الدم. الكرياتينين يأتي من استقلاب العضلات، واليوريا تأتي من استقلاب البروتينات الغذائية. الكلى السليمة تتخلص منهما، وارتفاع مستوياتهما في الدم يشير إلى وجود مشكلة في الترشيح الكلوي.

المراجع العلمية

تم إعداد هذا المقال بالاستناد إلى معلومات من مصادر طبية موثوقة لضمان الدقة والمصداقية. لمزيد من التفاصيل، يمكنك الاطلاع على المراجع التالية:

1. مايو كلينك (Mayo Clinic): “اختبار الكرياتينين” (Creatinine test).
   https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/creatinine-test/about/pac-20384646
2. هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS): “تشخيص مرض الكلى المزمن” (Diagnosing Chronic Kidney Disease).
   https://www.nhs.uk/conditions/kidney-disease/diagnosis/