أسباب متلازمة توريت Tourette Syndrome

أسباب متلازمة توريت Tourette Syndrome

أسباب متلازمة توريت Tourette Syndrome

أسباب متلازمة توريت تُعد متلازمة توريت (Tourette Syndrome) اضطرابًا عصبيًّا معقدًا يتميز بظهور حركات وأصوات لاإرادية تُعرف باسم “العُرّات” (Tics). على الرغم من أن الأعراض السريرية للمتلازمة معروفة جيدًا، إلا أن الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بها ما زالت غير مفهومة بالكامل. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن متلازمة توريت ناتجة عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الأسباب المحتملة للإصابة بمتلازمة توريت، مع التركيز على أحدث النظريات والأبحاث العلمية.

العوامل الوراثية

  • تلعب الجينات دورًا رئيسيًّا في زيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة توريت. تشير الدراسات إلى أن المتلازمة غالبًا ما تنتشر في العائلات التي لديها تاريخ مع الاضطرابات العصبية النفسية.

التاريخ العائلي

  • إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مصابًا بمتلازمة توريت أو اضطرابات ذات صلة (مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس القهري)، فإن خطر إصابة الطفل يزداد.
  • تشير التقديرات إلى أن الأطفال الذين لديهم والد مصاب بمتلازمة توريت لديهم فرصة تتراوح بين 5% و15% للإصابة بالمتلازمة.

الجينات المرتبطة

  • على الرغم من عدم تحديد جين واحد مسؤول عن المتلازمة، إلا أن الأبحاث تشير إلى وجود عدة جينات قد تساهم في زيادة خطر الإصابة. من بين هذه الجينات:
  • جين SLITRK1: الذي يلعب دورًا في تطوير الخلايا العصبية.
  • جين HDC: المرتبط بإنتاج الهيستامين، وهو ناقل عصبي قد يؤثر على وظيفة الدماغ.
  • جين CNTN6: الذي قد يؤثر على التواصل بين الخلايا العصبية.

الطفرات الجينية

  • قد تؤدي الطفرات الجينية العشوائية إلى زيادة خطر الإصابة بالمتلازمة، حتى في غياب تاريخ عائلي.

العوامل العصبية

  • تشير الأبحاث إلى أن متلازمة توريت ترتبط باختلالات في وظائف الدماغ، خاصةً في المناطق المسؤولة عن الحركة والعواطف.

اختلالات في النواقل العصبية

  • يُعتقد أن عدم التوازن في النواقل العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، يلعب دورًا رئيسيًّا في ظهور الأعراض.
  • الدوبامين: يُعتقد أن زيادة نشاط الدوبامين في الدماغ يساهم في ظهور العُرّات.
  • السيروتونين: قد يؤدي انخفاض مستويات السيروتونين إلى تفاقم الأعراض.
  • اختلالات في دوائر الدماغ
  • تشير الدراسات إلى أن المناطق التالية في الدماغ قد تكون متورطة في متلازمة توريت:
  • العقد القاعدية (Basal Ganglia): المسؤولة عن تنظيم الحركة.
  • القشرة الأمامية الجبهية (Prefrontal Cortex): المسؤولة عن التحكم في السلوك واتخاذ القرارات.
  • المهاد (Thalamus): الذي يعمل كمركز تنسيق بين المناطق المختلفة في الدماغ.

تشوهات في بنية الدماغ

  • أظهرت بعض الدراسات أن المصابين بمتلازمة توريت قد يكون لديهم اختلافات طفيفة في حجم أو نشاط بعض مناطق الدماغ مقارنة بالأشخاص غير المصابين.

العوامل البيئية

  • على الرغم من أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًّا، إلا أن العوامل البيئية قد تساهم أيضًا في ظهور أو تفاقم أعراض متلازمة توريت.

العدوى والالتهابات

  • تشير بعض النظريات إلى أن العدوى البكتيرية أو الفيروسية، خاصةً تلك التي تصيب الجهاز العصبي، قد تزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة. على سبيل المثال:
  • عدوى المكورات العقدية (PANDAS): وهي حالة نادرة ترتبط بظهور أعراض عصبية نفسية بعد الإصابة بعدوى بكتيرية.

التعرض لمواد سامة

  • قد يؤدي التعرض لبعض المواد الكيميائية أو السموم البيئية أثناء الحمل أو الطفولة المبكرة إلى زيادة خطر الإصابة بالمتلازمة.

مضاعفات الحمل والولادة

قد تزيد بعض العوامل المرتبطة بالحمل والولادة من خطر الإصابة بمتلازمة توريت، مثل:

  • نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

العوامل النفسية والاجتماعية

  • على الرغم من أن العوامل النفسية لا تسبب متلازمة توريت بشكل مباشر، إلا أنها قد تؤثر على شدة الأعراض وتطورها.
  • التوتر والقلق
  • قد يؤدي التوتر النفسي أو القلق إلى تفاقم العُرّات أو زيادة تكرارها.
  • الصدمات النفسية
  • قد تساهم الصدمات النفسية، خاصةً في مرحلة الطفولة، في ظهور أعراض تشبه أعراض متلازمة توريت أو تفاقمها.