سرطان الغدة الدرقية

سرطان الغدة الدرقية

سرطان الغدة الدرقية

سرطان الغدة الدرقية أحد أشهر أنواع الأورام السرطانية التي تهاج جسم الإنسان في مراحل عمرية مختلفة، المعروف عنه أنه يُصيب الغدة الدرقية إما بشكل كامل أو جزئي، ولكنه ينتشر بسرعة كبيرة ليقوم بتدمير كافة الخلايا والأنسجة، بل يُزيد من انتشار الغدد الليمفاوية في الرقبة، وفي هذا المقال سنتناول معكم أشهر أعراض هذا المرض بمراحله المختلفة، وكيف يتم تشخيص، مع ذكر أهم العوامل والمسببات لهذه الإصابة، وكيفية التعافي منها بأحدث التقنيات وبالتزامن مع التطور التكنولوجي.

سرطان الغدة الدرقية

تعد الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان، توجد في أسفل منطقة الرقبة (تحت تفاحة آدم)، على هيئة فراشة بجناحين، وهي المسئولة عن إفراز هرمونات تنظيم ضربات القلب وضغط الدم ووزن ودرجة حرارة الجسم.

في الغالب قد تزيد نسبة الشفاء من مرض سرطان الغده مع مرور الوقت، وذلك نظراً للتطور التقني الجديد والكبير في الكشف عن أنواع الأورام السرطانية في الغدة الدرقية، ويعتبر سرطان الغدة الدرقية هو:

  • ظهور ورم خبيث في الغدة الدرقية، ويعد من الأنواع النادرة للسرطان.
  • حدوث خلل في الحمض النووي الجيني الوراثي، والذي يؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية بشكل غير منضبط.
  • الإصابة بقصور أو فرط في نشاط الغدة الدرقية، لا يُزيد من فرصة الإصابة بسرطان الدرقية.
  • يعتقد البعض أن كل تضخم في منطقة الرقبة هو ورم سرطاني، وهذا اعتقاد خاطئ، لا بد من زيارة الطبيب للتأكد منه وتشخيص الحالة.
  • يُنصح دائمًا بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لجميع أفراد العائلة للتأكد من عدم وجود أي تاريخ مرضي للإصابة بالأورام السرطانية.

أنواع سرطان الغدة الدرقية

يأتي سرطان الغدة الدرقية في أكثر من نوع، يتم تشخيصه تحت إشراف طبي متكامل وبعد الخضوع للعديد من الفحوصات والإجراءات اللازمة للكشف عن نوع السرطان، وهما:

  • سرطان الدرقية الحليمية: وهو النوع الأكثر انتشارًا بين مرضى سرطان الدرقية، يُشكل عامة حوالي 80% من حالات الإصابة بسرطان الغدة، يأتي في أي مرحلة عمرية ولكن يظهر تحديدًا بين الفئة من 30 إلى 50 عامًا.
  • سرطان الدرقية الجريبية: يأتي هذا النوع من سرطان الدرقية ويتطور في خلايا معينة، عادةً ما يتم تشخيصه لدى الفئة العمري التي تجاوزت 30 عامًا.
  • سرطان الدرقية النخاعية: يعتقد بعض الأطباء المتخصصون أن هذا النوع من سرطان الدرقية قد يحدث نتيجة إصابة الشخص بإحدى المتلازمات الجينية الوراثية، التي تساهم في الإصابة بالسرطانات.
  • سرطان الدرقية الكشمية: وهو النوع الأكثر ندرة، يصعب علاجه بشتى الطرق، عادةً ما يتم تشخيصه لدى الفئة العمرية التي تجاوزت 60 عامًا.
  • لمفومة الغدة الدرقية: من الأنواع النادرة جدًا، يُصيب بشكل خاص الخلايا المناعية في الغدة الدرقية، ويتم تشخيصه لدى الفئة العمرية التي تجاوزت 70 عامًا.

أسباب سرطان الغدة الدرقية

بالطبع هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية، فبعض المحفزات لهذه الخلايا قد تساعدها في التكاثر والنمو السريع وبشكل غير سليم، مما يُصيب الشخص بالورم السرطاني، أما فيما يخص أسباب حدوث سرطان الدرقية فترجع إلى:

  • التعرض المفرط للأشعة باختلاف أنواعها، في منطقتي الرأس والرقبة.
  • التغير في الجينات الوراثية المتوارثة من الأبوين، حيث يعتبر كل من يحمل جين RET هو الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الدرقية.
  • نقص معدل اليود في جسم الإنسان، وهو ناتج عن تناول الطعام معدوم اليود، حيث أن الغدة الدرقية تحتاج يوميًا إلى نسبة من اليود لإفراز الهرمونات.
  • الإناث، حيث وُجد أن احتمالية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى الإناث وفي متوسط العمر ضعفي أو ثلاثة أضعاف احتمالية الإصابة لدى الرجال.

أعراض سرطان الغدة الدرقية

يعتبر سرطان الغدة الدرقية من الأمراض التي يصعب اكتشافها في مراحل مبكرة، فلا يظهر على المُصاب أي أعراض أو دلالات تشير إلى وجود مشكلة ما في الغدة الدرقية، ولكن كلما تقدمت الحالة كلما ظهرت الأعراض والتي تتمثل في الآتي:

  • صعوبة في بلع الطعام والشعور بآلام شديدة عند الإصابة باحتقان الحلق.
  • ظهور بعض التغيرات المفاجئة في صوت المريض، تتضمن بحة قوية تتفاقم مع تقدم الحالة.
  • الإصابة المتكررة بالسعال وضيف النفس والتهابات الرئة المزمنة.
  • ظهور كتلة تحت الجلد في منطقة الرقبة، من السهل تحسسها.
  • الإصابة بانتفاخات في الغدد الليمفاوية وحل منطقة الرقبة.
أعراض سرطان الغدة الدرقية المتقدمة

مع تقدم الحالة ووصولها إلى مراحل متأخرة بعض الشيء، فقد يظهر على المريض أعراض وعلامات تشير إلى خطورة الموقف، ولا فرق بين الأعراض لدى النساء أو الرجال، فهي الإصابة واحدة ومرحلة الورم واحدة، جاءت كما يلي:

  • صعوبة البلع: مع ازدياد حجم الغدة وتضخمها يصعب على المريض بلع الطعام وخاصة المأكولات الصلبة، فغالبًا ما يعود الطعام مرة أخرى من فتحتي الأنف.
  • سيلان اللعاب والسعال الشديد: نتيجة الشعور الدائم بالضغط على منطقتي الغدة الدرقية والرقبة، والشعور بأن أي طعام عالق في الحلق والصدر.
  • الإصابة بالتهابات متكررة في الصدر: أثر ضيق التنفس والسعال المستمر الجاف، والذي لا يستجيب لأي أدوية وعلاجات.
  • التضخم العقدي الليمفاوي في منطقة الرقبة: ويعتبر من الأعراض الأكثر شيوعًا لدى مرضى السرطان الدرقي.
هل سرطان الغدة الدرقية خطير

حتى الآن لن يثبت السبب الحقيقي وراء نشوء سرطان الغدة الدرقية إلا أنه فقط يتطور مع حدوث بعض التغيّرات الجينية في خلايا الغدة الدرقية، والتي تُسبب تكاثر وتطور غير طبيعي في الخلايا، سرعان ما يؤدي إلى نمو الورم وانتشاره في مناطق أخرى من الجسم، لذلك هناك العديد من عوامل الخطر والتي من الممكن أن تُزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الدرقية، جاءت كما يلي:

  • التعرض للإشعاعات: والمقصود هنا هو تعرّض الشخص لكميات كبيرة من الأشعة، نتيجة تلقي العلاجات المختلفة بالأشعة خاصة في منطقة الرأس والرقبة، أو نتيجة التجارب على استخدام الأسلحة النووية.
  • التاريخ المرضي للعائلة: أي أن في حال وجود أشخاص مصابون بالأمراض السرطانية في عائلة واحدة يُسهل من إصابة الشخص بنفس المرض.
  • متلازمة جينية: في حال إصابة الشخص بأحد المتلازمات الوراثية التي تزيد من احتمالية وخطر الإصابة بسرطان الدرقية.
مضاعفات سرطان الغدة الدرقية

تكمن أهم المضاعفات التي قد تُصيب الشخص المتعافي من سرطان الغدة الدرقية عن طريق الاستئصال الجراحي والذي يُعتبر الحل الجذري لعلاج سرطان الدرقية، هو أن يظهر السرطان مرة أخرى في أي من أجزاء الجسم وأعضاءه، وتأتي أشهر أعراض عودة السرطان من جديد في الغده الدرقيه في الصور التالية:

  • انتشار الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة.
  • انتشار الخلايا وأجزاء صغيرة جدًا من أنسجة الغدة الدرقية.
  • انتشار أعراض الإصابة بالسرطان خاصة في الرئتين والعظام.

يُوصى دائمًا بإجراء الفحوصات الدورية مثل اختبارات الدم أو إجراء المسح للغدة الدرقية من وقت إلى آخر، للتأكد من سلامة التعافي.

علاج سرطان الغدة الدرقية

يتم علاج سرطان الغدة الدرقية بأكثر من طريقة، ويتم اختيار الطريقة والوسيلة المناسبة حسب نوع السرطان، الحالة الصحية للمريض، الفئة العمرية، التاريخ المرضي للعائلة، لذلك يتضمن علاج سرطان الدرقية ما يلي:

  • الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية كاملة، أو الجزء الأكبر منها، وهو الحل الأمثل للكثير من الحالات، يتم عمل شِق في أسفل الرقبة ومنه يتم استئصال الجزء المطلوب من الغدة.
  • استئصال جراحي للغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة فقط، ويتم ذلك أثناء استئصال الغدة الدرقية لضمان عدم عودة انتشار الغدد والخلايا السرطانية من جديد.
  • استخدام العلاج الهرموني للغدة الدرقية، ويتم أيضًا بعد الخضوع لعملية استئصال الغدة سواء كاملة أو فص واحد منها، وذلك لتعويض الهرمون المفقود وهو ليفوثيروكسين (ليفوكسيل، سينثرويد).
  • استخدام العلاج الإشعاعي للغدة الدرقية بواسطة اليود، بغرض تدمير أي أنسجة سليمة متبقية بعد عملية الاستئصال الجراحي، يمكن تلقي هذا النوع من العلاجات على هيئة كبسولات سهلة البلع.
  • استخدام العلاج الكيماوي، وهو علاج دوائي يحتوي على مواد كيميائية لقتل أي خلايا سرطانية، يتم تناوله عبر الوريد، لضمان القضاء التام على الخلايا سريعة الانتشار في الجسم.
  • حقن الكحول في سرطان الغدة: يخضع المريض لإجراءات وفحوصات مثل الموجات الصوتية لضمان تحديد موضع الحقن بشكل صحيح، ومن ثم يتم حقن الكحول في المنطقة التي تحتوي على الخلايا السرطانية، ويُعتبر العلاج المناسب للسرطانات التي تُصيب المناطق صعب الوصول إليها بالجراحة.
كيفية تشخيص سرطان الغدة الدرقية

لم يكن تشخيص سرطان الغدة الدرقية أمر سهلًا على الإطلاق، بل يحتاج إلى الكثير من الفحوصات والإجراءات لضمان تشخيص الحالة بدقة وبشكل سليم، وهو ما يُعرف لدى الكثيرين منّا بخزعة الغدة الدرقية، التي تتم من خلال:

  • الفحص البدني: وهو الكشف عن أي تغيّرات جسدية في منطقة الرقبة والغدة الدرقية، تتضمن بعض الأسئلة التي يوجهها الطبيب للحالة، مثل التاريخ العائلي للإصابة بالأورام السرطانية، أو مدى التعرض للإشعاع وهكذا.
  • اختبار الدم: تحدد اختبارات الدم ما إذا كان هناك خلل في وظائف الغدة الدرقية أم لا، أي تعمل بشكل طبيعي أو لا.
  • أخذ عينة من أنسجة الغدة الدرقية: يتم هذا الإجراء باستخدام إبرة رفيعة جدًا، في عقيدة الغدة الدرقية إلى جانب استخدام الموجات الصوتية لتحديد اتجاهات الإبرة، ومن ثم يتم أخذ العينة وتحليلها للكشف عن الخلايا السرطانية.
  • التصوير المقطعي: يعتبر أحد الفحوصات واختبارات التصوير اللازمة لتحديد ما إذا كان الخلايا السرطانية انتشرت خارج الغدة الدرقية أم أنها مستقرة، تتضمن أيضًا هذه الاختبارات فحص الأشعة المقطعية المحوسب CT، أشعة مقطعية بإصدار البوزيترون PET، موجات فوق صوتية.
مراحل سرطان الغدة الدرقية

يستمد فريق الرعاية الطبية لمرضى سرطان الغده بعض المعلومات من واقع الفحوصات والإجراءات التي يقوم بها المريض لتحديد مرحلة السرطان، ومدى سرعة انتشاره، مما يُمكن الفريق من التعرف على تنبؤات خاصة بخط سير المرض، وكيفية اختيار النوع الأمثل والطريقة الأرجح في العلاج.، تتمثل مراحل الإصابة بمرض سرطان الدرقية من 1 إلى 4.

  • عادة ما يُشير الرقم الأصغر إلى أن مرحلة السرطان مبكرة، قد تستجيب للعلاج بأكثر من طريقة، كما يعني الرقم أن الخلايا السرطانية لم تصل إلى خارج الرقبة.
  • أما الرقم الأكبر فيشير إلى أن الإصابة في مرحلة متأخرة، أو أشد خطورة، وقد انتشر بالفعل الورم السرطاني خارج الغده.
  • تختلف مراحل الإصابة بسرطان الدرقية حسب نوع السرطان، من نخاعي، كشمي.
  • كما أن هناك أنواع من السرطان الدرقي تتشارك فيها مراحل الإصابة مثل الدرقي الحليمي والجريبي.