آلام الرأسصحة

الصداع النصفي

الصداع النصفي

الصداع النصفي هو أحد أنواع الصداع المتعارف عليه التقليدي، يعتقد البعض أنه الصداع الأكثر حدة وخطورة، ولكنه اعتقاد خاطئ، حيث يعد الصداع النصفي حالة صحية تتضمن بعض الأعراض التي تشير إلى إصابة جزء واحد من الرأس بخلل وألم واضح، وقد اقترحت العديد من الدراسات أن الصداع ما هو إلى جين وراثي يُصيب فئة كبيرة من الأشخاص بالتوارث من الآباء والأجداد.

الصداع النصفي

الصداع النصفي أو ما يُعرف طبيًا بالشقيقة هو ألم نابض أو إحساس بالنبض في الدماغ، عادة ما يقتصر على جانب واحد من الرأس، ولكن يصاحبه غثيان وقيء وفي أحيانٍ كثيرة حساسية مفرطة للأضواء والأصوات، يتسبب الصداع النصفي في حدوث آلام شديدة قد تستمر لعدة أيام أو لساعات طويلة، مما قد يعيق ممارسة المهام والأنشطة اليومية.

مقالات ذات صلة

قد يسبق الصداع النصفي بعض الاضطرابات أو الأعراض التحذيرية، والتي تُشير إلى حدوث الصداع تُسمى الأورة، تشتمل هذه الأورة على الاضطرابات البصرية، الومضات الضوئية، أو البقع العمياء، واضطرابات أخرى تتمثل في الشعور بتنميل في الوجه أو الأطراف والشعور بصوبة في التحدث.

أعراض الصداع النصفي

لن يحدث الصداع النصفي بدون أعراض سابقة، لأنه بالتأكيد يمر بأكثر من مرحلة ليؤثر على الشخص سواء كان رجال أو نساء، شباب أو صغار، بلغت أربع مراحل كاملة وهما: الباردة، الأورة، النوبة، ما بعد النوبة، ولكن هناك بعض الحالات التي تُصاب بالصداع بدون أن يمر بالأربع مراحل جميعًا، نذكر من أعراض تلك المراحل ما يلي:

الباردة: يقصد بهذه المرحلة حدوث بعض الاضطرابات والتغيّرات الطفيفة التي تحدث قبل إصابة الشخص بالصداع بحوالي يومين تشمل:

  • الإمساك.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • زيادة الرغبة في تناول الطعام.
  • تيبس عضلات الرقبة.
  • زيادة عدد مرات التبول.
  • احتباس سوائل الجسم.
  • التثاؤب والشعور بالنعاس.

الأورة: وهي عَرَضًا أساسيًا لاضطرابات الجهاز العصبي، يشعر بها الشخص إما قبل نوبة الصداع النصفي، أو أثناءه، عادة ما تتمثل الأورة في الاضطرابات البصرية تبدأ تدريجيًا ويزداد قوة في خلال دقائق قليلة من الممكن أن تمتد نحو 60 دقيقة كاملة، من أعراض الأورة:

  • الظواهر البصرية مثل رؤية البقع الساطعة والومضات الضوئية.
  • فقدان البصر بشكل مؤقت.
  • الشعور بوخز شديد في الأطراف (الذراعين والساقين)، أو إحداهما، مثل وخز المسامير والإبر.
  • الشعور بتنميل أو تخدير في الوجه وصعوبة في التحدث.

حدوث النوبة: وهي مرحلة حدوث الصداع والتي قد تستمر لأكثر من 4 ساعات متواصلة إلى 72 ساعة، في حال لم يتم علاجه على الفور، تختلف عدد مرات حدوث نوبات الصداع من شخص لآخر، تشتمل أعراض النوبة ما يلي:

  • الشعور بألم حاد في إحدى جانبي الرأس، أو في الجانبين في الحالات الحرجة.
  • الشعور بألم مثل النبض في حالات ومثل الخفق في حالاتٍ أخرى.
  • التحسس من الضوء والأصوات العالية.
  • الشعور بالرغبة في القيء والغثيان.

ما بعد النوبة: وهي المرحلة التي تنتهي فيها ساعات الألم ويبدأ الشعور بالارتباك وفقد التركيز واستنفاذ الطاقة لأداء أي مهام أو أنشطة، وذلك لمدة لا تقل عن 24 ساعة جديدة، إثر حركة الدماغ المفاجئة.

أسباب الصداع النصفي

إلى الآن لا تزال أسباب الصداع النصفي مجهولة لدى الكثيرون، وهو ما يُزيد من صعوبة وصف الأدوية والعلاجات المناسبة للحالة، حيث أن المسبب الرئيسي لحدوث الصداع النصفي هو إشارات مخية لتنشيط العصب الثلاثي المسئول على إفراز السيروتونين والببتيد والمرتبطان بجين الكالسيتونين، الأمر الذي سرعان ما يؤدي إلى تضخم في الأوعية الدموية الدماغية مسبب الألم والصداع، نذكر من أبرز أسباب الصداع باختلاف أنواعه ما يلي:

  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بإفراط.
  • التوتر والإجهاد النفسي، فكثير من حالات الصداع تحدث نتيجة الضغوطات العصبية والتفكير الزائد.
  • تناول بعض المواد الغذائية التي تحتوي على محفزات لحدوث نوبة الصداع النصفي، منها الهوت دوج والجبن.
  • التعرض للمحفزات الحسية مثل الأضواء الساطعة وأشعة الشمس المباشرة، الأصوات العالية.
  • حدوث بعض التغيّرات في الروتين اليومي وخاصة مواعيد النوم وعدد ساعات النوم.

أسباب الصداع النصفي المتكرر عند النساء

مما لا شك فيه أن النساء هن الأكثر عُرضة للإصابة بآلام الصداع النصفي بالمقارنة مع الرجال في مختلف الفئات العمرية، وذلك نتيجة ما تمر به النساء من تغيّرات قد تكون طفيفة في أوقات وحادة في أوقاتٍ أخرى، عكس الرجل، وذلك على وجه الخصوص بعد فترة البلوغ وبعد تجاوز سن الثلاثين مقارنة بالإناث في سن مبكر.

  • التغيرات الهرمونية التي تحدث مرارًا وتكرارًا لدى السيدات، مع اختلاف المواعيد، مثل فترة الحيض، سن اليأس أو ما يُعرف بانقطاع الطمث، فترة الحمل.
  • تناول العلاجات والأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل والتي قد تتسبب في حدوث الجلطات وتُزيد من تفاقم حجم الإصابة بالصداع النصفي.
  • بذل مجهود زائد عن حده الطبيعي مع كثرة الحركة والوقوف لساعات طويلة دون أخذ قسط كافي من الراحة.
  • ضعف الشهية الذي ينتج عنه عدم تناول القدر الكافي من المأكولات والأطعمة الصحية التي تمد الجسم بالعناصر والمعادن اللازمة، وبالتالي يُصاب الجسم بنقص شديد في الفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لمده بالحيوية والنشاط.
أسباب الصداع النصفي مع العين

تعتبر العين جزء لا يتجزأ من عوامل الإصابة بالصداع في كثير من الحالات الصحية التي تلجأ عادة إلى مراكز الطوارئ والعيادات التخصصية، فالعين هي محور الاضطرابات البصرية التي قد تعتبر عرض أولي وأساسي في الإصابة بالصداع، ولكن ما هي إصابات العين التي سرعان ما تؤدي إلى حدوث الصداع النصفي إليكم هذه الإصابات:

  • ارتفاع ضغط الدم في العين.
  • السهر لساعات متأخرة مع النظر طويلًا في الشاشات الإلكترونية والتلفزيون.
  • الإصابة بالمياه الزرقاء أو البيضاء في العين.
  • فقدان البصر وتناول علاجاته لفترة طويلة.
الصداع النصفي الأيسر

أحيانًا نشعر بآلام في منطقة الرأس الأيسر بالتحديد، تأتي بدون مقدمات وبشكل مفاجئ أو قد تأتي تدريجيًا، يتراوح فيها الألم ما بين الطفيف والشديد، يستمر لبضع ساعات قليلة ويتلاشى، من أهم مسببات حدوث هذا الألم من الجهة اليسرى ما يلي:

  • الإصابة بأمراض الحساسية المزمنة والموسمية، كذلك الالتهابات المختلفة، مثل التهاب الحلق والتهاب الجيوب الأنفية، ونزلات البرد والأنفلونزا.
  • الإفراط في تناول علاجات معينة مثل مسكنات الألم بدون داعي، فعند التوقف عن تناولها يشعر الشخص بألم في الجهة اليسرى من الدماغ، وهو ما يُسمى بالصداع المرتد.
  • الإصابة باضطرابات الجهاز العصبي، مثل التهاب العصب القذالي والتهاب الشريان الصدغي.
  • الإصابة بارتجاج في المخ إثر اصطدام الرأس بجسم صلب قوي أو مشد، أو ارتداء الخوذة لساعات طويلة.
علاج الصداع النصفي

يعتمد الطبيب المعالج للحالات المُصابة بالصداع وآلام الرأس وغيرها على الكثير من العلاجات والأدوية، وفي حالات عديدة قد ينصح بالعلاجات البديلة وإتباع نمط جديدة في الحياة اليومية، ولكن تظل الأدوية هي الأكثر فاعلية في الوقاية من آلام جميع أنواع الصداع، نذكر من أهم هذه الأدوية ما يلي:

  • مسكنات الألم منها النابروكسين، اسيتامينوفين.
  • مسكنات أفيونية مثل الكودايين.
  • أدوية بديلة عن المسكنات باختلاف أنواعها وهي التربتان، وهي عبارة عن علاج يتم تناوله عبد بدء الشعور بالألم، منها سوماتريبتان وزولميتريبتان.

أما عن العلاجات البديلة للقضاء على آلام الصداع النصفي ما يلي:

  • الوخز بالإبر الدقيقة تحت إشراف الطبيب المعالج للحالة، حيث يقوم بوخز الإبر في مناطق معينة تعتبر مركز حدوث الصداع.
  • الارتجاع البيولوجي وهو عبارة عن تعلّم طرق جديدة للسيطرة على مناطق استجابة الجسم للشعور بالإجهاد والتوتر العصبي.
  • العلاج عن طريق تدليك فقرات وعضلات الرقبة وأسفل الرأس، حيث أن التدليك يُقلل من نوبات الصداع وتيبس عضلات الرقبة.
  • العلاج عن طريق تناول بعض أنواع المشروبات العشبية الساخنة، كما يمكن تناول مكملات الماغنسيوم للحالات التي تعاني من نقص مستوى الماغنسيوم في الدم.
علاج الصداع النصفي في المنزل

يمكنكم علاج الصداع النصفي بدون زيارة العيادات ومراكز الطوارئ بأقل التكاليف من داخل المنزل، وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة وإتباع روتين علاجي بسيط يعتمد على:

أخذ قسط كافي من عدد ساعات النوم ليلًا وبشكل منتظم، لضبط الخلايا المخية على إشارات معينة.

  • ممارسة بعض أنواع الرياضات التي تساعد على استرخاء عضلات الجسم وتحفز التأمل والهدوء النفسي مثل اليوجا.
  • التوجه إلى غرفة معتمة مظلمة خالية من أي أصوات أو أجهزة إلكترونية وكهربائية فور الشعور بصداع في الرأس، بالإضافة إلى إمكانية وضع الكمادات الباردة على المنطقة الخلفية للرقبة.
  • احرص دائمًا على تسجيل عدد مرات حدوث نوبات الصداع النصفي، للتعرف على المسببات الرئيسية وراء حدوثها في كل مرة.
علاج الصداع النصفي الأيمن

بعدما تعرفنا على الصداع النصفي وأهم مسبباته وطرق علاجه، وأنه ينقسم إلى شقين وهما صداع نصفي أيمن وأيسر، وأنه أيضًا ليس مرض خطير ولكنه مشكلة صحية تحتاج إلى رعاية وإتباع نمط صحي يومي، يمكننا الآن التعرف على أهم طرق علاج الصداع النصفي الأيمن التي تتمثل في:

  • الاستحمام فور الشعور بآلام الرأس من الجهة اليمنى بماء دافئ وليس ساخن أو بارد، للمساعدة في استرخاء عضلات الجسم والحد من تشنجات الرقبة والرأس.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية والتي تحتوي على كافيين مثل القهوة والنسكافيه والشاي، على عكس ما يعتقده البعض بأنها تُحِد من آلام الصداع.
  • تناول كميات كبيرة من المياه والسوائل لترطيب الجسم في الحال، فقد يكون ناتج عن حبس السوائل في الجسم أو الإصابة بالجفاف.
  • تدليك الرقبة من وقت إلى آخر ويُفضل استخدام إحدى الزيوت العطرية والمرطبة للجسم، التي تُزيد من استرخاء العضلات.
  • أخذ قسط كافي من ساعات النوم والراحة دون تحدث أو بذل أي مجهود بسيط.
  • تجنب تناول المأكولات المحفزة للصداع مثل الجبن والموالح والمخللات والأطعمة التي تحتوي على ملح زيادة أو منبهات.
مخاطر الصداع النصفي

يمكنك التوجه على الفور إلى أقرب غرفة طوارئ أو مركز طبي في حال ظهرت عليك بعض مؤشرات الخطر والمتمثلة في الآتي:

  • الشعور بألم شديد يُشبه قصفات الرعد مع صداع مستمر.
  • الإصابة بحمى (ارتفاع في درجة حرارة الجسم)، أو تيبس في عضلات الرقبة.
  • الشعور بارتباك وازدواجية في الرؤية، أو الشعور بتنميل وخدر في أيًا من أجزاء الجسم، وهو ما يدل على حدوث سكتة دماغية.
  • الشعور بألم وصداع فور الإصابة في الرأس (الجمجمة).
  • الشعور بصداع مزمن بعد بذل مجهود أو الحركة المفاجئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى