سرطان الثدي: الأعراض والأسباب وأهمية الفحص

سرطان الثدي: الأعراض والأسباب وأهمية الفحص

مقدمة حول سرطان الثدي

يُعد سرطان الثدي أحد أكثر المواضيع الصحية التي تثير القلق والاهتمام في مجتمعاتنا، خاصة بين النساء. إنه رحلة يمتزج فيها الخوف بالأمل، وتتشابك فيها الأسئلة مع الحاجة الماسة لإجابات واضحة وموثوقة. في هذا الدليل الشامل، نأخذ بيدك خطوة بخطوة لنغوص في أعماق هذا الموضوع، ليس فقط كمرض يجب مواجهته، بل كقضية تستدعي الوعي والمعرفة. هدفنا هو تبديد الغموض، وتقديم معلومات طبية دقيقة بأسلوب إنساني بسيط، يمنحكِ القوة والثقة لاتخاذ قرارات صحية مستنيرة. سنتناول كل ما يخص سرطان الثدي، بدءًا من أولى العلامات التي قد تظهر، مرورًا بالأسباب وعوامل الخطر، وصولًا إلى أحدث طرق التشخيص والعلاج، مع التركيز بشكل خاص على أهمية الكشف المبكر الذي يمثل حجر الزاوية في تحقيق أعلى نسب الشفاء. هذا المقال ليس مجرد مجموعة من المعلومات، بل هو رسالة دعم لكل امرأة، وتذكير بأن المعرفة هي أقوى سلاح في هذه الرحلة.

إجابات سريعة

لمن يبحث عن إجابات سريعة ومباشرة، إليك خلاصة لأهم ما يجب معرفته حول سرطان الثدي:

  • ما هو سرطان الثدي؟ هو نمو غير طبيعي وخارج عن السيطرة لخلايا في أنسجة الثدي، مكونةً ورمًا يمكن أن يكون خبيثًا وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • ما هي الأعراض الأولى؟ العرض الأكثر شيوعًا هو ظهور كتلة أو عقدة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط. تشمل الأعراض الأخرى تغيرات في حجم أو شكل الثدي، تنقير الجلد (مثل قشر البرتقال)، انقلاب الحلمة، أو إفرازات غير طبيعية.
  • ما هي الأسباب الرئيسية؟ السبب المباشر غير معروف دائمًا، لكنه ينتج عن طفرات جينية في خلايا الثدي. تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة، مثل التقدم في العمر، العوامل الوراثية، التاريخ العائلي، والتعرض للهرمونات.
  • كيف يتم الكشف عنه؟ الكشف المبكر هو المفتاح. يتم من خلال: الفحص الذاتي الشهري للثدي، الفحص السريري بواسطة الطبيب، والتصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام) الذي يعتبر الأداة الأكثر فعالية للكشف قبل ظهور الأعراض.
  • هل هو قابل للشفاء؟ نعم، وبنسب عالية جدًا. تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي المكتشف في مراحله المبكرة إلى أكثر من 95%، مما يؤكد على الأهمية القصوى للفحص الدوري.

ما هو سرطان الثدي؟

لفهم سرطان الثدي بشكل صحيح، يجب أولاً أن نفهم طبيعة أجسامنا. يتكون الجسم من مليارات الخلايا التي تنمو وتنقسم وتموت بطريقة منظمة ومحكومة. السرطان، في جوهره، هو خلل في هذه العملية. عندما تبدأ خلايا في جزء معين من الجسم، مثل الثدي، بالنمو والانقسام بشكل خارج عن السيطرة، فإنها تشكل كتلة من الأنسجة تسمى “الورم”.

يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة:

  • الأورام الحميدة: هي أورام غير سرطانية. خلاياها لا تغزو الأنسجة المجاورة ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من أنها قد تحتاج إلى إزالتها في بعض الحالات، إلا أنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا للحياة.
  • الأورام الخبيثة: هذه هي الأورام السرطانية. خلاياها لديها القدرة على غزو الأنسجة المحيطة بها وتدميرها. الأخطر من ذلك، يمكن لبعض هذه الخلايا أن تنفصل عن الورم الأصلي وتنتقل عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي لتستقر في أجزاء أخرى من الجسم (مثل العظام، الكبد، الرئة، أو الدماغ)، مكونة أورامًا جديدة. هذه العملية تسمى “الانتشار” أو “النقيلة”.

يبدأ سرطان الثدي غالبًا في الخلايا التي تبطن قنوات الحليب أو الفصيصات التي تنتج الحليب. فهم هذا التشريح البسيط يساعد في فهم أنواع السرطان المختلفة.

أنواع سرطان الثدي الرئيسية

لا يوجد نوع واحد فقط من سرطان الثدي. معرفة النوع المحدد أمر حيوي لأنه يحدد مسار العلاج والاستجابة له. تنقسم الأنواع بشكل أساسي إلى سرطانات “موضعية”و”غازية”.

1. السرطان القنوي الموضعي

يُعتبر هذا النوع مرحلة مبكرة جدًا من سرطان الثدي، وأحيانًا يُطلق عليه “المرحلة صفر”. في هذه الحالة، تكون الخلايا السرطانية موجودة فقط داخل قنوات الحليب ولم تنتشر إلى أنسجة الثدي المحيطة. لا يعتبر هذا النوع غازيًا، ولكن إذا ترك دون علاج، يمكن أن يتطور جزء منه ليصبح سرطانًا غازيًا. غالبًا ما يتم اكتشافه عبر الماموجرام، ونسبة الشفاء منه تقترب من 100%.

2. السرطان الفصيصي الموضعي

هذا ليس سرطانًا حقيقيًا، بل هو حالة تتجمع فيها خلايا غير طبيعية في فصيصات الثدي. وجود فصيصات الثدي لا يعني أن المرأة مصابة بالسرطان، ولكنه مؤشر قوي على زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي الغازي في المستقبل في أي من الثديين. لذلك، يتطلب الأمر متابعة دقيقة ومنتظمة مع الطبيب.

3. السرطان القنوي الغازي

هذا هو النوع الأكثر شيوعًا على الإطلاق، حيث يمثل حوالي 80% من جميع حالات سرطان الثدي الغازية. في هذا النوع، تخترق الخلايا السرطانية التي بدأت في قنوات الحليب جدار القناة وتغزو الأنسجة الدهنية المحيطة في الثدي. من هناك، يمكنها الانتشار إلى العقد اللمفاوية وأجزاء أخرى من الجسم.

4. السرطان الفصيصي الغازي

يمثل هذا النوع حوالي 10-15% من حالات سرطان الثدي الغازية. يبدأ في الفصيصات المنتجة للحليب، ثم يغزو أنسجة الثدي المحيطة. يتميز هذا النوع بأنه قد لا يشكل كتلة واضحة ومحددة، بل يظهر كتثخن أو امتلاء في منطقة من الثدي، مما قد يجعله أصعب في الكشف عبر الفحص الذاتي أو الماموجرام أحيانًا.

5. سرطان الثدي الالتهابي

هذا نوع نادر ولكنه شديد العدوانية، ويمثل حوالي 1-5% من الحالات. أعراضه تختلف تمامًا عن الأنواع الأخرى، حيث نادرًا ما يسبب كتلة. بدلًا من ذلك، تسد الخلايا السرطانية الأوعية اللمفاوية في جلد الثدي، مما يؤدي إلى أعراض تشبه الالتهاب أو العدوى. يصبح الثدي أحمر، متورمًا، دافئًا عند اللمس، وقد يظهر الجلد بمظهر “قشر البرتقال” بسبب التنقير. نظرًا لسرعة تطوره، يتطلب تشخيصًا وعلاجًا فوريًا ومكثفًا.

6. مرض باجيت في الحلمة

نوع نادر آخر يبدأ في قنوات الحليب وينتشر إلى جلد الحلمة والهالة المحيطة بها. تبدو الأعراض مشابهة للأكزيما، حيث تظهر الحلمة متقشرة، حمراء، ومثيرة للحكة، وقد يصاحبها إفرازات دموية أو صفراء. في معظم الحالات، يرتبط مرض باجيت بوجود سرطان قنوي موضعي أو سرطان قنوي غازي في مكان آخر بالثدي.

تصنيفات جزيئية لسرطان الثدي

إلى جانب التصنيف النسيجي (قنوي أو فصيصي)، يصنف الأطباء سرطان الثدي بناءً على خصائصه الجزيئية، وتحديدًا وجود مستقبلات معينة على سطح الخلايا السرطانية. هذا التصنيف أساسي لاختيار العلاج الأنسب.

  • موجب لمستقبلات الهرمونات (HR+): تحتوي هذه السرطانات على مستقبلات لهرموني الإستروجين (ER+) و/أو البروجسترون (PR+). هذا يعني أن هذه الهرمونات تغذي نمو الورم. هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، ولحسن الحظ، يستجيب بشكل جيد للعلاج الهرموني الذي يمنع الهرمونات من الوصول للخلايا السرطانية.
  • موجب لمستقبل عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2+): تحتوي هذه السرطانات على كميات زائدة من بروتين يسمى HER2، الذي يجعل الخلايا السرطانية تنمو وتنقسم بسرعة. كانت هذه السرطانات تعتبر عدوانية في الماضي، لكن تطوير “العلاجات الموجهة” التي تستهدف بروتين HER2 تحديدًا قد أحدث ثورة في علاجها وحسن من نتائجها بشكل كبير.
  • سرطان الثدي الثلاثي السلبي: هذا النوع لا يحتوي على مستقبلات الإستروجين أو البروجسترون، ولا يحتوي على كميات زائدة من بروتين HER2 (ER-, PR-, HER2-). يمثل حوالي 10-15% من الحالات، وهو أكثر شيوعًا بين النساء الأصغر سنًا، والنساء من أصل أفريقي، وأولئك الذين لديهم طفرة في جين BRCA1. نظرًا لعدم وجود هذه المستقبلات، لا يستجيب هذا النوع للعلاج الهرموني أو العلاجات الموجهة لـ HER2، مما يجعل العلاج الكيميائي هو العلاج الرئيسي له. يعتبر أكثر عدوانية ويميل إلى العودة في السنوات الأولى بعد العلاج.

أعراض سرطان الثدي: متى يجب أن تقلقي؟

المعرفة بالأعراض هي خط الدفاع الأول. من الضروري أن تكون كل امرأة على دراية بشكل وملمس ثدييها الطبيعيين حتى تتمكن من ملاحظة أي تغييرات غير معتادة فور حدوثها. تذكري، معظم التغيرات في الثدي ليست سرطانية، ولكن يجب دائمًا فحصها من قبل طبيب متخصص للتأكد.

أول علامات سرطان الثدي ظهوراً

شكل حبة اول علامات سرطان الثدي ظهورا؟ في أغلب الأحيان، تكون أول علامات سرطان الثدي ظهوراً هي اكتشاف كتلة أو “حبة” جديدة في الثدي أو منطقة تحت الإبط (الإبط). هذه الكتلة تتميز غالبًا بـ:

  • غير مؤلمة: على عكس الاعتقاد الشائع، معظم الكتل السرطانية لا تسبب ألمًا في البداية.
  • صلبة: ملمسها يكون صلبًا وقاسيًا، أشبه بحصاة صغيرة.
  • ذات حواف غير منتظمة: لا تكون دائرية وملساء تمامًا مثل الكيس المائي.
  • ثابتة: قد تشعرين بأنها ملتصقة بالجلد أو بالقفص الصدري ولا تتحرك بسهولة عند الضغط عليها.

من المهم جدًا عدم تجاهل أي كتلة جديدة، حتى لو كانت صغيرة أو غير مؤلمة. إنها الإشارة الأكثر وضوحًا التي يرسلها الجسم، وتستدعي زيارة الطبيب فورًا.

أعراض سرطان الثدي الحقيقية والمبكرة الأخرى

بعيدًا عن الكتلة، هناك مجموعة من أعراض سرطان الثدي المبكرة التي يجب الانتباه إليها. قد يظهر عرض واحد أو مجموعة منها:

  1. تغير في حجم أو شكل الثدي: ملاحظة أن أحد الثديين أصبح أكبر أو أصغر من المعتاد، أو تغير شكله العام بشكل ملحوظ.
  2. تورم في الثدي أو جزء منه: قد تشعرين بامتلاء أو سماكة في منطقة معينة حتى لو لم تتمكني من تحسس كتلة واضحة.
  3. تغيرات في جلد الثدي:
    • تنقير أو تجعد الجلد: ظهور انبعاجات صغيرة في الجلد تشبه قشر البرتقال. يحدث هذا عندما يسحب الورم الجلد إلى الداخل.
    • احمرار أو تغير لون الجلد: قد يصبح الجلد أحمر اللون أو أرجوانيًا، خاصة في حالات سرطان الثدي الالتهابي.
    • تقشر أو سماكة الجلد: قد يصبح الجلد حول الحلمة أو على الثدي نفسه جافًا ومتقشرًا.
  4. تغيرات في الحلمة:
    • انقلاب الحلمة: انقلاب الحلمة فجأة إلى الداخل، خاصة إذا كانت طبيعية في السابق.
    • إفرازات من الحلمة: خروج سائل من حلمة واحدة (وليس كلتيهما)، خاصة إذا كان تلقائيًا (بدون ضغط) ودمويًا أو شفافًا. شكل افرازات الثدي المصاب بالسرطان غالبًا ما يكون دمويًا أو مائيًا صافيًا ويخرج من قناة واحدة فقط. (الإفرازات الحليبية أو الخضراء من كلا الثديين غالبًا ما تكون لأسباب هرمونية غير سرطانية).
    • ألم في الحلمة.
  5. تورم في العقد اللمفاوية: ظهور كتلة أو تورم تحت الإبط أو حول عظمة الترقوة. قد يكون هذا أول علامة على انتشار سرطان الثدي إلى العقد اللمفاوية القريبة.
  6. ألم في الثدي أو الحلمة: على الرغم من أن الألم ليس عرضًا شائعًا في البداية، إلا أن بعض النساء يعانين من ألم مستمر في منطقة معينة من الثدي لا يزول مع الدورة الشهرية. من أين يبدأ وجع سرطان الثدي؟ قد يكون الألم موضعيًا في مكان الورم، أو قد يكون ألمًا عامًا في الثدي.
إقرأ أيضاً:  متى يبدأ الوحم عند الحامل؟

هل تختلف الأعراض من امرأة لأخرى؟

نعم، وبشكل كبير. لا تعاني جميع النساء من نفس الأعراض. يعتمد نوع الأعراض وشدتها على عدة عوامل، منها:

  • نوع السرطان: كما ذكرنا، أعراض سرطان الثدي الالتهابي (احمرار وتورم) تختلف تمامًا عن أعراض السرطان القنوي الغازي (كتلة).
  • مرحلة السرطان: في المراحل المبكرة جدًا، قد لا يكون هناك أي أعراض على الإطلاق، ويتم اكتشاف السرطان فقط عن طريق الماموجرام. الأعراض المتقدمة (مثل تقرح الجلد أو انتشار الألم للعظام) تظهر في مراحل لاحقة.
  • طبيعة جسم كل امرأة: حجم الثدي وكثافته يمكن أن يؤثرا على كيفية ظهور الأعراض وسهولة اكتشافها.

كيف يكون شكل الثدي المصاب بسرطان الثدي؟

لا يوجد “شكل” واحد للثدي المصاب. قد يبدو الثدي طبيعيًا تمامًا في المراحل المبكرة. لكن مع تقدم الورم، قد تظهر التغيرات التالية:

  • عدم التماثل: يصبح أحد الثديين مختلفًا بشكل واضح عن الآخر في الحجم أو الشكل أو الارتفاع.
  • تسطح أو انبعاج: ظهور منطقة مسطحة أو منبعجة على سطح الثدي لم تكن موجودة من قبل.
  • بروز الأوردة: قد تصبح الأوردة على سطح الثدي أكثر وضوحًا وبروزًا بسبب زيادة تدفق الدم إلى الورم.
  • تغيرات جلدية واضحة: كما ذكرنا، التنقير والاحمرار والتقشر كلها علامات مرئية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

القاعدة بسيطة وواضحة: يجب زيارة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغيير جديد أو مستمر في ثدييك. لا تحاولي تشخيص نفسك أو الانتظار لترى “إذا كان سيختفي”. معظم هذه التغيرات ستكون حميدة، ولكن الطريقة الوحيدة للتأكد هي من خلال الفحص الطبي المتخصص. التشخيص المبكر هو أفضل فرصة للشفاء التام.

أسباب وعوامل الخطر: لماذا أنا؟

سؤال “لماذا أنا؟” هو أحد أكثر الأسئلة المؤلمة التي تطرحها النساء عند تشخيصهن. الحقيقة هي أنه في كثير من الحالات، لا يوجد سبب واحد واضح. يحدث سرطان الثدي نتيجة تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية ونمط حياة. ومع ذلك، حدد العلماء مجموعة من “عوامل الخطر” التي تزيد من احتمالية الإصابة.

وجود عامل خطر واحد أو أكثر لا يعني حتمية الإصابة بالمرض، كما أن عدم وجود أي من هذه العوامل لا يعني أنكِ في مأمن تام. حوالي 50% من النساء اللاتي يصبن بسرطان الثدي ليس لديهن أي عوامل خطر معروفة بخلاف كونهن نساء والتقدم في العمر.

ما هي أسباب ورم الثدي؟

على المستوى الخلوي، يبدأ السرطان عندما تحدث طفرات (تغيرات) في الحمض النووي لخلية واحدة في الثدي. يحتوي الحمض النووي على الجينات التي تعطي الخلية تعليماتها حول متى تنمو وتنقسم وتموت. بعض الجينات تسمى “الجينات الكابتة للورم”، وظيفتها هي إبطاء انقسام الخلايا وإصلاح أخطاء الحمض النووي أو التسبب في موت الخلايا عند الضرورة. جينات مثل BRCA1 و BRCA2 هي أمثلة على ذلك.
عندما تحدث طفرة في هذه الجينات، فإنها تفقد قدرتها على التحكم في نمو الخلايا. تبدأ الخلية في الانقسام بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتتراكم الخلايا الجديدة لتشكل ورمًا.

عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها

  1. كونكِ امرأة: هذا هو عامل الخطر الأكبر. الرجال يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي، لكنه أكثر شيوعًا عند النساء بأكثر من 100 مرة.
  2. التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير مع التقدم في العمر. معظم الحالات يتم تشخيصها بعد سن الخمسين.
  3. العوامل الوراثية: حوالي 5-10% من حالات سرطان الثدي تعتبر وراثية، ناتجة عن طفرات جينية موروثة من أحد الوالدين. أشهر هذه الجينات هي BRCA1 و BRCA2. النساء اللاتي يرثن طفرة في هذه الجينات لديهن خطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان الثدي والمبيض في سن مبكرة.
  4. التاريخ العائلي: حتى بدون وجود طفرة جينية معروفة، يزداد الخطر إذا كان لديكِ قريبة من الدرجة الأولى (أم، أخت، ابنة) مصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا تم تشخيصها قبل سن الخمسين.
  5. التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان الثدي: إذا كنتِ قد أصبتِ بسرطان الثدي في أحد الثديين، فإن خطر إصابتك بورم جديد في الثدي الآخر أو في نفس الثدي يزداد.
  6. كثافة أنسجة الثدي: النساء اللاتي لديهن أنسجة ثدي كثيفة (يظهر ذلك في الماموجرام) لديهن خطر أعلى للإصابة. الأنسجة الكثيفة يمكن أن تجعل من الصعب رؤية الأورام في الماموجرام أيضًا.
  7. بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة: بدء الحيض قبل سن 12 عامًا يعني تعرض الجسم لهرمون الإستروجين لفترة أطول في الحياة، مما يزيد الخطر قليلاً.
  8. انقطاع الطمث في سن متأخرة: انقطاع الطمث بعد سن 55 عامًا يعني أيضًا تعرضًا أطول للإستروجين.
  9. التعرض للإشعاع: النساء اللاتي تلقين علاجًا إشعاعيًا في منطقة الصدر قبل سن الثلاثين (لعلاج سرطان آخر مثل ليمفوما هودجكين) لديهن خطر أعلى بشكل ملحوظ.

عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة

هذه هي العوامل التي يمكنكِ التحكم فيها واتخاذ خطوات لتقليل تأثيرها. ما هي العادات التي تسبب السرطان أو تزيد من خطره؟

  • عدم الإنجاب أو الإنجاب في سن متأخرة: النساء اللاتي لم ينجبن أطفالًا أو أنجبن طفلهن الأول بعد سن 35 لديهن خطر أعلى قليلاً. الحمل والرضاعة الطبيعية لهما تأثير وقائي.
  • عدم الرضاعة الطبيعية: تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية، خاصة لمدة تزيد عن عام، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • استخدام العلاج الهرموني البديل: النساء اللاتي يستخدمن العلاج الهرموني المركب (الإستروجين والبروجستين) بعد انقطاع الطمث لعدة سنوات لديهن خطر متزايد. يميل هذا الخطر إلى الانخفاض بعد التوقف عن العلاج.
  • تناول الكحول: هناك صلة واضحة ومباشرة بين استهلاك الكحول وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. كلما زاد الاستهلاك، زاد الخطر.
  • زيادة الوزن أو السمنة: خاصة بعد انقطاع الطمث، تعتبر السمنة عامل خطر رئيسي. الأنسجة الدهنية تنتج الإستروجين، وارتفاع مستوياته يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
  • قلة النشاط البدني: النساء اللاتي يمارسن نشاطًا بدنيًا منتظمًا لديهن خطر أقل للإصابة. يوصى بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أسبوعيًا.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟

بناءً على ما سبق، يمكن تلخيص الفئات الأكثر عرضة للخطر كالتالي:

  • النساء فوق سن الخمسين.
  • النساء اللاتي لديهن طفرات جينية موروثة مثل BRCA1/BRCA2.
  • النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي قوي للمرض.
  • النساء اللاتي لديهن تاريخ شخصي للإصابة بأمراض الثدي.
  • النساء ذوات أنسجة الثدي الكثيفة.
  • النساء اللاتي يعانين من السمنة ويتبعن نمط حياة خامل.

جدول: ملخص عوامل الخطر لسرطان الثدي

عوامل لا يمكن تغييرها عوامل يمكن تغييرها (نمط الحياة)
الجنس (أنثى) زيادة الوزن والسمنة
التقدم في العمر قلة النشاط البدني
الطفرات الجينية (BRCA1/2) تناول الكحول
التاريخ العائلي العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث
التاريخ الشخصي للمرض الإنجاب في سن متأخرة أو عدم الإنجاب
كثافة الثدي عدم ممارسة الرضاعة الطبيعية
بدء الدورة الشهرية مبكرًا النظام الغذائي غير الصحي

أهمية الفحص: كيف يتم الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

إذا كان هناك رسالة واحدة يجب أن تترسخ في ذهن كل امرأة، فهي: الكشف المبكر ينقذ الأرواح. عندما يتم اكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى، عندما يكون الورم صغيرًا ولم ينتشر بعد، تكون فرص العلاج الناجح والشفاء التام هي الأعلى على الإطلاق. نسبة الشفاء من سرطان الثدي في المرحلة الأولى تتجاوز 95%. لهذا السبب، يعتبر الفحص الدوري أداة لا تقدر بثمن.

هناك ثلاث ركائز أساسية للكشف المبكر:

أولاً: الفحص الذاتي للثدي

كيف أكشف عن سرطان الثدي بنفسي؟ الفكرة هنا ليست أن تكوني طبيبة، بل أن تكوني “خبيرة” في طبيعة ثدييكِ. يوصي الخبراء الآن بمفهوم “الوعي الذاتي بالثدي” بدلاً من الفحص الذاتي الشهري المنظم، مما يعني ببساطة أن تعرفي الشكل والملمس الطبيعي لثدييكِ، وأن تبلغي طبيبكِ عن أي تغييرات تلاحظينها.

ومع ذلك، لا يزال إجراء فحص شهري منظم مفيدًا للكثير من النساء. إليكِ طريقة بسيطة لإجراء فحص سرطان الثدي في المنزل:

  1. أمام المرآة (الفحص البصري):
    • قفي أمام المرآة وذراعاكِ على جانبيكِ. ابحثي عن أي تغيرات في الحجم، الشكل، اللون، أو أي تجعد أو تنقير في الجلد. تفحصي الحلمات بحثًا عن أي تقشر أو انقلاب.
    • ارفعي ذراعيكِ فوق رأسكِ وكرري الملاحظة. هذا الوضع يبرز أي انبعاجات قد تكون مخفية.
    • ضعي يديكِ على وركيكِ واضغطي بقوة لشد عضلات الصدر. لاحظي مرة أخرى أي تغيرات.
  2. أثناء الاستلقاء (الفحص اليدوي):
    • استلقِ على ظهركِ مع وضع وسادة تحت كتفكِ الأيمن ووضع ذراعكِ الأيمن خلف رأسكِ. هذا الوضع يجعل نسيج الثدي ينتشر بشكل متساوٍ.
    • باستخدام باطن الأصابع الثلاثة الوسطى من يدكِ اليسرى، ابدئي بفحص ثديكِ الأيمن بالكامل.
    • استخدمي ضغطًا متفاوتًا: خفيف (لتحسس الأنسجة القريبة من الجلد)، متوسط (للأنسجة في المنتصف)، وثابت (للأنسجة العميقة القريبة من القفص الصدري).
    • اتبعي نمطًا منهجيًا لضمان فحص كل جزء من الثدي، مثل نمط الدوائر متحدة المركز، أو نمط الخطوط العمودية (الأكثر توصية). تأكدي من تغطية المنطقة من عظمة الترقوة إلى أسفل حافة حمالة الصدر، ومن الإبط إلى منتصف الصدر.
    • لا تنسي فحص منطقة الإبط بعناية بحثًا عن أي كتل.
    • كرري العملية بأكملها على الثدي الأيسر، باستخدام يدكِ اليمنى.
إقرأ أيضاً:  حساب أيام التبويض: لزيادة فرص الحمل

متى يجب إجراء الفحص؟ أفضل وقت هو بعد 7-10 أيام من بداية الدورة الشهرية، حيث يكون الثديان أقل تورمًا وألمًا.

ثانياً: الفحص السريري للثدي

هذا الفحص يتم إجراؤه بواسطة طبيب أو ممرضة مدربة. سيقومون بنفس خطوات الفحص اليدوي، لكن خبرتهم قد تمكنهم من اكتشاف كتل أو تغيرات قد لا تلاحظينها بنفسك. يوصى بإجراء هذا الفحص كل 1-3 سنوات للنساء في العشرينات والثلاثينات من العمر، وسنويًا للنساء فوق سن الأربعين.

ثالثاً: التصوير الشعاعي للثدي

ما هو الفحص الذي يكشف عن سرطان الثدي؟ الماموجرام هو الأداة الأكثر فعالية للكشف المبكر عن سرطان الثدي. إنه نوع خاص من الأشعة السينية للثدي يمكنه اكتشاف الأورام قبل أن تكون كبيرة بما يكفي لتحسسها باليد، وأحيانًا قبل سنوات من ظهور أي أعراض. يمكن للماموجرام أيضًا اكتشاف التكلسات الدقيقة، وهي ترسبات صغيرة من الكالسيوم قد تكون أول علامة على وجود سرطان قنوي موضعي.

متى يجب أن أبدأ بإجراء الماموجرام؟

تختلف التوصيات قليلاً بين المنظمات الصحية، ولكن بشكل عام:

  • الجمعية الأمريكية للسرطان توصي:
    • النساء بين 40 و 44 عامًا: لديهن خيار بدء الفحص السنوي بالماموجرام.
    • النساء بين 45 و 54 عامًا: يجب أن يحصلن على ماموجرام كل عام.
    • النساء 55 عامًا فما فوق: يمكنهن التحول إلى ماموجرام كل عامين، أو الاستمرار سنويًا.
  • للنساء ذوات الخطورة العالية: (مثل حاملات جين BRCA أو لديهن تاريخ عائلي قوي)، قد يوصي الطبيب ببدء الفحص في سن مبكرة (أحيانًا في العشرينات)، وقد يضيف فحوصات أخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي.

النقاش مع طبيبكِ هو أفضل طريقة لتحديد جدول الفحص المناسب لكِ بناءً على عوامل الخطر الخاصة بكِ.

رابعاً: اختبارات أخرى إذا لزم الأمر

إذا أظهر الماموجرام أو الفحص السريري شيئًا مثيرًا للقلق، فإن الخطوة التالية ليست الذعر. سيطلب الطبيب فحوصات إضافية لتوضيح الصورة:

  • الموجات فوق الصوتية للثدي: يستخدم هذا الفحص موجات صوتية لإنشاء صورة لأنسجة الثدي. إنه ممتاز في التمييز بين الكتل الصلبة (التي قد تكون سرطانية) والأكياس المليئة بالسوائل (التي تكون دائمًا حميدة تقريبًا).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي: يستخدم هذا الفحص مجالًا مغناطيسيًا وموجات راديو لإنشاء صور مفصلة للغاية للثدي. لا يستخدم كفحص روتيني للجميع، ولكنه مفيد جدًا للنساء ذوات الخطورة العالية، أو لتقييم مدى انتشار السرطان بعد التشخيص، أو لفحص الأنسجة الكثيفة.

التشخيص: تأكيد وجود سرطان الثدي

الفحوصات التصويرية يمكنها فقط أن تشير إلى وجود منطقة “مشبوهة”. الطريقة الوحيدة لتأكيد ما إذا كانت هذه المنطقة سرطانية أم لا هي من خلال الخزعة.

الخزعة هي إجراء يتم فيه أخذ عينة صغيرة من الأنسجة من المنطقة المشبوهة في الثدي لفحصها تحت المجهر بواسطة أخصائي علم الأمراض. هناك أنواع مختلفة من الخزعات:

  • خزعة الشفط بإبرة دقيقة: تستخدم إبرة رفيعة جدًا لسحب عينة من الخلايا أو السوائل.
  • خزعة الإبرة الأساسية: تستخدم إبرة أكبر قليلاً لأخذ عدة عينات أسطوانية صغيرة من الأنسجة. هذا هو النوع الأكثر شيوعًا لتشخيص سرطان الثدي لأنه يوفر كمية كافية من الأنسجة لإجراء اختبارات مفصلة.
  • الخزعة الجراحية: يتم فيها إزالة الكتلة بأكملها أو جزء كبير منها جراحيًا.

سيقوم أخصائي علم الأمراض بفحص الأنسجة لتحديد ما إذا كانت الخلايا سرطانية. إذا كانت كذلك، فسيقوم بإعداد تقرير مفصل يحدد:

  • نوع السرطان (قنوي، فصيصي، إلخ).
  • درجة الورم: تقييم لمدى اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية ومدى سرعة انقسامها. (الدرجة 1 بطيئة النمو، الدرجة 3 سريعة النمو).
  • حالة مستقبلات الهرمونات (ER, PR).
  • حالة مستقبل HER2.

هذا التقرير هو حجر الزاوية الذي تبنى عليه خطة العلاج بأكملها.

مراحل سرطان الثدي: من أين إلى أين؟

بمجرد تأكيد التشخيص، فإن الخطوة التالية هي تحديد “مرحلة” السرطان. تحديد المرحلة هو عملية لمعرفة حجم الورم ومدى انتشاره. هذا الأمر بالغ الأهمية لتحديد أفضل مسار علاجي وتوقع سير المرض.

يستخدم الأطباء نظام TNM لتحديد المرحلة:

  • T (Tumor): يشير إلى حجم الورم الرئيسي.
  • N (Node): يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة (تحت الإبط).
  • M (Metastasis): يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر (انتقل) إلى أجزاء بعيدة من الجسم.

بناءً على نتائج TNM، يتم تجميع الحالات في مراحل مرقمة من 0 إلى IV.

ما هي المراحل المبكرة لسرطان الثدي؟

تشمل المراحل المبكرة الحالات التي يكون فيها السرطان محصورًا في الثدي أو انتشر فقط إلى عدد قليل من العقد اللمفاوية القريبة. هذه هي المراحل التي تكون فيها نسب الشفاء هي الأعلى.

  • المرحلة 0: هذا هو السرطان الموضعي غير الغازي، مثل السرطان القنوي الموضعي. الخلايا السرطانية موجودة ولكنها لم تغزو الأنسجة المحيطة.
  • المرحلة الأولى: يكون الورم صغيرًا (يصل إلى 2 سم) ولم ينتشر إلى العقد اللمفاوية. يعتبر سرطانًا غازيًا مبكرًا.
  • المرحلة الثانية: يكون الورم أكبر قليلاً (بين 2 و 5 سم) و/أو قد يكون قد انتشر إلى عدد قليل من العقد اللمفاوية تحت الإبط.

المراحل المتقدمة محليًا

  • المرحلة الثالثة: يعتبر سرطانًا متقدمًا محليًا. قد يكون الورم كبيرًا جدًا، أو قد يكون قد انتشر إلى الجلد أو جدار الصدر، أو قد يكون قد انتشر إلى العديد من العقد اللمفاوية تحت الإبط أو في مناطق أخرى قريبة من الثدي. لكنه لم ينتشر بعد إلى أعضاء بعيدة.

ما هي أخطر مرحلة لسرطان الثدي؟

  • المرحلة الرابعة: هذه هي المرحلة الأكثر تقدمًا، وتعرف أيضًا باسم سرطان الثدي النقيلي أو المنتشر. في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر خارج الثدي والعقد اللمفاوية القريبة إلى أعضاء أخرى بعيدة مثل العظام، الرئتين، الكبد، أو الدماغ. على الرغم من أن المرحلة الرابعة لا يمكن الشفاء منها بشكل عام، إلا أنه يمكن علاجها والسيطرة عليها لسنوات عديدة باستخدام العلاجات المتاحة، مع التركيز على إطالة العمر وتحسين جودته.

جدول: ملخص مبسط لمراحل سرطان الثدي

المرحلة الوصف العام نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات (تقريبية)
المرحلة 0 سرطان موضعي غير غازي. ~99%
المرحلة I ورم صغير (حتى 2 سم)، محصور في الثدي. ~99%
المرحلة II ورم أكبر قليلاً و/أو انتشر لعدد قليل من العقد اللمفاوية. ~93%
المرحلة III سرطان متقدم محليًا، انتشر بشكل أوسع في منطقة الثدي والإبط. ~75%
المرحلة IV سرطان نقيلي، انتشر إلى أعضاء بعيدة. ~29%

ملاحظة: هذه النسب هي متوسطات إحصائية ولا تتنبأ بالنتيجة الفردية لأي مريض.

علاج سرطان الثدي

سرطان الثدي وعلاجه مجال شهد تطورات هائلة في العقود الأخيرة. اليوم، العلاج ليس مقاسًا واحدًا يناسب الجميع، بل هو خطة شخصية مصممة خصيصًا لكل مريضة بناءً على نوع السرطان، مرحلته، خصائصه الجزيئية، عمر المريضة، وصحتها العامة.

تنقسم العلاجات بشكل عام إلى نوعين: علاجات موضعية وعلاجات جهازية.

العلاجات الموضعية

تستهدف هذه العلاجات الورم في الثدي والمناطق المجاورة له (مثل العقد اللمفاوية).

1. الجراحة

الجراحة هي حجر الزاوية في علاج سرطان الثدي في المراحل المبكرة. الهدف هو إزالة الورم السرطاني بالكامل. الخياران الرئيسيان هما:

  • استئصال الورم: تُعرف أيضًا بجراحة الحفاظ على الثدي. يقوم الجراح بإزالة الورم السرطاني مع حافة صغيرة من الأنسجة السليمة المحيطة به (تسمى الهامش الجراحي). يتم الحفاظ على بقية الثدي. عادة ما يتبع هذه الجراحة علاج إشعاعي لقتل أي خلايا سرطانية متبقية وتقليل خطر عودة الورم.
  • استئصال الثدي: يتم فيها إزالة الثدي بالكامل. هناك أنواع مختلفة من استئصال الثدي (بسيط، جذري معدل، مع الحفاظ على الجلد، مع الحفاظ على الحلمة). لا تحتاج جميع النساء اللاتي يخضعن لاستئصال الثدي إلى علاج إشعاعي بعد ذلك.

القرار بين استئصال الورم واستئصال الثدي يعتمد على حجم الورم وموقعه، حجم الثدي، وتفضيلات المريضة. أظهرت الدراسات أن استئصال الورم متبوعًا بالإشعاع فعال تمامًا مثل استئصال الثدي بالنسبة لمعظم النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة.

جراحة العقد اللمفاوية: أثناء الجراحة، سيقوم الجراح أيضًا بفحص العقد اللمفاوية تحت الإبط لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إليها.

  • خزعة العقدة الحارسة: يتم تحديد وإزالة أول عقدة أو عقدتين لمفاويتين تستقبلان التصريف اللمفاوي من الورم (“العقد الحارسة”). إذا كانت هذه العقد خالية من السرطان، فمن غير المرجح أن يكون السرطان قد انتشر، ويمكن تجنب إزالة المزيد من العقد.
  • تشريح العقد اللمفاوية الإبطية: إذا وُجد السرطان في العقد الحارسة، أو إذا كان السرطان متقدمًا، فقد يقوم الجراح بإزالة عدد أكبر من العقد اللمفاوية (عادة 10-20) من تحت الإبط.

2. العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة (مثل الأشعة السينية) لتدمير الخلايا السرطانية. يُستخدم عادةً:

  • بعد استئصال الورم لتقليل خطر عودة السرطان في الثدي.
  • بعد استئصال الثدي في بعض الحالات (إذا كان الورم كبيرًا أو انتشر إلى العقد اللمفاوية).
  • لعلاج مناطق انتشار السرطان (مثل العظام أو الدماغ) لتخفيف الأعراض.

يتم إعطاء العلاج عادةً يوميًا لمدة 3 إلى 6 أسابيع.

إقرأ أيضاً:  أعراض الحمل المبكرة جدا: قبل الدورة

العلاجات الجهازية

تنتقل هذه العلاجات عبر مجرى الدم لتصل إلى الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. تُستخدم لقتل أي خلايا سرطانية قد تكون قد انتشرت خارج الثدي، أو لتقليص حجم الورم قبل الجراحة (العلاج المساعد الجديد)، أو لمنع عودة السرطان بعد الجراحة (العلاج المساعد).

1. العلاج الكيميائي

يستخدم أدوية قوية لقتل الخلايا سريعة الانقسام، بما في ذلك الخلايا السرطانية. يمكن إعطاؤه عن طريق الوريد أو على شكل أقراص. يُستخدم بشكل شائع في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي والسرطانات العدوانية الأخرى. له آثار جانبية معروفة مثل تساقط الشعر، الغثيان، والتعب، ولكن يمكن التحكم في معظمها بفعالية.

2. العلاج الهرموني

فعال فقط في السرطانات الإيجابية لمستقبلات الهرمونات (ER+ أو PR+). تعمل هذه الأدوية عن طريق منع هرمونات الجسم من الوصول إلى الخلايا السرطانية أو عن طريق خفض مستويات الهرمونات في الجسم. تشمل الأدوية الشائعة:

  • معدّلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية: مثل دواء “تاموكسيفين”، الذي يمنع الإستروجين من الارتباط بالخلايا السرطانية.
  • مثبطات الأروماتاز: مثل أدوية “أناستروزول”و”ليتروزول”، التي تمنع إنتاج الإستروجين في النساء بعد انقطاع الطمث.

يؤخذ العلاج الهرموني عادة لمدة 5 إلى 10 سنوات بعد العلاج الأولي.

3. العلاج الموجه

هذه أدوية مصممة لاستهداف نقاط ضعف معينة في الخلايا السرطانية. مثالها الأكثر شهرة هو علاج السرطانات الإيجابية لـ HER2. أدوية مثل “تراستوزوماب”، الاسم التجاري هيرسبتين) و”بيرتوزوماب” تستهدف بروتين HER2 وتمنعه من تحفيز نمو الخلايا. لقد أحدثت هذه الأدوية ثورة في علاج هذا النوع من سرطان الثدي.

4. العلاج المناعي

هذا نهج جديد ومثير يعمل عن طريق مساعدة جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. تمت الموافقة على بعض أدوية العلاج المناعي، مثل “بيمبروليزوماب”، لعلاج بعض أنواع سرطان الثدي الثلاثي السلبي، غالبًا بالاشتراك مع العلاج الكيميائي.

الوقاية ونمط الحياة: كيف يمكن تقليل خطر الإصابة؟

بينما لا يمكن تغيير بعض عوامل الخطر مثل الجينات والعمر، هناك خطوات عملية يمكنكِ اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي أو تحسين فرص الشفاء ومنع عودته.

  • الحفاظ على وزن صحي: السمنة، خاصة بعد انقطاع الطمث، هي عامل خطر مؤكد.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام: اهدفي إلى ممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة (مثل المشي السريع) أو 75 دقيقة من التمارين الشاقة أسبوعيًا.
  • الحد من استهلاك الكحول: كلما قل استهلاك الكحول، قل الخطر.
  • اتباع نظام غذائي صحي: ركزي على نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط هو خيار ممتاز.
  • الرضاعة الطبيعية: إذا أمكن، حاولي إرضاع أطفالك طبيعيًا.
  • تجنب العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث: ناقشي مع طبيبكِ المخاطر والفوائد، واستخدمي أقل جرعة فعالة لأقصر فترة ممكنة إذا كان ضروريًا.
  • عدم التدخين: يرتبط التدخين بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى العديد من المخاطر الصحية الأخرى.

مواضيع خاصة حول سرطان الثدي

سرطان الثدي عند الرجال

على الرغم من ندرته، يمكن أن يصاب الرجال بسرطان الثدي. يمثل أقل من 1% من جميع الحالات. الأعراض والعلاج متشابهان إلى حد كبير مع النساء، ولكن غالبًا ما يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة لأن الرجال قد لا يكونون على دراية بالمخاطر أو يتجاهلون الأعراض مثل وجود كتلة في الصدر.

أعراض سرطان الثدي في سن الثلاثين

سرطان الثدي أقل شيوعًا لدى النساء الشابات، لكنه يحدث. غالبًا ما تكون الأورام في هذه الفئة العمرية أكثر عدوانية ويتم اكتشافها في مرحلة متأخرة. يجب على النساء في أي عمر، بما في ذلك العشرينات والثلاثينات، الانتباه لأي تغيرات في الثدي وإبلاغ الطبيب بها. قد يكون التاريخ العائلي والطفرات الجينية (BRCA) أكثر أهمية في هذه الفئة العمرية.

سرطان الثدي والحمل

يمكن تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل أو الرضاعة. يمثل هذا تحديًا تشخيصيًا وعلاجيًا، حيث يمكن أن تخفي التغيرات الطبيعية في الثدي أثناء الحمل الأعراض، ويجب موازنة خيارات العلاج بعناية لحماية الجنين. يتطلب الأمر فريقًا طبيًا متعدد التخصصات لإدارة هذه الحالات المعقدة.

الدعم النفسي والاجتماعي

رحلة سرطان الثدي ليست مجرد تحدٍ جسدي، بل هي رحلة عاطفية ونفسية عميقة. من الطبيعي الشعور بالخوف والقلق والحزن والغضب. من الضروري الحصول على الدعم:

  • من العائلة والأصدقاء: التحدث بصراحة عن مشاعرك يمكن أن يخفف العبء.
  • من فريقك الطبي: لا تترددي في طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفك.
  • من مجموعات الدعم: التواصل مع نساء أخريات مررن بنفس التجربة يمكن أن يكون مصدرًا هائلاً للقوة والراحة والتفاهم.
  • من متخصصي الصحة النفسية: يمكن للمعالجين النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين تقديم استراتيجيات للتعامل مع التوتر والاكتئاب.

اليوم العالمي لسرطان الثدي

شهر أكتوبر من كل عام هو شهر التوعية بسرطان الثدي عالميًا. يُعرف أيضًا بـ “أكتوبر الوردي”. خلال هذا الشهر، تتحد المنظمات الصحية والحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي بالمرض، وتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر، وجمع الأموال للأبحاث. إنه تذكير سنوي قوي بأهمية المعرفة والعمل الجماعي في مكافحة هذا المرض.

الأسئلة الشائعة

هنا نجيب على بعض الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تدور في أذهان الكثيرين حول سرطان الثدي.

ما هي الأعراض الأولى لسرطان الثدي؟

العرض الأول الأكثر شيوعًا هو ظهور كتلة أو سماكة جديدة في الثدي أو تحت الإبط، تكون غالبًا صلبة وغير مؤلمة.

ما هو الفحص الذي يكشف عن سرطان الثدي؟

الماموجرام (التصوير الشعاعي للثدي) هو الفحص الأكثر فعالية للكشف المبكر. ومع ذلك، التشخيص النهائي يتطلب خزعة (أخذ عينة من النسيج).

كيف أعرف أني لست مصابة بسرطان الثدي؟

الطريقة الوحيدة للتأكد هي من خلال الفحص المنتظم (الذاتي والسريري والماموجرام حسب العمر وعوامل الخطر) واستشارة الطبيب بشأن أي تغيرات. لا يمكن لأي شخص أن يكون متأكدًا بنسبة 100% بدون فحص طبي.

ما هي عوامل الخطر لسرطان الثدي؟

تشمل العوامل الرئيسية التقدم في العمر، كونك امرأة، وجود طفرات جينية، التاريخ العائلي، السمنة، وقلة النشاط البدني.

ما هي أسباب ورم الثدي؟

السبب الأساسي هو حدوث طفرات جينية في خلايا الثدي تجعلها تنمو وتنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه. السبب الدقيق لهذه الطفرات غالبًا ما يكون غير معروف.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟

النساء فوق سن الخمسين، والنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي قوي للمرض أو طفرات جينية موروثة.

كيف أكشف عن سرطان الثدي بنفسي؟

من خلال الوعي الذاتي بالثدي وإجراء فحص شهري منتظم للبحث عن أي كتل، تغيرات في الجلد، تغيرات في الحلمة، أو تورم.

ما هي المراحل المبكرة لسرطان الثدي؟

المراحل 0، I، و II، حيث يكون السرطان لا يزال صغيرًا ومحصورًا في الثدي أو انتشر فقط إلى عدد قليل من العقد اللمفاوية القريبة.

كيف يكون شكل الثدي المصاب بسرطان الثدي؟

قد يظهر تغير في الحجم أو الشكل، تنقير أو تجعد في الجلد يشبه قشر البرتقال، احمرار، أو انقلاب للحلمة.

هل يظهر سرطان الثدي فجأة؟

معظم أنواع سرطان الثدي تنمو ببطء على مدى سنوات. ومع ذلك، قد تشعر المريضة بظهور الأعراض “فجأة” عندما يصل الورم إلى حجم يمكن الشعور به أو رؤيته. بعض الأنواع العدوانية، مثل سرطان الثدي الالتهابي، يمكن أن تتطور بسرعة كبيرة في غضون أسابيع أو أشهر.

من أين يبدأ وجع سرطان الثدي؟

الألم ليس عرضًا شائعًا في البداية، ولكن إذا حدث، فقد يكون ألمًا مستمرًا في منطقة معينة من الثدي أو الحلمة، لا يرتبط بالدورة الشهرية.

ما هي أعراض ورم الثدي الحميد؟

الأورام الحميدة (مثل الأورام الغدية الليفية) غالبًا ما تكون ملساء، مستديرة، ومتحركة (تتحرك بسهولة تحت الجلد عند الضغط عليها). قد تكون مؤلمة أحيانًا، خاصة قبل الدورة الشهرية. على عكس الكتل السرطانية التي غالبًا ما تكون صلبة وغير منتظمة وثابتة.

ما هي أخطر مرحلة لسرطان الثدي؟

المرحلة الرابعة، حيث ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة مثل العظام أو الكبد أو الرئتين. هذه المرحلة تعتبر متقدمة ونقيلية.

كيف أعرف أن ثدي سليم؟

الثدي السليم هو الذي لا توجد به تغيرات حديثة أو مثيرة للقلق. معرفة ما هو “طبيعي بالنسبة لكِ” من خلال الفحص الذاتي المنتظم، وإجراء الفحوصات الدورية الموصى بها (الماموجرام) هما أفضل طريقة للاطمئنان.

المراجع العلمية

  1. Breast Cancer Overview – National Cancer Institutehttps://www.cancer.gov/types/breast
  2. Breast Cancer – World Health Organization (WHO)https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/breast-cancer
  3. Breast Cancer Symptoms and Diagnosis – Mayo Clinichttps://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/breast-cancer/symptoms-causes/syc-20352470
  4. American Cancer Society Recommendations for the Early Detection of Breast Cancerhttps://www.cancer.org/cancer/breast-cancer/screening-tests-and-early-detection/american-cancer-society-recommendations-for-the-early-detection-of-breast-cancer.html
  5. Understanding a Breast Cancer Diagnosis – Breastcancer.orghttps://www.breastcancer.org/symptoms/diagnosis
  6. Inflammatory Breast Cancer – The University of Texas MD Anderson Cancer Centerhttps://www.mdanderson.org/cancer-types/inflammatory-breast-cancer.html
  7. Triple-Negative Breast Cancer – Johns Hopkins Medicinehttps://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/breast-cancer/triple-negative-breast-cancer
  8. سرطان الثدي – ويكيبيديا، الموسوعة الحرةhttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A

نصيحة طبية هامة

من المهم التأكيد على أن هذا المقال يقدم معلومات لأغراض التثقيف والتوعية الصحية فقط. المحتوى المذكور هنا، بما في ذلك سرطان الثدي، لا يجب اعتباره بديلاً بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تتجاهل نصيحة طبيبك أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته هنا. استشر طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل دائمًا بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية قبل البدء في أي علاج جديد. للمزيد حول إخلاء المسؤولية الطبية.

✅ مراجعة طبية

تمت مراجعة هذا المقال بواسطة دكتور نرمين – طبيبة بشرية وكاتبة محتوى طبي معتمدة وكاتبة المحتوى في موقع دكتور نرمين. للمزيد حول سياسة المراجعة الطبية.

Avatar photo
دكتور نرمينطبيبة بشرية وكاتبة المحتوي في - موقع دكتور نرمين

طبيبة بشرية، خبرة سنوات في الطب العام. كاتبة محتوى طبي معتمدة ومتخصصة في تبسيط المفاهيم الطبية.

More Posts