الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل

مقدمة حول الفرق بين دم الدورة ودم الحمل

في رحلة كل امرأة نحو الأمومة، أو حتى في مسارها الطبيعي لمراقبة صحتها الإنجابية، تُمثل رؤية بقع الدم لحظة فارقة محملة بالكثير من التساؤلات والقلق والأمل. هل هذا الدم هو مقدمة لدورة شهرية جديدة، أم هو “دم بشارة الحمل” الذي طال انتظاره؟ هذا السؤال هو محور اهتمام ملايين النساء حول العالم. إن القدرة على تمييز “الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل” ليست مجرد معلومة طبية، بل هي مفتاح لفهم جسدك بشكل أعمق واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. في هذا المقال الطبي الشامل، سنغوص في أعماق هذا الموضوع، مقدمين لكِ دليلاً تفصيلياً وموثوقاً، بأسلوب إنساني مبسط يشبه حديثك مع طبيبتك المختصة، لنجيب عن كل ما يدور في ذهنك.

إجابات سريعة

نعلم أنك قد تبحثين عن إجابة سريعة ومباشرة، لذا إليكِ خلاصة الفروقات الأساسية في نقاط واضحة قبل أن نتعمق في التفاصيل الدقيقة:

• التوقيت: دم بداية الحمل (نزيف الانغراس) يحدث عادةً قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع بحوالي 5 إلى 10 أيام. أما دم الدورة فيبدأ في موعده المتوقع أو بعده.
• اللون: دم الحمل غالبًا ما يكون لونه ورديًا فاتحًا أو بنيًا داكنًا (يشبه لون الدم القديم)، بينما دم الدورة يبدأ بلون فاتح ثم يصبح أحمر زاهيًا أو داكنًا.
• الكمية والتدفق: دم الحمل يكون خفيفًا جدًا، على شكل بقع أو نقاط قليلة (تبقيع)، ولا يحتاج لاستخدام أكثر من فوطة صحية يومية خفيفة. دم الدورة يبدأ خفيفًا ثم يزداد تدفقه بشكل ملحوظ لعدة أيام.
• المدة: نزيف الانغراس يستمر لفترة قصيرة جدًا، من بضع ساعات إلى يومين أو ثلاثة أيام كحد أقصى. الدورة الشهرية تستمر عادةً من 3 إلى 7 أيام.
• التقلصات: التقلصات المصاحبة لدم الحمل تكون خفيفة جدًا وعابرة. تقلصات الدورة تكون أكثر شدة واستمرارية، خاصة في الأيام الأولى.
• وجود تجلطات: دم الحمل لا يحتوي على تجلطات دموية (قطع دم متكتلة). دم الدورة الشهرية غالبًا ما يحتوي على تجلطات، خاصة في أيام التدفق الغزير.

جدول مقارنة سريع: الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل

لتسهيل الفهم، يقدم هذا الجدول مقارنة مباشرة بين الخصائص المختلفة لكلا النوعين من النزيف.

ما هو دم بداية الحمل (نزيف الانغراس)؟

لكي نفهم “الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل“، يجب أولاً أن نفهم ما هو نزيف الانغراس أو ما يطلق عليه “دم تثبيت الحمل“. إنها عملية بيولوجية مدهشة تحدث في بداية رحلة الحمل.

1. الإخصاب: بعد عملية الإباضة (خروج البويضة من المبيض)، تلتقي البويضة بالحيوان المنوي في قناة فالوب ليحدث الإخصاب، وتتشكل البويضة الملقحة (الزيجوت).
2. الانقسام والرحلة: تبدأ هذه البويضة الملقحة رحلتها من قناة فالوب إلى الرحم، وخلال هذه الرحلة التي تستغرق عدة أيام، تنقسم بشكل متكرر لتتحول إلى كتلة من الخلايا تسمى “الكيسة الأريمية“.
3. الانغراس (التعشيش): عند وصولها إلى الرحم، بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب، تبدأ الكيسة الأريمية في البحث عن مكان مناسب في بطانة الرحم السميكة والغنية بالأوعية الدموية (والتي أعدها الجسم مسبقًا لاستقبال الجنين). تبدأ هذه الكتلة الخلوية في الحفر والاختراق داخل جدار الرحم لتلتصق به وتثبت نفسها، وهذه العملية تسمى “الانغراس” أو “التعشيش“.
4. حدوث النزيف: أثناء عملية الحفر هذه، قد يتمزق عدد قليل من الأوعية الدموية الصغيرة جدًا في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزول بضع قطرات من الدم. هذا الدم هو ما نعرفه بنزيف الانغراس. إنه ليس نزيفًا خطيرًا، بل علامة على أن الحمل قد بدأ بالفعل وأن الجنين قد وجد منزله الأول لينمو ويتطور.

من المهم أن ندرك أن نزيف الانغراس لا يحدث لجميع النساء الحوامل. تشير التقديرات إلى أن حوالي 20-30% فقط من النساء يلاحظن هذا النوع من النزيف، والعديد من النساء الأخريات يحملن دون أن يرين أي قطرة دم.

ما هو دم الدورة الشهرية (الحيض)؟

على الجانب الآخر، دم الدورة الشهرية هو نتيجة لعملية مختلفة تمامًا. الدورة الشهرية هي جزء من الدورة التناسلية الطبيعية للمرأة والتي تحدث شهريًا في غياب الحمل.

1. بناء بطانة الرحم: في النصف الأول من الدورة الشهرية، وتحت تأثير هرمون الإستروجين، تبدأ بطانة الرحم في النمو والزيادة في السماكة، وتصبح غنية بالأوعية الدموية والمغذيات. يقوم الجسم بذلك كل شهر استعدادًا لاحتمال حدوث حمل.
2. الإباضة: في منتصف الدورة تقريبًا، يحدث ارتفاع في هرمون “اللوتين“، مما يؤدي إلى خروج بويضة ناضجة من أحد المبيضين.
3. مرحلة ما بعد الإباضة: بعد الإباضة، يبدأ الجسم في إنتاج هرمون البروجسترون. هذا الهرمون يحافظ على بطانة الرحم سميكة ومستعدة لاستقبال البويضة الملقحة.
4. غياب الحمل: إذا لم يتم إخصاب البويضة، أو لم تنجح البويضة الملقحة في الانغراس، فإن مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون تنخفض بشكل حاد بعد حوالي 12-14 يومًا من الإباضة.
5. حدوث النزيف: هذا الانخفاض الهرموني المفاجئ هو الإشارة التي يتلقاها الرحم ليبدأ في التخلص من البطانة التي بناها ولم يعد بحاجة إليها. تنقبض الأوعية الدموية، وتبدأ بطانة الرحم في التحلل والتساقط على شكل دم وأنسجة، وهو ما يخرج من المهبل على هيئة نزيف الدورة الشهرية أو الحيض.

إذًا، “الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل” جوهري؛ الأول هو علامة على بداية حياة جديدة (الانغراس)، والثاني هو علامة على نهاية دورة تناسلية لم تسفر عن حمل.

كيف تميزين بين دم الدورة الشهرية ودم الحمل؟

الآن بعد أن فهمنا الأساس البيولوجي لكل منهما، دعونا نتعمق في الخصائص العملية التي يمكنكِ ملاحظتها بنفسك للتفريق بينهما.

1. الفرق بين دم الحمل ودم الدورة الشهرية من حيث التوقيت

التوقيت هو العامل الأكثر أهمية وحسمًا في التفريق. احتفظي دائمًا بتقويم لتتبع دورتك الشهرية، فهذا سيساعدك كثيرًا.

• دم بداية الحمل (نزيف الانغراس): يحدث قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع. القاعدة العامة هي أنه يحدث بعد 6 إلى 12 يومًا من الإباضة. فإذا كانت دورتك منتظمة (28 يومًا) وتحدث الإباضة في اليوم 14، فيمكنكِ توقع رؤية نزيف الانغراس في أي وقت بين اليوم 20 و 26 من دورتك. هذا يعني أنه يظهر قبل أسبوع أو بضعة أيام من موعد نزول الحيض.
• دم الدورة الشهرية: يبدأ في الموعد الذي تتوقعينه كل شهر، أو قد يتأخر يومًا أو يومين. إذا رأيتِ الدم في نفس يوم دورتك المعتاد أو بعده، فالاحتمال الأكبر أنه دم الدورة الشهرية.

مثال واقعي: سارة دورتها منتظمة كل 28 يومًا، وتتوقع نزولها يوم 30 من الشهر. في يوم 24 من الشهر، لاحظت بقع دم وردية خفيفة جدًا. هذا التوقيت المبكر يجعل الشكوك تتجه بقوة نحو نزيف الانغراس وليس الدورة الشهرية.

2. مالون دم الحمل؟

لون الدم يمكن أن يكون مؤشرًا جيدًا، على الرغم من أنه قد يتغير.

• دم بداية الحمل (نزيف الانغراس): نظرًا لأن الدم يستغرق وقتًا ليخرج من الرحم إلى المهبل، فإنه غالبًا ما يكون قد تأكسد وفقد لونه الأحمر الزاهي. لذلك، يكون لونه عادةً:
  • وردي فاتح: نتيجة اختلاط كمية قليلة من الدم مع الإفرازات المهبلية.
  • بني داكن أو صدئ: وهو اللون الأكثر شيوعًا، لأنه دم قديم استغرق وقتًا للخروج.
  • بيج أو أصفر باهت: في بعض الحالات يكون خفيفًا جدًا لدرجة أنه يظهر كلون باهت.

  من النادر جدًا أن يكون دم الانغراس أحمر زاهيًا.

• دم الدورة الشهرية: يميل إلى أن يكون أكثر ديناميكية في اللون.
  • قد يبدأ بلون بني أو وردي في الساعات الأولى.
  • سرعان ما يتحول إلى أحمر زاهٍ أو قانٍ في أيام التدفق الغزير، لأن الدم يكون جديدًا ويتدفق بسرعة.
  • في نهاية الدورة، يعود ليصبح بنيًا داكنًا أو أسودًا حيث يتباطأ التدفق ويخرج الدم القديم المتبقي.

خلاصة اللون: إذا كان الدم ورديًا فاتحًا أو بنيًا بشكل أساسي، ولم يتحول أبدًا إلى أحمر زاهٍ، فهذا يرجح كونه دم حمل. أما إذا بدأ فاتحًا ثم أصبح أحمر زاهيًا وغزيرًا، فهو على الأغلب دم دورة.

3. الفرق بين دم دوره ودم الحمل من حيث الكمية والتدفق

هذا فرق واضح جدًا بين الحالتين.

• دم بداية الحمل (نزيف الانغراس): الكمية قليلة جدًا وتُوصف بأنها “تبقيع” أو “تنقيط”.
  • قد تلاحظين بضع قطرات على ملابسك الداخلية أو عند المسح بمنديل ورقي.
  • لا يتدفق بشكل مستمر. قد يظهر ويختفي.
  • لا يحتاج إلى استخدام فوط صحية أو سدادات قطنية. إذا احتجتِ، فإن فوطة يومية خفيفة تكون أكثر من كافية.
  • لا يملأ الفوطة الصحية أبدًا.
• دم الدورة الشهرية: التدفق أكثر غزارة بشكل ملحوظ.
  • يبدأ خفيفًا ثم يزداد غزارة بشكل كبير في اليوم الثاني والثالث عادةً.
  • يتطلب استخدام منتجات الدورة الشهرية (فوط، سدادات، أكواب حيض) وتغييرها بانتظام.
  • يمكنكِ الشعور بالدم وهو يتدفق، خاصة عند الحركة أو الوقوف.

كيف أفرق بين الحمل والدورة؟ سؤال بسيط: هل تحتاجين إلى تغيير الفوطة الصحية بسبب امتلائها؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فهو على الأرجح دم دورة. إذا كانت الإجابة “لا” والدم مجرد بقع خفيفة، فهو قد يكون دم حمل.

4. الفرق بين دم الحمل ودم الدورة من حيث المدة

المدة الزمنية للنزيف هي عامل حاسم آخر.

• دم بداية الحمل (نزيف الانغراس): قصير جدًا ومتقطع.
  • يستمر عادةً من بضع ساعات إلى يومين.
  • في حالات نادرة جدًا، قد يستمر حتى اليوم الثالث، ولكنه يبقى خفيفًا جدًا.
• دم الدورة الشهرية: أطول بكثير.
  • تستمر الفترة المتوسطة للحيض من 3 إلى 7 أيام.
  • حتى لو كانت دورتك قصيرة، فإنها نادرًا ما تكون أقل من 3 أيام كاملة من النزيف الفعلي.

إذا توقف النزيف تمامًا بعد يوم أو يومين، وكان خفيفًا، فهذا يعزز احتمالية أنه نزيف انغراس. أما إذا استمر لليوم الثالث والرابع مع تدفق مستمر، فهو دم دورة شهرية.

5. الفرق بين دم الدوره ودم الحمل وقت الدوره من حيث التقلصات

طبيعة الألم المصاحب للنزيف تختلف بشكل كبير.

• تقلصات نزيف الانغراس:
  • تكون خفيفة جدًا، وغالبًا ما توصف بأنها “وخز”، “شد بسيط”، “نغزات” أو “إحساس بالضغط” في أسفل البطن.
  • ليست مؤلمة بشكل يعيق أنشطتك اليومية.
  • غالبًا ما تكون متقطعة وتأتي وتذهب بسرعة.
  • قد لا تشعر بها بعض النساء على الإطلاق.
• تقلصات الدورة الشهرية (عسر الطمث):
  • تبدأ قبل يوم أو يومين من بدء الدورة وتشتد مع بدء النزيف.
  • تكون أكثر شدة وألمًا، وتُوصف بأنها تقلصات أو تشنجات واضحة في أسفل البطن.
  • قد تكون شديدة لدرجة أنها تحتاج إلى مسكنات ألم.
  • قد تمتد لتشمل أسفل الظهر والفخذين.
  • تستمر عادةً لأول يومين أو ثلاثة أيام من الدورة.

باختصار: ألم خفيف جدًا ومتقطع يميل لكونه مرتبطًا بالحمل. ألم شديد ومستمر ويتطلب مسكنات يميل لكونه مرتبطًا بالدورة الشهرية.

6. الفرق بين دم الدورة ودم نزول الحمل من حيث القوام ووجود التجلطات

هذا فرق دقيق ولكنه مهم.

• دم بداية الحمل (نزيف الانغراس):
  • قوامه مائي أو يشبه الإفرازات المهبلية المائلة للون الوردي/البني.
  • لا يحتوي على تجلطات دموية أو قطع من الأنسجة. هذا لأن مصدر الدم هو تمزق شعيرات دموية دقيقة، وليس انسلاخ بطانة الرحم بأكملها.
• دم الدورة الشهرية:
  • قوامه أكثر كثافة وتنوعًا.
  • غالبًا ما يحتوي على تجلطات دموية (كتل)، خاصة في الأيام ذات التدفق الغزير. هذه التجلطات هي أجزاء من بطانة الرحم التي تتساقط.
  • قد تلاحظين وجود أنسجة رحمية مختلطة مع الدم.

وجود تجلطات دموية هو علامة قوية جدًا على أن النزيف هو دم دورة شهرية وليس نزيف انغراس.

الأعراض المصاحبة: كيف تساعدكِ بقية العلامات في التفريق؟

النزيف ليس العرض الوحيد الذي يحدث في جسمك. “الفرق بين دم بداية الحمل ودم الدورة” يتضح أكثر عند النظر إلى الصورة الكاملة للأعراض.

أعراض تترافق مع دم بداية الحمل (علامات الحمل المبكرة)

إذا كان النزيف الذي تلاحظينه هو نزيف انغراس، فمن المحتمل أن تبدأي في ملاحظة بعض أعراض الحمل المبكرة الأخرى، والتي تحدث بسبب الارتفاع السريع في هرمون الحمل والهرمونات الأخرى. هذه الأعراض قد تبدأ في نفس وقت نزيف الانغراس أو بعده بقليل:

• الغثيان الصباحي: قد تشعرين بغثيان أو نفور من بعض الروائح، وليس بالضرورة في الصباح فقط.
• ألم وحساسية في الثدي: شعور بثقل أو وخز أو ألم عند لمس الثديين. قد تلاحظين أن الهالة حول الحلمة أصبحت أغمق لونًا.
• الإرهاق والتعب الشديد: شعور بالنعاس ورغبة في النوم أكثر من المعتاد، حتى لو لم تبذلي مجهودًا كبيرًا.
• كثرة التبول: تجدين نفسكِ تذهبين إلى الحمام بشكل متكرر أكثر من المعتاد.
• تقلبات مزاجية: قد تشعرين بأنكِ أكثر عاطفية أو حساسية، وقد تبكين لأسباب بسيطة.
• الوحم أو النفور من الطعام: رغبة شديدة في تناول أطعمة معينة، أو كره مفاجئ لأطعمة كنتِ تحبينها.
• ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم القاعدية: إذا كنتِ تتبعين درجة حرارتك، ستلاحظين أنها تبقى مرتفعة بعد الإباضة ولا تنخفض كما يحدث قبل الدورة.

أعراض تترافق مع دم الدورة الشهرية (متلازمة ما قبل الحيض)

العديد من أعراض متلازمة ما قبل الحيض تتشابه مع أعراض الحمل المبكرة، وهذا هو سبب الحيرة الكبيرة! لكن هناك فرق دقيق:

• الانتفاخ وألم البطن: الشعور بالانتفاخ والثقل في البطن شائع جدًا قبل الدورة.
• ألم الثدي: يحدث أيضًا قبل الدورة، ولكنه غالبًا ما يكون ألمًا كليًا وثقيلاً، ويقل بشكل كبير أو يختفي بمجرد بدء النزيف. في الحمل، يستمر الألم ويزداد.
• تقلبات مزاجية وتهيج: الشعور بالتوتر أو الحزن قبل الدورة أمر شائع، ولكن هذه المشاعر تتحسن عادةً مع بدء الدورة.
• ظهور حب الشباب: التغيرات الهرمونية قبل الدورة قد تسبب ظهور بثور في الوجه.
• صداع: بعض النساء يعانين من صداع قبل وأثناء الدورة.

الفارق الرئيسي: أعراض متلازمة ما قبل الحيض عادةً ما تبلغ ذروتها قبل بدء الدورة الشهرية ثم تختفي أو تخف بشكل كبير بمجرد بدء النزيف الفعلي. أما أعراض الحمل المبكرة، فإنها تستمر وتزداد شدة مع مرور الوقت.

الحمل الغزلاني: هل يمكن نزول الدورة في موعدها مع وجود حمل؟

هذا سؤال مهم يسبب الكثير من اللغط. مصطلح “الحمل الغزلاني” هو مصطلح شائع وليس طبيًا، ويشير إلى حدوث نزيف يشبه الدورة الشهرية في أشهر الحمل الأولى. دعونا نوضح بعض الحقائق الهامة حوله.

ما هو الحمل الغزلاني؟

الحمل الغزلاني هو حدوث نزيف مهبلي دوري (يأتي في نفس موعد الدورة تقريبًا) خلال الأشهر الأولى من الحمل. سُمي بهذا الاسم تشبيهًا بأنثى الغزال التي قد ينزل منها دم أثناء حملها. من المهم جدًا أن نفهم أن هذا النزيف ليس دورة شهرية حقيقية.

الدورة الشهرية الحقيقية لا يمكن أن تحدث أثناء الحمل، لأن هرمونات الحمل تمنع الإباضة وتمنع انسلاخ بطانة الرحم. أي نزيف يحدث أثناء الحمل له أسباب أخرى.

ما أسباب النزيف الذي يشبه الدورة أثناء الحمل؟

1. نزيف الانغراس: كما شرحنا، قد يحدث في وقت قريب من موعد الدورة ويُعتقد خطأً أنه دورة خفيفة.
2. حساسية عنق الرحم: أثناء الحمل، يزداد تدفق الدم إلى عنق الرحم ويصبح أكثر ليونة وحساسية. أي احتكاك، مثل أثناء العلاقة الزوجية أو الفحص المهبلي، قد يسبب نزيفًا خفيفًا.
3. التغيرات الهرمونية: في الأسابيع الأولى، قد تكون مستويات الهرمونات غير مستقرة تمامًا. أحيانًا، قد يحاول الجسم إرسال إشارات لبدء الدورة في موعدها المعتاد قبل أن تسيطر هرمونات الحمل بشكل كامل، مما يسبب نزيفًا خفيفًا.
4. ورم دموي تحت المشيمة: وهو تجمع دموي بين المشيمة وجدار الرحم. يمكن أن يسبب نزيفًا يتراوح من خفيف إلى غزير، وهو سبب شائع للنزيف في الثلث الأول من الحمل.

الفرق بين دم الدورة ودم الحمل الغزلاني

عادةً، النزيف في حالة “الحمل الغزلاني” يختلف عن الدورة الشهرية الطبيعية. كيف؟

• أخف بكثير: يكون التدفق أقل غزارة من دورتك المعتادة.
• أقصر في المدة: يستمر ليوم أو يومين فقط بدلًا من 4-7 أيام.
• مختلف في اللون: غالبًا ما يكون ورديًا أو بنيًا، وليس أحمر زاهيًا.
• لا يحتوي على تجلطات.

إذا كنتِ تلاحظين “دورة” أخف وأقصر من المعتاد، مع وجود أعراض حمل أخرى، فمن الضروري إجراء اختبار حمل وعدم افتراض أنها مجرد دورة شهرية غريبة.

أنواع أخرى من النزيف يجب الانتباه إليها

ليس كل نزيف هو دم دورة أو دم انغراس. هناك أسباب أخرى للنزيف، بعضها يتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا. معرفة “الفرق بين دم الدورة ودم نزيف الحمل” بأنواعه المختلفة أمر حيوي.

الفرق بين دم الدورة ودم الحمل خارج الرحم

الحمل خارج الرحم هو حالة طبية طارئة يحدث فيها انغراس البويضة الملقحة خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب. النزيف المصاحب له قد يكون خادعًا.

• النزيف: قد يبدأ كبقع بنية أو نزيف متقطع يشبه نزيف الانغراس أو بداية الدورة. قد يكون مستمرًا أو متقطعًا، وأحيانًا يكون لونه أحمر داكنًا مائيًا.
• الألم: هذا هو الفارق الرئيسي. الألم يكون عادةً في جانب واحد من الحوض، ويكون حادًا ومستمرًا ويزداد سوءًا مع الوقت. قد يترافق مع ألم في الكتف (بسبب تهيج الحجاب الحاجز من النزيف الداخلي) وشعور بالدوخة والإغماء.

متى تقلقين؟ إذا كان لديكِ نزيف مع ألم حاد في جانب واحد من البطن، أو دوخة، أو ألم في الكتف، يجب عليكِ التوجه إلى الطوارئ فورًا.

الفرق بين دم الدوره ودم سقوط الحمل (الإجهاض)

نزيف الإجهاض المنذر أو الفعلي يختلف بشكل كبير عن نزيف الانغراس.

• النزيف: يبدأ عادةً كبقع بنية أو وردية، ثم سرعان ما يزداد غزارة ويتحول إلى اللون الأحمر الزاهي.
• الكمية: يكون التدفق أثقل بكثير من نزيف الانغراس ويشبه دورة شهرية غزيرة أو أكثر.
• وجود تجلطات: يحتوي غالبًا على تجلطات دموية كبيرة وأنسجة رمادية اللون.
• الألم: يكون مصحوبًا بتقلصات رحمية مؤلمة تشبه آلام الدورة الشديدة أو آلام المخاض، وتكون مستمرة في أسفل البطن والظهر.

أي نزيف غزير ومؤلم أثناء الحمل المؤكد يتطلب استشارة طبية فورية.

الفرق بين دم الدورة ودم حبوب منع الحمل

النزيف الذي يحدث أثناء استخدام حبوب منع الحمل له طبيعة مختلفة.

• النزيف الانسحابي: هو النزيف الذي يحدث في أسبوع “الحبوب الوهمية” (الخالية من الهرمونات) في شريط حبوب منع الحمل المركبة. إنه ليس دورة شهرية حقيقية، بل هو رد فعل الجسم على انقطاع الهرمونات. عادةً ما يكون أخف وأقصر من الدورة الطبيعية.
• النزيف الاختراقي: هو نزيف أو تبقيع يحدث في منتصف الدورة أثناء تناول الحبوب النشطة. يكون عادةً خفيفًا وبني اللون، وهو شائع في الأشهر الأولى من بدء استخدام الحبوب أو عند تفويت جرعة.

من المستبعد جدًا حدوث حمل أثناء الاستخدام المثالي لحبوب منع الحمل، لكن إذا كان النزيف غير معتاد وظهرت أعراض حمل، فإجراء الاختبار ممكن للتأكد.

الخطوات العملية: كيف تتصرفين عند رؤية بقع الدم؟

إذا كنتِ في فترة الترقب ورأيتِ دمًا، قد تشعرين بالارتباك. إليكِ خطوات عملية للتعامل مع الموقف:

1. لا داعي للذعر: تذكري أن النزيف الخفيف شائع جدًا ويمكن أن يكون علامة جيدة (انغراس) أو مجرد بداية دورتك.
2. راقبي وسجلي: أحضري مفكرة أو استخدمي تطبيقًا على هاتفك لتسجيل التفاصيل. هذا سيساعدكِ أنتِ وطبيبكِ لاحقًا. سجلي:
   • اليوم والتاريخ: كم يومًا مر على إباضتك؟ وكم يومًا متبقيًا على دورتك؟
   • اللون: هل هو وردي، بني، أم أحمر؟
   • الكمية: هل هي مجرد نقاط عند المسح، أم بقع على الملابس، أم تدفق يحتاج لفوطة؟
   • المدة: متى بدأ ومتى انتهى؟
   • الأعراض المصاحبة: هل هناك تقلصات؟ ما مدى شدتها؟ هل تشعرين بأي أعراض أخرى (غثيان، ألم ثدي)؟
3. استخدمي فوطة صحية يومية: تجنبي استخدام السدادات القطنية (التامبون) في هذه المرحلة لمراقبة طبيعة ولون وكمية الدم بشكل أفضل، ولتجنب إدخال أي شيء قد يسبب عدوى في حالة وجود حمل مبكر.
4. انتظري بضعة أيام: هذا هو الجزء الأصعب، لكنه الأكثر أهمية.
   • إذا تحول النزيف إلى تدفق غزير وأحمر، فهو على الأرجح دورتك الشهرية.
   • إذا ظل النزيف خفيفًا جدًا وتوقف بعد يوم أو يومين، فهذا يزيد من احتمالية كونه نزيف انغراس.
5. قومي بإجراء اختبار الحمل في الوقت المناسب: لا تتسرعي في إجراء الاختبار. هرمون الحمل الذي تكشف عنه الاختبارات لا يظهر بكميات كافية إلا بعد عدة أيام من الانغراس.
   • الوقت المثالي: أفضل وقت لإجراء اختبار الحمل المنزلي هو في اليوم الذي تتوقعين فيه بدء دورتك الشهرية أو بعد تأخرها بيوم. إجراء الاختبار مبكرًا جدًا قد يعطي نتيجة سلبية خاطئة.
   • للحصول على أدق نتيجة، استخدمي أول بول في الصباح حيث يكون تركيز الهرمون في أعلى مستوياته.

الأسئلة الشائعة

جمعنا لكِ هنا الأسئلة الأكثر شيوعًا حول “الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل” مع إجابات مبسطة ومباشرة.

كيف اعرف انه دم دوره او حمل؟

أفضل طريقة هي مراقبة 4 عوامل رئيسية: التوقيت (قبل الدورة=حمل محتمل، في موعدها=دورة محتملة)، الكمية (بقع خفيفة=حمل، تدفق غزير=دورة)، اللون (وردي/بني=حمل، أحمر زاهي=دورة)، والمدة (يوم-يومين=حمل، 3-7 أيام=دورة). الخطوة الحاسمة هي إجراء اختبار الحمل بعد تأخر الدورة.

ازاي افرق بين دم الدوره ودم الانغراس؟

دم الانغراس يكون على شكل بقع خفيفة جدًا (تنقيط) بلون وردي أو بني، ويحدث قبل موعد الدورة بأسبوع تقريبًا، ويستمر ليوم أو يومين بدون تجلطات وألم خفيف جدًا. دم الدورة أثقل بكثير، أحمر اللون، يستمر لعدة أيام، ويحتوي على تجلطات مع تقلصات مؤلمة.

ما هو شكل دم بشارة الحمل؟

يُطلق على “دم بشارة الحمل” اسم نزيف الانغراس. شكله يكون عبارة عن بضع قطرات أو بقع دموية خفيفة جدًا، لونها يتراوح بين الوردي الفاتح والبني الداكن (لون القهوة)، ولا يشبه أبدًا تدفق دم الدورة الغزير.

كم يوم ينزل دم تثبيت الحمل؟

دم تثبيت الحمل (نزيف الانغراس) قصير جدًا. يستمر في الغالب من بضع ساعات إلى يوم أو يومين. من النادر جدًا أن يتجاوز ثلاثة أيام، وإذا حدث ذلك، يبقى خفيفًا جدًا على شكل بقع.

هل ينزل دم الحمل في موعد الدورة؟

عادةً لا. دم بداية الحمل (الانغراس) يحدث قبل موعد الدورة المتوقع. لكن، إذا حدث الانغراس في وقت متأخر (مثلاً في اليوم 12 بعد الإباضة) وكانت دورتك قصيرة، فقد يتزامن نزول بقع دم الانغراس مع وقت قريب جدًا من موعد الدورة، مما يسبب الحيرة. ومع ذلك، تبقى خصائصه (الخفة واللون والمدة) مختلفة.

كيف أعرف أن الدورة متأخرة أو حمل؟

إذا تأخرت دورتك عن موعدها المعتاد، فإن أول احتمال يجب التفكير فيه هو الحمل. قومي بإجراء اختبار حمل منزلي. إذا كانت النتيجة سلبية والدورة لا تزال متأخرة، انتظري بضعة أيام وأعيدي الاختبار. إذا استمر التأخير لأكثر من أسبوع مع نتيجة سلبية، فمن الأفضل استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب الأخرى لتأخر الدورة (مثل التوتر، تغير الوزن، أو مشاكل صحية أخرى).

من كانت تأتيها الدورة وطلعت حامل؟

هذه الحالات غالبًا ما تكون لسيدات عانين من “الحمل الغزلاني” أو نزيف في بداية الحمل وظنن أنه دورة شهرية. كما ذكرنا، هذا النزيف ليس دورة حقيقية، بل يكون نزيفًا أخف وأقصر ولونه مختلف. إذا كانت “دورتك” الأخيرة غريبة ومختلفة عن المعتاد، ولديكِ أعراض حمل، فإجراء الاختبار فكرة جيدة.

ما هو لون الدم الذي يدل على الحمل؟

اللون الأكثر ارتباطًا ببداية الحمل هو الوردي الفاتح أو البني الداكن. اللون البني يعني أن الدم قديم، وهذا منطقي لأن نزيف الانغراس خفيف ويستغرق وقتًا ليخرج. اللون الأحمر الزاهي نادر جدًا في نزيف الانغراس ويرتبط أكثر بالدورة الشهرية أو مشاكل أخرى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

في حين أن التمييز بين دم الدورة ودم بداية الحمل يمكن إدارته في المنزل، هناك حالات تتطلب استشارة طبية فورية. يجب عليكِ الاتصال بطبيبك أو التوجه إلى الطوارئ في الحالات التالية:

• نزيف غزير جدًا: إذا كنتِ تملئين فوطة صحية كل ساعة لمدة ساعتين متتاليتين.
• ألم شديد وحاد: خاصة إذا كان الألم متركزًا في جانب واحد من البطن، فقد يكون علامة على حمل خارج الرحم.
• دوخة أو إغماء أو ألم في الكتف: هذه علامات خطيرة قد تشير إلى نزيف داخلي.
• حمى وقشعريرة مع النزيف: قد تكون علامة على وجود عدوى.
• خروج أنسجة كبيرة مع الدم: قد يكون مؤشرًا على حدوث إجهاض.
• إذا كنتِ حاملًا بالفعل (نتيجة اختبار إيجابية) وبدأ لديكِ أي نوع من النزيف، يجب عليكِ دائمًا إبلاغ طبيبك لتقييم الحالة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام.

المراجع العلمية

1. American Pregnancy Association. (2022). What is Implantation Bleeding?https://americanpregnancy.org/getting-pregnant/what-is-implantation-bleeding/
2. Mayo Clinic. (2023). Symptoms of pregnancy: What happens first.https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/getting-pregnant/in-depth/symptoms-of-pregnancy/art-20043853
3. Cleveland Clinic. (2022). Implantation Bleeding.https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/23042-implantation-bleeding
4. NHS (National Health Service, UK). (2021). Bleeding in pregnancy.https://www.nhs.uk/pregnancy/related-conditions/common-symptoms/vaginal-bleeding/
5. The American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG). (2022). Bleeding During Pregnancy.https://www.acog.org/womens-health/faqs/bleeding-during-pregnancy
6. WebMD. (2023). Implantation Bleeding vs. Your Period.https://www.webmd.com/baby/implantation-bleeding-period
7. Healthline. (2023). Is It Implantation Bleeding or Your Period? How to Tell the Difference.https://www.healthline.com/health/pregnancy/implantation-bleeding-vs-period
8. MedlinePlus. (2022). Vaginal bleeding.https://medlineplus.gov/vaginalbleeding.html