محتويات
- مقدمة حول أسباب السعال المزمن
- إجابات سريعة
- ما هو السعال (الكحة)؟
- أنواع السعال: تصنيف حسب المدة والطبيعة
- الأسباب الأكثر شيوعاً للسعال المزمن
- أسباب أخرى هامة للسعال المزمن
- فئات خاصة: السعال المزمن لدى الأطفال والكبار
- تشخيص السعال المزمن
- متى يجب القلق؟
- علاج السعال المزمن
- مضاعفات السعال المزمن
- الوقاية من السعال المزمن
- الأسئلة الشائعة
- المراجع العلمية
مقدمة حول أسباب السعال المزمن
السعال، ذلك الفعل الانعكاسي الذي يبدو بسيطاً في ظاهره، هو في الحقيقة حارس أمين لجهازنا التنفسي. إنه آلية دفاعية معقدة تهدف إلى طرد المهيجات، والمخاط، والأجسام الغريبة من الممرات الهوائية للحفاظ عليها نظيفة ومفتوحة. لكن عندما يتجاوز هذا الحارس مدة خدمته المؤقتة، ويتحول من زائر عابر إلى ضيف ثقيل الظل يقيم لأسابيع وشهور، فإنه يتحول من آلية حماية إلى عرض مزعج ومقلق يُعرف بالسعال المزمن. إن فهم أسباب السعال المزمن ليس مجرد فضول علمي، بل هو الخطوة الأولى والأساسية نحو استعادة راحة البال، والنوم الهادئ، وجودة الحياة المفقودة. هذا المقال ليس مجرد قائمة بالأسباب، بل هو رحلة استقصائية معمقة لاستكشاف كل ما يتعلق بهذه الحالة، بدءاً من الأسباب الأكثر شيوعاً وصولاً إلى الاحتمالات النادرة، مع توضيح متى يصبح هذا السعال علامة خطر تستدعي التدخل الطبي الفوري.
إجابات سريعة
لمن يبحث عن إجابات سريعة ومباشرة، إليك خلاصة لأهم النقاط التي يغطيها هذا الدليل الشامل:
- ما هو السعال المزمن؟ هو سعال يستمر لمدة 8 أسابيع أو أكثر عند البالغين، أو 4 أسابيع عند الأطفال.
- ما هي أبرز أسباب السعال المزمن؟ أكثر من 90% من الحالات تنجم عن واحد أو أكثر من ثلاثة أسباب رئيسية: التنقيط الأنفي الخلفي (متلازمة السعال القصبي العلوي)، والربو (خاصةً الربو السعالي)، وداء الارتداد المعدي المريئي.
- متى يكون السعال خطيراً؟ يجب القلق واستشارة الطبيب فوراً إذا كان السعال مصحوباً بنفث دم، صعوبة في التنفس، فقدان وزن غير مبرر، حمى مستمرة، تعرق ليلي، أو ألم في الصدر.
- هل يمكن للأدوية أن تسبب السعال المزمن؟ نعم، بعض الأدوية، وأشهرها مجموعة “مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين” المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تسبب سعالاً جافاً ومزمناً.
- كيف يتم التشخيص؟ يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي الدقيق والفحص السريري، وقد يتطلب فحوصات إضافية مثل أشعة الصدر، اختبارات وظائف الرئة، أو التنظير الداخلي حسب الحالة.
- ما هو العلاج؟ العلاج يعتمد كلياً على تحديد وعلاج السبب الكامن وراء السعال، وليس فقط قمع السعال نفسه.
ما هو السعال (الكحة)؟
قبل الخوض في أعماق أسباب السعال المزمن، من الضروري أن نفهم أولاً ما هو السعال وكيف يحدث. السعال ليس مرضاً بحد ذاته، بل هو عرض وآلية فسيولوجية معقدة ومنسقة بشكل دقيق. تخيل أن جهازك التنفسي، من الأنف إلى أعمق جزء في الرئتين، مبطن بملايين المستقبلات العصبية شديدة الحساسية.
عندما تستشعر هذه المستقبلات وجود أي شيء غير مرغوب فيه سواء كان ذرة غبار، قطرة مخاط، بخاراً كيميائياً، أو حتى تغيراً في درجة الحرارة فإنها ترسل إشارة عصبية عاجلة عبر العصب المبهم إلى مركز السعال في جذع الدماغ.
هنا، يقوم الدماغ بتنظيم استجابة سريعة ومتسلسلة:
- شهيق عميق: تأخذ نفساً عميقاً لملء الرئتين بالهواء.
- إغلاق المزمار: يتم إغلاق لسان المزمار (الفتحة المؤدية إلى الحنجرة والقصبة الهوائية) بإحكام، مما يحبس الهواء داخل الصدر.
- انقباض العضلات: تنقبض عضلات الصدر والبطن بقوة، مما يزيد الضغط بشكل هائل داخل القفص الصدري.
- الانفجار: يفتح لسان المزمار فجأة، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء المحبوس بسرعة (تصل سرعتها أحياناً إلى مئات الكيلومترات في الساعة)، حاملاً معه أي شيء يعترض طريقه خارج الجهاز التنفسي.
هذه العملية برمتها تحدث في جزء من الثانية وهي فعالة بشكل لا يصدق في تنظيف الممرات الهوائية. السعال الحاد، الذي يحدث مع نزلات البرد والإنفلونزا، هو مثال مثالي لهذه الآلية الدفاعية وهي تؤدي وظيفتها ثم تختفي. المشكلة تبدأ عندما يستمر هذا التحفيز للمستقبلات العصبية بشكل مستمر، مما يحول السعال من حدث مؤقت إلى حالة مزمنة.
الفرق بين السعال والكحة
في اللغة العربية، غالباً ما تُستخدم كلمتا “السعال” و”الكحة” بشكل مترادف للإشارة إلى نفس الفعل الانعكاسي. من منظور طبي وعلمي، لا يوجد فرق جوهري بينهما. كلاهما يصفان عملية طرد الهواء القسرية من الرئتين. ومع ذلك، في الاستخدام العامي، قد يستخدم البعض كلمة “كحة” للإشارة إلى السعال الأخف أو الأقل حدة، بينما قد تُستخدم كلمة “سعال” للإشارة إلى نوبات أشد أو حالة مرضية أكثر وضوحاً. لأغراض هذا المقال، سنستخدم المصطلحين بالتبادل، مع العلم أنهما يشيران إلى نفس الظاهرة السريرية.
أنواع السعال: تصنيف حسب المدة والطبيعة
لتشخيص “أسباب السعال المزمن” بدقة، يقوم الأطباء أولاً بتصنيف السعال بناءً على معيارين رئيسيين: المدة التي استمر فيها، وطبيعته (هل هو جاف أم مصحوب ببلغم). هذا التصنيف الأولي يساعد في تضييق نطاق الأسباب المحتملة وتوجيه الخطة التشخيصية.
1. أنواع السعال المتعلقة بمدة الإصابة
- السعال الحاد: هو السعال الذي يستمر لمدة تقل عن ثلاثة أسابيع. هذا هو النوع الأكثر شيوعاً وغالباً ما يكون مرتبطاً بالعدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، أو التهاب الجيوب الأنفية الحاد. عادةً ما يزول من تلقاء نفسه أو مع علاج الأعراض.
- السعال تحت الحاد: هو السعال الذي يستمر لمدة تتراوح بين ثلاثة وثمانية أسابيع. غالباً ما يكون هذا النوع من السعال “ما بعد العدوي“، أي أنه يستمر بعد زوال العدوى الأولية (مثل نزلة البرد). يمكن أن يكون سببه استمرار الالتهاب في الشعب الهوائية أو التنقيط الأنفي الخلفي بعد العدوى.
- السعال المزمن: هذا هو محور مقالنا. يُعرَّف بأنه سعال يستمر لمدة ثمانية أسابيع أو أكثر لدى البالغين، وأربعة أسابيع أو أكثر لدى الأطفال. السعال الذي يستمر لهذه الفترة نادراً ما يكون نتيجة عدوى بسيطة وعابرة، وغالباً ما يشير إلى وجود حالة طبية كامنة تتطلب تشخيصاً وعلاجاً متخصصاً.
2. أنواع السعال المتعلقة بالمخاط (البلغم)
- السعال الجاف: هو سعال لا ينتج عنه أي مخاط أو بلغم. غالباً ما يوصف بأنه “دغدغة” أو “حكة” في الحلق. “أسباب الكحة الجافة المستمرة” تشمل غالباً المراحل المبكرة من العدوى الفيروسية، والارتداد المعدي المريئي، والربو السعالي، أو كرد فعل تحسسي للمهیجات البيئية، بالإضافة إلى كونه عرضاً جانبياً لبعض الأدوية.
- السعال المنتج للبلغم: هو سعال ينتج عنه مخاط أو بلغم يتم طرده من الجهاز التنفسي. لون وكثافة البلغم يمكن أن يعطيا أدلة إضافية حول السبب. “أسباب الكحة المستمرة مع البلغم” غالباً ما تكون مرتبطة بحالات مثل التنقيط الأنفي الخلفي، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وتوسع القصبات، والالتهاب الرئوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
الأسباب الأكثر شيوعاً للسعال المزمن
تشير الدراسات والأدلة السريرية باستمرار إلى أن الغالبية العظمى من حالات السعال المزمن لدى البالغين غير المدخنين الذين لديهم صورة أشعة صدر طبيعية، ترجع إلى واحد أو أكثر من ثلاثة أسباب رئيسية. وهي مسؤولة عن حوالي 90% من الحالات. فهم هذه الأسباب الثلاثة هو حجر الزاوية في تشخيص وعلاج معظم المرضى.
1. متلازمة السعال القصبي العلوي (التنقيط الأنفي الخلفي)
هذا هو السبب الأكثر شيوعاً على الإطلاق للسعال المزمن. تُعرف هذه الحالة علمياً باسم “متلازمة السعال القصبي العلوي“، ولكنها مشهورة بإسم “التنقيط الأنفي الخلفي“.
ما هو التنقيط الأنفي الخلفي؟
تنتج الغدد الموجودة في بطانة الأنف والجيوب الأنفية مخاطاً بشكل مستمر. يلعب هذا المخاط دوراً حيوياً في ترطيب الممرات الأنفية، وتدفئة الهواء المستنشق، وحبس الغبار والجراثيم ومنعها من الوصول إلى الرئتين. في الحالة الطبيعية، يبتلع الشخص هذا المخاط دون أن يشعر به.
يحدث التنقيط الأنفي الخلفي عندما يصبح هذا المخاط أكثر سمكاً أو عندما يزداد إنتاجه بشكل كبير، مما يؤدي إلى الشعور بتسربه من الجزء الخلفي للأنف إلى الحلق. هذا التسرب المستمر للمخاط يهيج المستقبلات العصبية الحساسة في الحلق والجزء العلوي من الجهاز التنفسي، مما يثير منعكس السعال كوسيلة لمحاولة “تنظيف” الحلق. غالباً ما يزداد هذا السعال سوءاً في الليل أو عند الاستيقاظ في الصباح، بسبب تجمع المخاط في الحلق أثناء الاستلقاء.
أعراض مصاحبة للتنقيط الأنفي الخلفي
بالإضافة إلى السعال المزمن، قد يعاني المريض من:
- الشعور المستمر بوجود شيء في الحلق يحتاج إلى بلعه أو تنظيفه.
- سيلان الأنف أو انسداده.
- العطس المتكرر.
- بحة في الصوت، خاصة في الصباح.
- التهاب الحلق.
ما الذي يسبب زيادة إنتاج المخاط؟
هناك عدة حالات يمكن أن تؤدي إلى التنقيط الأنفي الخلفي، وتشمل:
- التهاب الأنف التحسسي (الحساسية): رد فعل تحسسي تجاه حبوب اللقاح، أو عث الغبار، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو العفن.
- التهاب الأنف غير التحسسي: تهيج بطانة الأنف بسبب تغيرات الطقس، أو التعرض لدخان السجائر، أو العطور القوية، أو أبخرة كيميائية.
- التهاب الجيوب الأنفية: سواء كان حاداً أو مزمناً، يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى إنتاج مخاط سميك وملون يمكن أن يتسرب إلى الحلق.
- انحراف الحاجز الأنفي أو وجود لحميات أنفية: هذه المشكلات الهيكلية يمكن أن تعيق التصريف الطبيعي للمخاط وتؤدي إلى تراكمه.
تشخيص وعلاج التنقيط الأنفي الخلفي
يعتمد التشخيص بشكل كبير على الأعراض والفحص السريري، حيث قد يلاحظ الطبيب وجود مخاط في الجزء الخلفي من الحلق. العلاج يركز على معالجة السبب الأساسي:
- للحساسية: تُستخدم مضادات الهيستامين من الجيل الجديد (مثل السيتريزين واللوراتادين)، وبخاخات الأنف الستيرويدية، ومزيلات الاحتقان.
- لالتهاب الجيوب الأنفية: قد تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية إذا كان الالتهاب بكتيرياً، بالإضافة إلى غسول الأنف الملحي لتنظيف الممرات الأنفية.
- نصائح عامة: الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب الكثير من السوائل لجعل المخاط أقل سماكة، واستخدام أجهزة ترطيب الهواء في المنزل.
2. الربو
الربو هو سبب شائع آخر للسعال المزمن، ولكنه قد يكون خادعاً في بعض الأحيان. فبينما يرتبط الربو عادةً في أذهان الناس بنوبات من الصفير عند التنفس وضيق في الصدر، هناك نوع معين من الربو يكون فيه السعال هو العرض الوحيد أو السائد.
كيف يسبب الربو السعال؟
الربو هو حالة التهابية مزمنة في الشعب الهوائية. هذا الالتهاب يجعل الممرات الهوائية شديدة الحساسية للمهيجات. عند التعرض لمحفز معين (مثل الهواء البارد، أو ممارسة الرياضة، أو المواد المسببة للحساسية)، تنقبض العضلات المحيطة بالشعب الهوائية (تشنج قصبي) وتزداد البطانة الداخلية تورماً والتهاباً، مما يضيق الممرات الهوائية. السعال في هذه الحالة هو محاولة من الجسم لفتح هذه الممرات المتضيقة.
الربو السعالي
هذا هو النوع الذي غالباً ما يكون مسؤولاً عن “أسباب السعال المزمن“. في حالة الربو السعالي، يكون السعال الجاف والمستمر هو العرض الأبرز، وقد لا يعاني المريض من الصفير أو ضيق التنفس النموذجي. هذا يمكن أن يجعل التشخيص صعباً، حيث قد لا يشتبه المريض أو حتى الطبيب في البداية في الربو كسبب محتمل.
خصائص السعال المرتبط بالربو:
- غالباً ما يكون جافاً ومتقطعاً.
- يزداد سوءاً في الليل أو في الصباح الباكر.
- يثار بالتعرض للهواء البارد والجاف.
- يحدث أو يزداد سوءاً أثناء أو بعد ممارسة التمارين الرياضية.
- قد يزداد خلال مواسم معينة بسبب حبوب اللقاح.
تشخيص وعلاج الربو
إذا اشتبه الطبيب في الربو كسبب للسعال، فإن الاختبار الأكثر شيوعاً هو اختبار قياس التنفس. يقيس هذا الاختبار كمية الهواء التي يمكنك زفيرها وسرعة إخراجها. قد يُطلب منك إجراء الاختبار قبل وبعد تناول دواء موسع للشعب الهوائية. إذا تحسنت وظائف الرئة بشكل ملحوظ بعد الدواء، فهذا يؤكد تشخيص الربو.
العلاج يهدف إلى السيطرة على الالتهاب وفتح الممرات الهوائية، ويشمل عادةً:
- موسعات الشعب الهوائية قصيرة المفعول (مثل الألبوتيرول): تُستخدم عند الحاجة لتخفيف الأعراض بسرعة.
- الكورتيكوستيرويدات المستنشقة: هي حجر الزاوية في علاج الربو طويل الأمد. تعمل على تقليل الالتهاب في الشعب الهوائية، وبالتالي تقليل الحساسية والسعال.
- تجنب المحفزات: تحديد وتجنب المحفزات المعروفة (الغبار، الدخان، الهواء البارد) هو جزء أساسي من خطة العلاج.
3. داء الارتداد المعدي المريئي
هذا هو السبب الثالث للسعال المزمن، وغالباً ما يكون الأكثر تجاهلاً. داء الارتداد المعدي المريئي هو حالة يرتد فيها حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، الأنبوب الذي يربط الحلق بالمعدة.
كيف يسبب حمض المعدة السعال؟
هناك آليتان رئيسيتان يمكن لحمض المعدة من خلالهما إثارة السعال المزمن:
- الآلية المباشرة (الشفط الدقيق): ترتد قطرات صغيرة جداً من حمض المعدة وتصل إلى أعلى الحلق والحنجرة، ثم يتم استنشاقها (شفطها) إلى الجزء العلوي من الشعب الهوائية. هذا الحمض شديد العدوانية على الأنسجة الرقيقة للجهاز التنفسي، مما يسبب التهاباً شديداً وسعالاً عنيفاً كرد فعل وقائي.
- الآلية غير المباشرة (المنعكس العصبي): حتى لو لم يصل الحمض إلى الحنجرة، فإن وجوده في الجزء السفلي من المريء يهيج النهايات العصبية هناك. هذه الأعصاب تشترك في مسارات مع الأعصاب التي تثير منعكس السعال. وبالتالي، فإن تهيج المريء يرسل إشارة خاطئة إلى الدماغ، مما يدفعه إلى إثارة السعال.
الارتداد الصامت
الأمر الذي يجعل تشخيص الارتداد المعدي المريئي كسبب للسعال صعباً هو أن ما يصل إلى 75% من المرضى الذين يعانون من سعال ناتج عن الارتداد لا يعانون من الأعراض الكلاسيكية للحموضة وحرقة المعدة. يُعرف هذا بـ “الارتداد الصامت” أو “الارتداد الحنجري البلعومي“. في هذه الحالات، يكون السعال المزمن، أو بحة الصوت، أو الشعور بوجود كتلة في الحلق هو العرض الوحيد.
أعراض أخرى قد تشير إلى الارتداد المعدي المريئي:
- حرقة في المعدة أو ألم في الصدر (خاصة بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء).
- السعال الذي يزداد سوءاً بعد تناول وجبات كبيرة أو عند الاستلقاء ليلاً.
- بحة في الصوت، خاصة في الصباح.
- التهاب الحلق المزمن.
- طعم حامضي أو مر في الفم.
تشخيص وعلاج الارتداد المعدي المريئي
غالباً ما يتم التشخيص بشكل تجريبي. إذا اشتبه الطبيب في الارتداد المعدي المريئي كسبب للسعال، فقد يوصي بفترة علاجية (عادة من 4 إلى 8 أسابيع) بأدوية قوية لخفض الحمض. إذا تحسن السعال بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، فهذا يؤكد التشخيص.
قد تشمل الاختبارات الأكثر تخصصاً مراقبة درجة الحموضة في المعدة على مدار 24 ساعة أو التنظير الداخلي العلوي.
العلاج يشمل:
- تغييرات في نمط الحياة:
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تثير الارتداد (مثل الأطعمة الدهنية، المقلية، الشوكولاتة، النعناع، القهوة، والمشروبات الغازية).
- تناول وجبات أصغر وأكثر تكراراً.
- عدم تناول الطعام قبل 2-3 ساعات من النوم.
- رفع رأس السرير بحوالي 15-20 سم.
- إنقاص الوزن إذا كان هناك زيادة في الوزن.
- الإقلاع عن التدخين.
- الأدوية:
- مثبطات مضخة البروتون: مثل الأوميبرازول واللانسوبرازول، وهي الأدوية الأكثر فعالية لتقليل إنتاج حمض المعدة.
- حاصرات H2: مثل الفاموتيدين، وهي أقل قوة من مثبطات مضخة البروتون ولكنها قد تكون مفيدة.
| السمة | التنقيط الأنفي الخلفي | الربو | الارتداد المعدي المريئي |
|---|---|---|---|
| طبيعة السعال | غالباً ما يكون منتجاً للبلغم، أو شعور بالحاجة لتنظيف الحلق | غالباً جاف، وقد يكون مصحوباً بصفير | غالباً جاف وحاد |
| توقيت السعال | يزداد عند الاستلقاء ليلاً أو عند الاستيقاظ صباحاً | يزداد ليلاً، أو في الصباح الباكر، أو مع مجهود | يزداد بعد الأكل أو عند الاستلقاء |
| الأعراض المصاحبة | سيلان/انسداد الأنف، عطس، تنظيف الحلق المستمر | ضيق في التنفس، صفير، ضيق في الصدر | حرقة معدة، بحة في الصوت، طعم حامضي (قد لا توجد) |
| المحفزات الشائعة | مسببات الحساسية، تغيرات الطقس | الهواء البارد، التمارين، مسببات الحساسية، العدوى | وجبات كبيرة، أطعمة معينة، الاستلقاء |
| اختبار التشخيص الرئيسي | الفحص السريري، الاستجابة للعلاج (مضادات الهيستامين/بخاخات الأنف) | اختبار وظائف الرئة | الاستجابة للعلاج، قياس الحموضة في المريء |
أسباب أخرى هامة للسعال المزمن
بينما تغطي الأسباب الثلاثة المذكورة أعلاه معظم الحالات، فإن هناك قائمة طويلة من الأسباب الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار، خاصة إذا لم يستجب السعال للعلاجات الأولية. إن استكشاف هذه الأسباب هو جزء حاسم من رحلة تشخيص “أسباب السعال المزمن” المعقدة.
1. التهاب الشعب الهوائية المزمن ومرض الانسداد الرئوي المزمن
هذا السبب شائع جداً لدى المدخنين الحاليين أو السابقين. مرض الانسداد الرئوي المزمن هو مصطلح شامل يصف أمراض الرئة التقدمية بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن: يُعرَّف بأنه سعال منتج للبلغم يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في السنة، لمدة عامين متتاليين. التدخين يسبب التهاباً وتورماً في بطانة الشعب الهوائية ويزيد من إنتاج المخاط. السعال هنا هو آلية الجسم لمحاولة إخراج هذا المخاط الزائد، وغالباً ما يُعرف بـ “سعال المدخن“.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن: مع تقدم المرض، يحدث تلف دائم في الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة متزايدة في التنفس بالإضافة إلى السعال المزمن.
التشخيص يتم عادةً من خلال اختبار وظائف الرئة، والعلاج يركز على الإقلاع عن التدخين واستخدام الأدوية المستنشقة لتحسين التنفس.
2. السعال الناجم عن الأدوية
قد يكون السعال المزمن عرضاً جانبياً غير متوقع لبعض الأدوية الشائعة. من المهم جداً مراجعة قائمة الأدوية التي يتناولها المريض عند تقييم “أسباب السعال المزمن“.
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: هذه هي الفئة الأكثر شهرة المسببة للسعال. تستخدم هذه الأدوية (مثل ليزينوبريل، إينالابريل، راميبريل) على نطاق واسع لعلاج ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب. يعتقد أنها تسبب السعال عن طريق زيادة مستويات مواد كيميائية معينة (مثل البراديكينين) في الشعب الهوائية، مما يهيج الأعصاب ويثير السعال.
خصائص السعال الناجم عن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين:
- جاف ومزعج ومستمر.
- يمكن أن يبدأ في أي وقت، حتى بعد سنوات من بدء تناول الدواء.
- لا يستجيب لأدوية السعال التقليدية.
- يختفي عادةً في غضون 1 إلى 4 أسابيع بعد إيقاف الدواء، على الرغم من أنه قد يستغرق أحياناً عدة أشهر.
الحل هو التحدث إلى الطبيب لاستبدال الدواء بفئة أخرى، مثل حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين التي لا تسبب السعال.
3. توسع القصبات
توسع القصبات هو حالة مرضية مزمنة يحدث فيها تلف وتوسع دائم لأجزاء من الشعب الهوائية في الرئتين. هذا التوسع غير الطبيعي يسمح بتراكم المخاط بسهولة، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا وحدوث التهابات متكررة.
العرض المميز لتوسع القصبات هو سعال مزمن منتج لكميات كبيرة من البلغم (غالباً ما يكون سميكاً ومتغيراً في اللون). قد يعاني المرضى أيضاً من التهابات رئوية متكررة، وضيق في التنفس، ونفث دم في بعض الأحيان.
يتم تشخيص هذه الحالة عادةً عن طريق الأشعة المقطعية عالية الدقة للصدر. يركز العلاج على تقنيات “نظافة الشعب الهوائية” (مثل العلاج الطبيعي للصدر) لإزالة المخاط، واستخدام المضادات الحيوية للسيطرة على العدوى، وأدوية أخرى لتقليل الالتهاب.
4. العدوى المستمرة أو ما بعد العدوى
على الرغم من أن السعال الحاد عادة ما يزول بعد العدوى، إلا أن بعض أنواع العدوى يمكن أن تؤدي إلى سعال تحت حاد أو حتى مزمن.
- السعال الديكي: هذه العدوى البكتيرية تسبب نوبات سعال عنيفة ومتقطعة قد تنتهي بصوت “شهقة” مميز. حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية، يمكن أن يستمر السعال لأسابيع أو أشهر بسبب الأضرار التي لحقت بالشعب الهوائية.
- الميكوبلازما أو الكلاميديا الرئوية: هذه “البكتيريا غير النمطية” يمكن أن تسبب نوعاً من الالتهاب الرئوي يعرف بـ “الالتهاب الرئوي السائر“، والذي قد يترك وراءه سعالاً جافاً ومستمراً لفترة طويلة.
- السعال الفيروسي بعد العدوى: بعد عدوى فيروسية شديدة، يمكن أن تظل الشعب الهوائية شديدة الحساسية والالتهاب لأسابيع، مما يؤدي إلى سعال مستمر يستجيب ببطء للعلاج.
5. الأمراض الرئوية الخلالية
هذه مجموعة واسعة من الأمراض التي تسبب تندباً وتليفاً تدريجياً في أنسجة الرئة (النسيج الخلالي). أحد الأمراض المعروفة في هذه المجموعة هو التليف الرئوي مجهول السبب.
يؤدي التليف إلى تصلب الرئتين، مما يجعل التنفس صعباً. السعال الجاف والمزعج هو عرض شائع جداً ومبكر لهذه الأمراض، إلى جانب ضيق التنفس التدريجي خاصة مع المجهود. التشخيص يتطلب فحوصات متخصصة مثل الأشعة المقطعية عالية الدقة وخزعة الرئة في بعض الأحيان.
6. سرطان الرئة
هذا هو السبب الذي يقلق منه معظم الناس عند الإصابة بسعال مزمن. على الرغم من أنه ليس السبب الأكثر شيوعاً، إلا أنه يجب دائماً أخذه في الاعتبار، خاصة لدى المدخنين أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض. السعال المستمر أو الذي يتغير في طبيعته (على سبيل المثال، “سعال المدخن” الذي يصبح أكثر تواتراً أو ألماً) يمكن أن يكون علامة مبكرة.
الأعراض الأخرى التي تثير الشك تشمل نفث الدم (سعال مصحوب بدم), فقدان الوزن غير المبرر, ألم الصدر, بحة الصوت, وضيق التنفس. التشخيص المبكر أمر حيوي، وأي سعال مزمن لدى شخص معرض للخطر يتطلب إجراء أشعة سينية على الصدر كخطوة أولى.
7. أسباب قلبية
في بعض الحالات، لا يكون مصدر السعال هو الرئتين، بل القلب. قصور القلب الاحتقاني هو حالة يفشل فيها القلب في ضخ الدم بكفاءة. هذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين (وذمة رئوية)، مما يسبب سعالاً مزمناً وضيقاً في التنفس.
خصائص السعال القلبي:
- غالباً ما يكون جافاً أو قد ينتج بلغماً رغوياً وردي اللون.
- يزداد سوءاً بشكل كبير عند الاستلقاء وقد يوقظ المريض من النوم وهو يلهث طلباً للهواء.
- غالباً ما يكون مصحوباً بتورم في الساقين والكاحلين (وذمة محيطية) وإرهاق شديد.
8. السعال النفسي
يُعرف أيضاً باسم “سعال العادة“. هذا التشخيص يتم بالاستبعاد، أي بعد التأكد من عدم وجود أي سبب عضوي آخر للسعال. السعال النفسي هو سعال حقيقي، ولكنه ينشأ من آلية سلوكية أو نفسية وليس من مرض جسدي.
خصائصه المميزة:
- غالباً ما يكون سعالاً جافاً، صاخباً، يشبه النباح.
- يختفي تماماً أثناء النوم.
- يتفاقم في حالات التوتر أو عندما يكون الشخص مركز الاهتمام.
- لا يستجيب للعلاجات الطبية التقليدية.
العلاج يركز على العلاج السلوكي وتقنيات الإيحاء لكسر هذه العادة.
9. أسباب أخرى نادرة
هناك قائمة طويلة من الأسباب الأقل شيوعاً والتي قد تشمل:
- الأجسام الغريبة المستنشقة: شائع لدى الأطفال الصغار، حيث يمكن لقطعة صغيرة من الطعام أو لعبة أن تستقر في الشعب الهوائية وتسبب سعالاً مزمناً والتهابات متكررة.
- الساركويد: مرض التهابي يسبب تكون كتل صغيرة من الخلايا الالتهابية (أورام حبيبية) في أعضاء مختلفة، والرئتان هما الأكثر تأثراً.
- التهاب الشعب الهوائية اليوزيني غير الربوي: حالة تشبه الربو من حيث وجود نوع معين من خلايا الالتهاب (اليوزينيات) في الشعب الهوائية، ولكنها لا تسبب تشنجاً قصبياً. السعال الجاف هو العرض الوحيد، ويتم تشخيصها عن طريق فحص البلغم، وتستجيب جيداً للكورتيكوستيرويدات المستنشقة.
- أسباب السعال المزمن بعد إزالة الغدة الدرقية: في حالات نادرة، يمكن أن يحدث سعال مزمن بعد جراحة الغدة الدرقية. قد يكون السبب هو تهيج أو إصابة العصب الحنجري الراجع، وهو عصب مهم يمر بالقرب من الغدة الدرقية ويتحكم في الأحبال الصوتية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف في الأحبال الصوتية أو تغير في الإحساس بالحنجرة، مما يسبب سعالاً مزمناً.
فئات خاصة: السعال المزمن لدى الأطفال والكبار
تختلف “أسباب السعال المزمن” المحتملة وأساليب التشخيص باختلاف الفئة العمرية. ما هو شائع في الأطفال قد يكون نادراً في كبار السن، والعكس صحيح.
أسباب السعال المزمن عند الأطفال
السعال المزمن عند الأطفال (يستمر لأكثر من 4 أسابيع) هو مصدر قلق كبير للوالدين. بينما تنطبق بعض الأسباب المذكورة أعلاه، هناك اعتبارات خاصة بالأطفال:
- العدوى الفيروسية المتكررة: الأطفال في سن الحضانة والمدرسة يتعرضون باستمرار للفيروسات. قد يبدو الأمر كسعال واحد مستمر، ولكنه في الواقع سلسلة من حالات السعال الحادة الناجمة عن عدوى جديدة كل بضعة أسابيع.
- الربو: هو السبب الأكثر شيوعاً للسعال المزمن المستمر لدى الأطفال. غالباً ما يظهر كسعال ليلي، أو سعال مع اللعب والجري، أو سعال يستمر لفترة طويلة بعد نزلة البرد.
- توسع القصبات: أقل شيوعاً، إلا أنه يجب أخذه في الاعتبار خاصة إذا كان الطفل يعاني من التهابات رئوية متكررة وسعال منتج لكميات كبيرة من البلغم. قد يكون مرتبطاً بحالات وراثية مثل التليف الكيسي.
- استنشاق جسم غريب: هذا احتمال خطير ويجب التفكير فيه دائماً لدى الأطفال الصغار، خاصة إذا بدأ السعال فجأة دون أعراض مرضية أخرى.
- السعال الديكي: حتى مع وجود التطعيمات، لا يزال السعال الديكي يحدث ويمكن أن يسبب سعالاً شديداً ومزمناً لدى الأطفال.
- السعال النفسي (سعال العادة): شائع في الأطفال في سن المدرسة ويمكن أن يكون صاخباً ومزعجاً ولكنه يختفي تماماً أثناء النوم.
من المهم ملاحظة أن الارتداد المعدي المريئي والتنقيط الأنفي الخلفي هما سببان أقل شيوعاً للسعال المزمن المنعزل عند الأطفال مقارنة بالبالغين.
أسباب السعال المزمن عند الكبار والشباب
في هذه الفئة العمرية، يظل (التنقيط الأنفي الخلفي، الربو، والارتداد المعدي المريئي) هو المسيطر. “أسباب السعال المزمن عند الشباب” والكبار في منتصف العمر غالباً ما تكون مرتبطة بنمط الحياة والحساسيات البيئية. كما يجب البدء في التفكير في الأسباب المتعلقة بالتدخين (مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن) والأسباب المتعلقة بالأدوية (مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين).
أسباب السعال المزمن عند كبار السن
مع التقدم في السن، تزداد احتمالية وجود أسباب أكثر خطورة للسعال المزمن، وتصبح الصورة أكثر تعقيداً بسبب وجود أمراض مزمنة متعددة.
- تظل الأسباب الشائعة (الربو، الارتداد، التنقيط الأنفي) واردة، ولكن يجب النظر فيها بحذر.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن: تزداد احتماليته بشكل كبير، خاصة مع تاريخ طويل من التدخين.
- قصور القلب الاحتقاني: يصبح سبباً مهماً يجب استبعاده.
- سرطان الرئة: يزداد خطر الإصابة به مع التقدم في السن والتعرض للتدخين.
- صعوبة البلع: مع التقدم في السن، قد تضعف عضلات البلع، مما يؤدي إلى شفط متكرر لكميات صغيرة من الطعام أو اللعاب إلى الرئتين، مسبباً سعالاً مزمناً والتهابات رئوية (التهاب رئوي شفطي).
- الأدوية: كبار السن غالباً ما يتناولون أدوية متعددة، مما يزيد من احتمالية حدوث سعال ناتج عن الأدوية.
تشخيص السعال المزمن
إن مفتاح “علاج السعال المزمن” بنجاح هو الوصول إلى التشخيص الصحيح. رحلة التشخيص هي عملية استقصائية منهجية يقودها الطبيب، تبدأ بالأساسيات وتتقدم إلى الفحوصات الأكثر تعقيداً حسب الحاجة.
الخطوة الأولى: التاريخ الطبي والفحص السريري
هذه هي أهم خطوة في عملية التشخيص. سيطرح عليك طبيبك سلسلة من الأسئلة التفصيلية التي تساعد في تضييق نطاق الاحتمالات:
- مدة السعال وطبيعته: متى بدأ؟ هل هو جاف أم منتج للبلغم؟ ما لون البلغم؟
- التوقيت والمحفزات: هل يزداد السعال في الليل؟ بعد الأكل؟ مع الرياضة؟ في مواسم معينة؟
- الأعراض المصاحبة: هل تعاني من حمى، تعرق ليلي، فقدان وزن، ضيق تنفس، صفير، حرقة معدة، سيلان أنف؟
- التاريخ الطبي الشخصي: هل لديك تاريخ من الحساسية، الربو، أمراض القلب؟
- نمط الحياة: هل تدخن؟ ما طبيعة عملك؟ هل تتعرض لمهيجات بيئية؟
- الأدوية: قائمة كاملة بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والمكملات العشبية.
بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل، يستمع فيه إلى رئتيك وقلبك، ويفحص حلقك وأنفك وأذنيك.
الخطوة الثانية: الفحوصات التصويرية والتحاليل
بناءً على المعلومات الأولية، قد يطلب الطبيب واحداً أو أكثر من الفحوصات التالية:
الفحوصات التصويرية
- أشعة سينية على الصدر: هذا هو الاختبار الأولي الأكثر شيوعاً. يمكنه استبعاد العديد من الأسباب الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي، سرطان الرئة، قصور القلب، وتليف الرئة المتقدم. في كثير من حالات السعال المزمن، تكون نتيجة الأشعة السينية طبيعية.
- الأشعة المقطعية: توفر صوراً أكثر تفصيلاً للرئتين والشعب الهوائية. تُطلب عادةً إذا كانت الأشعة السينية غير طبيعية أو إذا كان هناك اشتباه قوي في حالات مثل توسع القصبات، الأمراض الخلالية، أو سرطان الرئة الذي لم يظهر في الأشعة السينية.
اختبارات وظائف الرئة
- قياس التنفس: اختبار أساسي لتشخيص الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. يقيس سعة الرئة وسرعة تدفق الهواء.
- اختبار تحدي الميثاكولين: إذا كان اختبار قياس التنفس طبيعياً ولكن لا يزال هناك اشتباه قوي في الربو، يمكن إجراء هذا الاختبار. يتم استنشاق مادة الميثاكولين التي تسبب تضيقاً طفيفاً في الشعب الهوائية لدى مرضى الربو.
التحاليل الطبية الأخرى
- فحص البلغم: يمكن تحليل عينة من البلغم للبحث عن أنواع معينة من الخلايا (مثل اليوزينيات، التي تشير إلى التهاب الشعب الهوائية اليوزيني) أو لزراعتها وتحديد وجود عدوى بكتيرية.
- التنظير الداخلي:
- التنظير العلوي: يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر الفم لفحص المرئ والمعدة. يستخدم لتشخيص الارتداد المعدي المريئي والتهاب المرئ.
- تنظير القصبات: يتم إدخال منظار عبر الأنف أو الفم إلى الشعب الهوائية. يسمح للطبيب برؤية الممرات الهوائية مباشرة، وأخذ عينات من المخاط أو الأنسجة (خزعة)، أو إزالة جسم غريب.
- مراقبة درجة الحموضة في المريء: يعتبر المعيار الذهبي لتشخيص الإرتداد المعدي المريئي. يتم إدخال مسبار رفيع عبر الأنف إلى المريء لقياس مستويات الحمض على مدار 24 ساعة.
متى يجب القلق؟
في حين أن معظم “أسباب السعال المزمن” ليست مهددة للحياة، إلا أن هناك علامات وأعراضاً معينة يجب أن تكون بمثابة “أعلام حمراء” تدفعك إلى طلب الرعاية الطبية دون تأخير. إن معرفة “متى يكون السعال خطيراً” أمر بالغ الأهمية.
متى يجب عليك رؤية الطبيب بسبب السعال؟ راجع طبيبك إذا كان سعالك يستمر لأكثر من 3-4 أسابيع. ولكن، اذهب إلى الطبيب أو قسم الطوارئ فوراً إذا كان سعالك مصحوباً بأي من العلامات التالية:
| العلامة التحذيرية | ماذا قد تعني؟ | الإجراء المطلوب |
|---|---|---|
| نفث الدم (سعال مصحوب بدم) | سرطان الرئة، توسع القصبات، التهاب الشعب الهوائية الحاد، الانصمام الرئوي، السل. | مراجعة طبية عاجلة جداً. |
| صعوبة في التنفس أو ضيق شديد في التنفس | قصور القلب، مرض الانسداد الرئوي المزمن المتقدم، الانصمام الرئوي، التهاب رئوي حاد، نوبة ربو شديدة. | الاتصال بالطوارئ فوراً. |
| فقدان الوزن غير المبرر | سرطان (الرئة أو غيره)، السل، أمراض مزمنة متقدمة. | مراجعة طبية عاجلة. |
| حمى مرتفعة أو مستمرة | عدوى خطيرة (التهاب رئوي، خراج في الرئة، السل). | مراجعة طبية عاجلة. |
| التعرق الليلي الشديد | السل، سرطان الغدد الليمفاوية، عدوى أخرى. | مراجعة طبية. |
| ألم حاد في الصدر | الانصمام الرئوي، نوبة قلبية، استرواح الصدر (انخماص الرئة). | الاتصال بالطوارئ فوراً. |
| صعوبة في البلع أو بحة صوت متزايدة | سرطان الحنجرة أو المريء، مشكلة عصبية. | مراجعة طبية. |
| تاريخ طويل من التدخين الشره | يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن. | أي سعال جديد أو متغير يتطلب تقييماً طبياً. |
متى يكون السعال سرطانياً؟
لا يوجد سعال “سرطاني” بحد ذاته، ولكن السعال المزمن يمكن أن يكون أحد أعراض سرطان الرئة. يجب أن يثير الشك بشكل خاص في الحالات التالية:
- إذا كنت مدخناً حالياً أو سابقاً.
- إذا بدأ سعال جديد ومستمر دون سبب واضح.
- إذا تغيرت طبيعة “سعال المدخن” المعتاد لديك (أصبح أكثر تكراراً، أعمق، أو مؤلماً).
- إذا كان السعال مصحوباً بنفث الدم، حتى لو بكميات قليلة جداً.
- إذا كان مصحوباً بالأعراض العامة للسرطان مثل فقدان الوزن والشهية والإرهاق الشديد.
وجود أي من هذه السمات لا يعني بالضرورة وجود سرطان، ولكنه يتطلب تقييماً طبياً كاملاً وفورياً لاستبعاد هذا الاحتمال الخطير.
علاج السعال المزمن
إن القاعدة الذهبية في “علاج السعال المزمن” هي: “عالج السبب، وليس العرض“. استخدام مثبطات السعال المتاحة دون وصفة طبية نادراً ما يكون فعالاً على المدى الطويل، وقد يؤخر تشخيص وعلاج الحالة الأساسية. تختلف خطة العلاج بشكل كبير اعتماداً على التشخيص النهائي.
علاج الأسباب الشائعة
- لعلاج التنقيط الأنفي الخلفي:
- بخاخات الأنف الستيرويدية: مثل فلوتيكازون أو موميتازون، لتقليل الالتهاب والحساسية.
- مضادات الهيستامين: خاصة الأجيال الأقدم مثل ديفينهيدرامين إذا كان السعال يمنع النوم (مع الحذر من النعاس)، أو الأجيال الأحدث للاستخدام النهاري.
- مزيلات الاحتقان: مثل السودوإيفيدرين، للاستخدام قصير المدى.
- غسول الأنف الملحي: لتنظيف المخاط والمهيجات.
- لعلاج الربو:
- الكورتيكوستيرويدات المستنشقة: هي العلاج الأساسي للسيطرة على الالتهاب المزمن.
- موسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول: غالباً ما يتم دمجها مع الستيرويدات المستنشقة.
- معدِّلات الليكوترين: مثل المونتيلوكاست، كخيار علاجي إضافي.
- لعلاج الارتداد المعدي المريئي:
- مثبطات مضخة البروتون: العلاج الأكثر فعالية لتقليل حمض المعدة. قد يتطلب الأمر دورة علاجية طويلة (8-12 أسبوعاً) بجرعة عالية لرؤية تحسن في السعال.
- تغييرات نمط الحياة: كما ذكرنا سابقاً، وهي جزء لا يتجزأ من العلاج.
علاج الأسباب الأخرى
- للسعال الناجم عن الأدوية: إيقاف الدواء المسبب بالتشاور مع الطبيب واستبداله ببديل مناسب.
- لالتهاب الشعب الهوائية المزمن: الإقلاع الفوري عن التدخين هو الخطوة الأكثر أهمية. تُستخدم الأدوية الموسعة للشعب الهوائية المستنشقة لتحسين التنفس.
- للعدوى البكتيرية: دورة مناسبة من المضادات الحيوية.
- لتوسع القصبات: العلاج الطبيعي للصدر، المضادات الحيوية (أحياناً بشكل مستمر أو دوري)، وأدوية لترقيق المخاط.
علاج السعال الشديد في الليل
السعال الليلي مزعج بشكل خاص لأنه يعطل النوم ويؤثر على جودة الحياة. “ما المقصود بالسعال الليلي؟” هو السعال الذي يظهر أو يزداد سوءاً بشكل ملحوظ عند الاستلقاء للنوم.
ما أسباب السعال الليلي؟
الأسباب الثلاثة الكلاسيكية هي المشتبه بهم الرئيسيون:
- التنقيط الأنفي الخلفي: عند الاستلقاء، يتجمع المخاط في الحلق بسهولة أكبر، مما يسبب تهيجاً وسعالاً.
- الارتداد المعدي المريئي: وضعية الاستلقاء تسهل ارتداد حمض المعدة إلى المريء والحلق.
- الربو: وظائف الرئة تتبع إيقاعاً يومياً طبيعياً، حيث تكون في أضعف حالاتها في الساعات الأولى من الصباح (حوالي 4 صباحاً)، مما يزيد من احتمالية حدوث السعال وأعراض الربو الأخرى ليلاً.
ما علاج السعال الليلي؟
العلاج يعتمد على السبب، ولكن بعض النصائح العامة يمكن أن تساعد:
- رفع رأس السرير: استخدم وسائد إضافية أو ضع كتلاً خشبية تحت أرجل السرير عند الرأس لرفع الجزء العلوي من جسمك. هذا يساعد في تقليل التنقيط الأنفي الخلفي والارتداد الحمضي.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء: الهواء الجاف يمكن أن يهيج الحلق ويزيد السعال سوءاً.
- تجنب المحفزات قبل النوم: لا تأكل قبل النوم بساعتين على الأقل، وتجنب مسببات الحساسية المعروفة في غرفة النوم.
- شرب سائل دافئ: كوب من شاي الأعشاب مع العسل قبل النوم يمكن أن يهدئ الحلق ويرطب الممرات الهوائية.
- علاج السبب الأساسي: استخدام بخاخ الأنف الستيرويدي قبل النوم للتنقيط، أو أخذ دواء الارتداد في المساء، أو استخدام جهاز الاستنشاق للربو كما هو موصوف.
نصائح للتعايش مع السعال المزمن ولوقف السعال فوراً (بشكل مؤقت)
بينما يعمل العلاج الطبي على حل المشكلة الأساسية، قد تحتاج إلى طرق للتعامل مع نوبات السعال الحادة. “لوقف السعال فوراً” بشكل مؤقت، يمكنك تجربة ما يلي:
- شرب الماء أو سائل دافئ: يساعد على ترطيب الحلق وتهدئة التهيج.
- مص قطعة حلوى صلبة أو قرص استحلاب: يحفز إنتاج اللعاب الذي يغلف الحلق ويهدئه. أقراص الاستحلاب التي تحتوي على المنثول يمكن أن توفر تأثيراً مخدراً طفيفاً.
- تناول ملعقة من العسل: أظهرت الدراسات أن العسل يمكن أن يكون فعالاً مثل بعض أدوية السعال في تهدئة السعال (لا يعطى للأطفال دون سن السنة).
- الغرغرة بالماء المالح الدافئ: يمكن أن تقلل من التهاب الحلق المرتبط بالسعال.
مضاعفات السعال المزمن
السعال المزمن ليس مجرد عرض مزعج، بل يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك الجسدية والنفسية وجودة حياتك. “ما هي مخاطر السعال المستمر؟“
- الإرهاق واضطرابات النوم: السعال المستمر، خاصة في الليل، يؤدي إلى الأرق والتعب الشديد خلال النهار.
- مشاكل جسدية:
- الصداع.
- الدوخة أو حتى الإغماء في نوبات السعال الشديدة.
- سلس البول الإجهادي (تسرب البول عند السعال).
- ألم عضلي في الصدر والبطن.
- في حالات نادرة جداً، كسور في الأضلاع لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام.
- التأثير الاجتماعي والنفسي:
- القلق والاكتئاب بسبب الإحباط من الحالة المستمرة.
- الإحراج وتجنب الأماكن العامة أو المناسبات الاجتماعية.
- التأثير على العلاقات الشخصية والقدرة على العمل.
الوقاية من السعال المزمن
بينما لا يمكن منع جميع “أسباب السعال المزمن“، يمكن اتخاذ خطوات لتقليل المخاطر:
- الإقلاع عن التدخين: هذه هي أهم خطوة على الإطلاق للوقاية من التهاب الشعب الهوائية المزمن، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة.
- علاج الحساسية والربو: التحكم الجيد في هذه الحالات من خلال الأدوية وتجنب المحفزات يمكن أن يمنعها من التطور إلى سعال مزمن.
- إدارة الارتداد المعدي المريئي: اتباع نظام غذائي صحي، الحفاظ على وزن مثالي، وتجنب الأكل قبل النوم يمكن أن يمنع تفاقم الارتداد.
- التطعيمات: الحصول على لقاحات الإنفلونزا والسعال الديكي يمكن أن يمنع العدوى التي قد تؤدي إلى سعال طويل الأمد.
- تجنب المهيجات البيئية:الابتعاد عن دخان السجائر السلبي، والغبار، والمواد الكيميائية القوية.
الأسئلة الشائعة
ما هو سبب عدم الشفاء من السعال؟
إذا كان السعال لا يشفى، فعادة ما يكون السبب هو أن الحالة الأساسية المسببة له لم يتم تشخيصها أو علاجها بشكل صحيح. الأسباب الأكثر شيوعاً لعدم الشفاء هي عدم السيطرة الكافية على التنقيط الأنفي الخلفي، أو الربو، أو الارتداد المعدي المريئي. في بعض الأحيان، قد يكون هناك أكثر من سبب واحد للسعال في نفس الوقت، مما يتطلب علاجاً مركباً.
متى يصبح السعال خطيراً؟
يصبح السعال خطيراً ويتطلب اهتماماً فورياً إذا كان مصحوباً بعلامات الخطر مثل نفث الدم، صعوبة التنفس، فقدان الوزن غير المبرر، الحمى المستمرة، التعرق الليلي، أو ألم الصدر.
كيف أعرف أن الكحة من الرئة؟
الكحة التي تنشأ من الرئتين (الجهاز التنفسي السفلي) غالباً ما تكون “أعمق” ومنتجة للبلغم. قد تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل ضيق التنفس، أو الصفير، أو الشعور بضيق في الصدر. الكحة الناتجة عن تهيج الحلق أو التنقيط الأنفي الخلفي (الجهاز التنفسي العلوي) غالباً ما تكون “سطحية” وأقرب إلى الدغدغة في الحلق. ومع ذلك، فإن الفحص الطبي هو الطريقة الوحيدة للتأكد.
ما هو المرض الذي يسبب السعال؟
لا يوجد مرض واحد فقط يسبب السعال. السعال عرض لمجموعة واسعة جداً من الأمراض، تتراوح من نزلات البرد البسيطة إلى حالات أكثر خطورة مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وقصور القلب، وسرطان الرئة. تحديد المرض المحدد يتطلب تقييماً طبياً شاملاً.
لماذا لا يختفي سعال صدري؟
إذا كان السعال الصدري (المنتج للبلغم) لا يختفي، فقد يشير ذلك إلى حالة كامنة مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن، أو توسع القصبات، أو عدوى لم يتم علاجها بالكامل، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن. من الضروري مراجعة الطبيب لتقييم هذه الاحتمالات.
من هو الطبيب المختص في علاج السعال؟
الخطوة الأولى عادةً هي طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الأسرة. إذا كان السعال مزمناً أو معقداً، فقد يحيلك إلى طبيب متخصص. طبيب أمراض الصدر والجهاز التنفسي هو المختص بأمراض الرئة والشعب الهوائية. إذا كان السبب المشتبه به الحساسية، فقد تحتاج إلى طبيب حساسية ومناعة. إذا كان السبب هو الارتداد المعدي المريئي، فقد تحتاج إلى طبيب الجهاز الهضمي.
على ماذا يدل كثرة السعال؟
كثرة السعال تدل على وجود تهيج مستمر في مكان ما على طول الجهاز التنفسي. إنه يشير إلى أن آلية الدفاع في الجسم تعمل بشكل إضافي لمحاولة إزالة شيء ما، سواء كان مخاطاً زائداً (كما في التنقيط الأنفي)، أو استجابة للالتهاب (كما في الربو)، أو كرد فعل على مهيج كيميائي (كما في الارتداد الحمضي).
متى يكون السعال سرطانياً؟
لا يكون السعال نفسه “سرطانياً“، ولكنه قد يكون أحد أعراض سرطان الرئة. يجب زيادة الشك إذا كان السعال مزمناً لدى مدخن، أو مصحوباً بنفث دم، أو فقدان وزن غير مبرر، أو تغير في طبيعة السعال المعتاد. التشخيص يتم فقط من خلال الفحوصات الطبية مثل الأشعة.
ما هي مدة السعال الطبيعي؟
السعال “الطبيعي” أو الحاد، المرتبط عادةً بنزلة برد، يستمر عادةً من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. أي سعال يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع يعتبر مزمناً ويتطلب تقييماً طبياً.
كيف أعرف كحة الحساسية؟
كحة الحساسية غالباً ما تكون جافة ومتقطعة. عادةً ما تكون مصحوبة بأعراض حساسية أخرى مثل العطس، وسيلان الأنف المائي، وحكة في العينين والأنف. غالباً ما تزداد سوءاً خلال مواسم معينة (مثل الربيع) أو عند التعرض لمسببات حساسية معينة (مثل الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة).
هل الكحة تنظف الرئة؟
نعم، هذه هي الوظيفة الأساسية للسعال المنتج للبلغم. فهو يساعد على طرد المخاط الزائد والجراثيم والأجسام الغريبة من الرئتين والشعب الهوائية، مما يساعد على منع العدوى والحفاظ على الممرات الهوائية مفتوحة. لهذا السبب، لا ينصح عموماً بقمع السعال المنتج للبلغم بشكل كامل.
ما هو الفرق بين الكحة والسعال؟
لا يوجد فرق طبي أو علمي. المصطلحان يستخدمان للإشارة إلى نفس الفعل الانعكاسي لطرد الهواء من الرئتين.
هل كثرة الكحة تضر الرئة؟
السعال نفسه هو فعل عنيف ويمكن أن يسبب تهيجاً والتهاباً في الشعب الهوائية إذا استمر لفترة طويلة، مما يخلق حلقة مفرغة (السعال يسبب التهاباً، والالتهاب يسبب المزيد من السعال). في حالات نادرة جداً، يمكن أن تؤدي نوبات السعال الشديدة إلى مضاعفات مثل استرواح الصدر (انخماص الرئة). ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر ليس من السعال نفسه، بل من الحالة المرضية الأساسية غير المعالجة التي تسببه.
المراجع العلمية
- Mayo Clinic Staff. (2023). Chronic cough. Mayo Clinic.
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/chronic-cough/symptoms-causes/syc-20350657 - National Health Service (NHS). (2022). Cough. NHS.uk.
https://www.nhs.uk/conditions/cough/ - Irwin, R. S., French, C. L., Chang, A. B., & Altman, K. W. (2018). Classification of Cough as a Symptom in Adults and Management Algorithms: CHEST Guideline and Expert Panel Report. Chest, 153(1), 196–209.
https://journal.chestnet.org/article/S0012-3692(17)32970-0/fulltext - WebMD. (2023). What Is a Chronic Cough?
https://www.webmd.com/cold-and-flu/what-is-a-chronic-cough - Cleveland Clinic. (2022). Chronic Cough: Causes, Symptoms & Treatment.
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15048-chronic-cough - American Lung Association. (2023). Chronic Cough.
https://www.lung.org/lung-health-diseases/lung-disease-lookup/chronic-cough - Kantar, A., Chang, A. B., Shields, M. D., Marchant, J. M., & Grimwood, K. (2017). ERS statement on chronic wet cough in children. European Respiratory Journal, 50(5), 1700704.
https://erj.ersjournals.com/content/50/5/1700704 - World Health Organization (WHO). (2021). Pertussis.
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/pertussis - National Heart, Lung, and Blood Institute (NIH). (2022). GERD.
https://www.nhlbi.nih.gov/health-topics/gerd - Dicpinigaitis, P. V. (2006). Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitor-Induced Cough: ACCP Evidence-Based Clinical Practice Guidelines. Chest, 129(1_suppl), 169S-173S.
https://journal.chestnet.org/article/S0012-3692(15)34280-9/fulltext
نصيحة طبية هامة
من المهم التأكيد على أن هذا المقال يقدم معلومات لأغراض التثقيف والتوعية الصحية فقط. المحتوى المذكور هنا، بما في ذلك أسباب السعال المزمن، لا يجب اعتباره بديلاً بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تتجاهل نصيحة طبيبك أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته هنا. استشر طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل دائمًا بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية قبل البدء في أي علاج جديد. للمزيد حول إخلاء المسؤولية الطبية.
✅ مراجعة طبية
تمت مراجعة هذا المقال بواسطة دكتور نرمين – طبيبة بشرية وكاتبة محتوى طبي معتمدة وكاتبة المحتوى في موقع دكتور نرمين. للمزيد حول سياسة المراجعة الطبية.
طبيبة بشرية، خبرة سنوات في الطب العام. كاتبة محتوى طبي معتمدة ومتخصصة في تبسيط المفاهيم الطبية.
More Posts