ما هو القلب وأين يقع؟ وما هي وظائفة؟

ما هُوَ القلب؟ رحلة إلى مركز الحياة

عندما نتحدث عن ما هو القلب وأين يقع؟، فإننا نتحدث عن المحرك الرئيسي لجسم الإنسان. هو عضو عضلي مجوف يعمل بلا كلل أو ملل، منذ لحظة تكوينه في رحم الأم وحتى آخر نبضة في الحياة. يقع القلب في التجويف الصدري، خلف عظمة القص، ويميل قليلاً نحو اليسار، محمياً بالقفص الصدري. وظيفته الأساسية والجوهرية هي ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم عبر شبكة معقدة من الأوعية الدموية تعرف بالجهاز الدوري. هذا الدم ليس مجرد سائل، بل هو نهر الحياة الذي يحمل الأكسجين من الرئتين، والعناصر الغذائية من الجهاز الهضمي، والهرمونات من الغدد، ويوصلها إلى كل نسيج وخلية، وفي المقابل، يجمع الفضلات وثاني أكسيد الكربون ليتم التخلص منها. إن كفاءة عمل القلب هي ما يحدد جودة حياتنا وقدرتنا على القيام بأبسط المهام وأكثرها تعقيداً.

تشريح القلب: بناء هندسي معجز

لفهم كيفية عمل القلب، يجب أولاً أن نفهم تصميمه الفريد. يتكون القلب من أربع حجرات رئيسية تعمل بتناغم تام، ومجموعة من الصمامات التي تضمن تدفق الدم في اتجاه واحد، وجدار عضلي قوي، ونظام كهربائي ذاتي لتنظيم إيقاعه.

أين يقع القلب يمين أو يسار؟

هذا سؤال شائع يطرحه الكثيرون. الإجابة الدقيقة هي أن القلب يقع في منتصف الصدر، في منطقة تسمى “المنصف”، بين الرئتين. ومع ذلك، فإن الجزء السفلي المدبب من القلب (القمة) يميل ويتجه نحو الجانب الأيسر من الجسم. هذا الميل هو السبب الذي يجعلنا نشعر بنبضات القلب بشكل أقوى وأوضح في الجهة اليسرى من الصدر. لذلك، يمكن القول إن معظم كتلة القلب تقع في الجانب الأيسر من خط منتصف الجسم.

أجزاء القلب ووظائفها: فريق عمل متكامل

يمكن تشبيه القلب ببناء من طابقين، كل طابق يحتوي على غرفتين. الطابق العلوي يتكون من “الأذينين”، والطابق السفلي من “البطينين”.

حجرات القلب الأربع

1. الأذين الأيمن (Right Atrium): هذه هي حجرة الاستقبال الأولى. تستقبل الدم غير المؤكسج (الفقير بالأكسجين) العائد من جميع أنحاء الجسم عبر وريدين كبيرين هما الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي. عندما يمتلئ الأذين الأيمن، ينقبض ليدفع الدم إلى الأسفل نحو البطين الأيمن.
2. البطين الأيمن (Right Ventricle): بعد تلقي الدم من الأذين الأيمن، يقوم البطين الأيمن بالانقباض بقوة لضخ هذا الدم غير المؤكسج إلى الرئتين عبر الشريان الرئوي. في الرئتين، يتخلص الدم من ثاني أكسيد الكربون ويتم تحميله بالأكسجين النقي.
3. الأذين الأيسر (Left Atrium): يستقبل هذا الأذين الدم النقي المؤكسج العائد من الرئتين عبر الأوردة الرئوية. وهو الأذين الوحيد الذي يستقبل دماً غنياً بالأكسجين.
4. البطين الأيسر (Left Ventricle): هذه هي أقوى حجرات القلب وأكبرها. جداره العضلي هو الأكثر سماكة لأنه مسؤول عن المهمة الأصعب: ضخ الدم المؤكسج بقوة هائلة عبر الشريان الأورطي (الأبهر) ليصل إلى كل أجزاء الجسم، من قمة الرأس حتى أخمص القدمين.

صمامات القلب: حراس البوابات الأربعة

لضمان تدفق الدم في اتجاه واحد فقط ومنع عودته إلى الوراء، يحتوي القلب على أربعة صمامات تعمل كبوابات أحادية الاتجاه. تفتح هذه الصمامات وتغلق مع كل نبضة قلب.

• الصمام ثلاثي الشرفات (Tricuspid Valve): يقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن.
• الصمام الرئوي (Pulmonary Valve): يقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي.
• الصمام التاجي أو الميترالي (Mitral Valve): يقع بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر.
• الصمام الأورطي أو الأبهري (Aortic Valve): يقع بين البطين الأيسر والشريان الأورطي.

أي خلل في هذه الصمامات، سواء كان تضيقاً يمنع تدفق الدم أو ارتخاءً يسمح بتسربه، يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة في وظيفة القلب.

طبقات جدار القلب

يتكون جدار القلب من ثلاث طبقات مميزة، لكل منها وظيفة محددة:

• الشغاف (Endocardium): الطبقة الداخلية الملساء التي تبطن حجرات القلب وصماماته، مما يسهل تدفق الدم ويمنع تكون الجلطات.
• عضلة القلب (Myocardium): هي الطبقة الوسطى والسميكة، وهي النسيج العضلي المسؤول عن الانقباض وضخ الدم. قوة هذه العضلة هي أساس عمل القلب.
• التامور (Pericardium): هو كيس ليفي مزدوج الجدار يحيط بالقلب. يحتوي على كمية صغيرة من السائل لتسهيل حركة القلب ومنع الاحتكاك مع الأعضاء المجاورة، كما يوفر له الحماية.

فسيولوجيا القلب: كيف يعمل القلب كمضخة؟

عمل القلب هو عبارة عن دورة مستمرة من الانقباض (Systole) والانبساط (Diastole)، تُعرف بالدورة القلبية. هذه الدورة مدفوعة بنظام توصيل كهربائي فريد من نوعه.

النظام الكهربائي للقلب: الشرارة التي تبدأ كل شيء

القلب لديه منظم ضربات طبيعي خاص به، يسمى العقدة الجيبية الأذينية (SA Node)، وتقع في الجزء العلوي من الأذين الأيمن. هذه العقدة تولد نبضات كهربائية منتظمة (مثل شرارة الإشعال في السيارة) تنتشر عبر الأذينين، مما يؤدي إلى انقباضهما ودفع الدم إلى البطينين.

تصل الإشارة الكهربائية بعد ذلك إلى العقدة الأذينية البطينية (AV Node)، التي تعمل كبوابة تأخير، حيث تتوقف الإشارة لجزء من الثانية للسماح للبطينين بالامتلاء بالدم بالكامل. ثم تنتقل الإشارة بسرعة عبر حزمة من الألياف المتخصصة (حزمة هيس وألياف بركنجي) إلى جدران البطينين، مما يؤدي إلى انقباضهما القوي والمتزامن لضخ الدم إلى الجسم والرئتين. هذه العملية تتكرر بشكل مستمر، حوالي 60 إلى 100 مرة في الدقيقة في حالة الراحة.

الدورة الدموية: رحلة الدم في الجسم

يقوم القلب بإدارة دورتين دمويتين متزامنتين:

1. الدورة الرئوية (الصغرى): تبدأ من البطين الأيمن الذي يضخ الدم غير المؤكسج إلى الرئتين. هناك، يتم تبادل الغازات، ويعود الدم محملاً بالأكسجين إلى الأذين الأيسر.
2. الدورة الجهازية (الكبرى): تبدأ من البطين الأيسر الذي يضخ الدم المؤكسج عبر الشريان الأورطي إلى جميع أنسجة الجسم وأعضائه. بعد أن يوصل الدم الأكسجين والمغذيات، يعود محملاً بالفضلات وثاني أكسيد الكربون إلى الأذين الأيمن، لتبدأ الدورة من جديد.

كيف أعرف أن القلب فيه مشكلة؟: فهم إشارات الإنذار

القلب عادة ما يكون عضواً صامتاً، لكن عندما يواجه مشكلة، فإنه يرسل إشارات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها أبداً. التعرف المبكر على هذه الأعراض يمكن أن ينقذ حياتك. لا تنتظر حتى يصبح الألم لا يطاق أو حتى تفقد وعيك. إن جسدك يتحدث إليك، وعليك أن تتعلم لغته.

أبرز العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة في القلب تشمل:

• ألم أو انزعاج في الصدر (الذبحة الصدرية): هو العرض الأكثر شهرة. قد تشعر بضغط، أو امتلاء، أو عصر، أو ألم في وسط الصدر. قد يستمر لبضع دقائق أو يأتي ويذهب. من المهم معرفة أن هذا الألم قد ينتشر إلى الذراعين (خاصة الأيسر)، الظهر، الرقبة، الفك، أو المعدة.
• ضيق التنفس: الشعور بأنك لا تستطيع الحصول على ما يكفي من الهواء، سواء مع المجهود أو حتى أثناء الراحة. قد تستيقظ فجأة في الليل وأنت تلهث بحثاً عن الهواء.
• الدوار أو الإغماء: الشعور بالدوار الشديد أو فقدان الوعي يمكن أن يكون علامة على انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ بسبب مشكلة في القلب.
• الإرهاق الشديد غير المبرر: الشعور بتعب استثنائي من أنشطة بسيطة كنت تقوم بها بسهولة في السابق، مثل صعود السلالم أو حمل أكياس البقالة.
• تورم (وذمة) في الساقين والكاحلين والقدمين: عندما لا يستطيع القلب الضخ بكفاءة، يمكن أن يتراكم السائل في الجسم، ويظهر عادة في الأطراف السفلية.
• خفقان القلب: الشعور بأن قلبك ينبض بسرعة كبيرة، أو بقوة، أو يتخطى بعض النبضات. هذا قد يشير إلى اضطراب في نظم القلب.
• التعرق البارد والغثيان: قد تحدث هذه الأعراض بشكل مفاجئ، خاصة عند ارتباطها بألم الصدر، وهي من علامات النوبة القلبية.

ما هي أعراض تعب القلب؟: عندما تضعف المضخة

“تعب القلب” هو مصطلح عامي لما يعرف طبياً بـ “فشل القلب” أو “قصور القلب“. هذا لا يعني أن القلب قد توقف عن العمل، بل يعني أنه لم يعد قادراً على ضخ الدم بكفاءة لتلبية احتياجات الجسم. أعراضه تتطور تدريجياً وتزداد سوءًا مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها.

أهم أعراض فشل القلب:

• ضيق التنفس عند المجهود (ضيق النفس الجهدي): هذا هو العرض الأكثر شيوعًا ومبكرًا. تجد صعوبة في التنفس عند المشي أو صعود الدرج.
• ضيق التنفس عند الاستلقاء (ضيق النفس الاضطجاعي): قد تحتاج إلى استخدام عدة وسائد لرفع رأسك وصدرك لتتمكن من التنفس بشكل مريح أثناء النوم.
• التعب والضعف العام: لأن الجسم لا يحصل على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، تشعر بالإرهاق المستمر.
• تراكم السوائل (الوذمة): يظهر على شكل تورم في القدمين والكاحلين والساقين. في الحالات المتقدمة، قد يحدث تورم في البطن (استسقاء).
• السعال أو الأزيز المستمر: يحدث بسبب تراكم السوائل في الرئتين، وقد يكون مصحوبًا ببلغم أبيض أو وردي اللون.
• زيادة الوزن السريعة: زيادة عدة كيلوغرامات في أيام قليلة تكون علامة على احتباس السوائل وليس زيادة الدهون.
• فقدان الشهية أو الغثيان: بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي.
• زيادة الحاجة إلى التبول ليلاً.
• صعوبة التركيز أو انخفاض اليقظة.

كيف اطمئن على صحة القلب؟: خطوات عملية للمتابعة

الاطمئنان على صحة القلب ليس مجرد التخلص من القلق، بل هو عملية استباقية تتضمن المراقبة والفحوصات المنتظمة. إليك دليل عملي يمكنك اتباعه:

1. الفحوصات المنزلية الأساسية:

• مراقبة ضغط الدم: استثمر في جهاز قياس ضغط دم منزلي موثوق. قم بقياس ضغطك بانتظام في نفس الوقت كل يوم. القراءة المثالية أقل من 120/80 ملم زئبقي.
• قياس معدل ضربات القلب (النبض): يمكنك قياس نبضك بسهولة بوضع إصبعين (السبابة والوسطى) على الشريان الكعبري في معصمك. عد النبضات لمدة 30 ثانية واضرب الناتج في 2. المعدل الطبيعي في حالة الراحة يتراوح بين 60 و 100 نبضة في الدقيقة.
• مراقبة وزنك: زيادة الوزن السريعة قد تكون علامة على احتباس السوائل، وهو مؤشر على مشاكل في القلب.

2. الفحوصات الطبية الدورية:

زيارة الطبيب بانتظام هي حجر الزاوية للحفاظ على صحة القلب. تشمل الفحوصات الروتينية:

• فحص الدهون (Lipid Profile): يقيس مستويات الكوليسترول الكلي، الكوليسترول الضار (LDL)، الكوليسترول الجيد (HDL)، والدهون الثلاثية.
• فحص سكر الدم: للكشف عن مرض السكري أو مقدماته، حيث أن السكري عامل خطر رئيسي لأمراض القلب.
• تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG): يسجل النشاط الكهربائي للقلب. هو فحص سريع وغير مؤلم يمكنه الكشف عن مشاكل مثل اضطرابات النظم، علامات نقص التروية، أو تضخم عضلة القلب.

3. الفحوصات المتقدمة (عند الحاجة):

إذا كانت لديك أعراض أو عوامل خطر، قد يطلب طبيبك فحوصات أكثر تخصصاً:

• مخطط صدى القلب (الإيكو): يستخدم الموجات فوق الصوتية لإنشاء صور متحركة للقلب. يُظهر حجم وشكل حجرات القلب، وكفاءة الضخ (الكسر القذفي)، وحالة الصمامات.
• اختبار الجهد (Stress Test): يتم فيه مراقبة القلب عبر تخطيط كهربية القلب أثناء المشي على جهاز المشي الكهربائي. يكشف عن كيفية استجابة القلب للإجهاد البدني وما إذا كان هناك نقص في تدفق الدم.
• مراقبة هولتر (Holter Monitor): جهاز محمول ترتديه لمدة 24-48 ساعة لتسجيل كل نبضة قلب، وهو مفيد جداً في تشخيص اضطرابات النظم المتقطعة.
• الأشعة المقطعية للشرايين التاجية (CT Angiography): فحص تصويري متقدم يمكنه الكشف عن تراكم الترسبات الكلسية والدهنية في شرايين القلب.
• قسطرة القلب (Cardiac Catheterization): يعتبر المعيار الذهبي لتشخيص مرض الشريان التاجي. يتم إدخال أنبوب رفيع عبر شريان في الذراع أو الفخذ للوصول إلى شرايين القلب وحقن صبغة لتصوير أي انسدادات.

ما هي علامات سلامة القلب؟

امتلاك قلب سليم ليس مجرد غياب للمرض، بل هو حالة من الكفاءة والحيوية. إليك بعض العلامات التي تشير إلى أن قلبك في حالة جيدة:

1. معدل نبض طبيعي في الراحة: كما ذكرنا، بين 60 و 100 نبضة في الدقيقة. الرياضيون غالبًا ما يكون لديهم معدل أبطأ (40-60)، وهذا دليل على كفاءة القلب.
2. ضغط دم صحي: الحفاظ على ضغط دم أقل من 120/80 ملم زئبقي يقلل بشكل كبير من العبء على القلب والأوعية الدموية.
3. القدرة على التحمل البدني: إذا كنت تستطيع ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة (مثل المشي السريع أو صعود عدة طوابق) دون الشعور بألم في الصدر، أو ضيق شديد في التنفس، أو دوار، فهذه علامة ممتازة.
4. سرعة استعادة النبض الطبيعي: بعد التمرين، يعود معدل ضربات القلب السليم إلى طبيعته بسرعة. كلما كان التعافي أسرع، كان القلب أكثر لياقة.
5. مستويات طاقة جيدة: عندما يعمل القلب بكفاءة، تحصل خلايا الجسم على ما يكفي من الأكسجين، مما يمنحك شعوراً بالنشاط والحيوية طوال اليوم.
6. نتائج فحوصات دم سليمة: مستويات طبيعية من الكوليسترول وسكر الدم.

أمراض القلب: عندما يواجه المحرك تحديات

أمراض القلب ليست مرضاً واحداً، بل هي مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على بنية القلب ووظيفته. فهم هذه الأمراض هو الخطوة الأولى نحو الوقاية والعلاج الفعال.

1. مرض الشريان التاجي (Coronary Artery Disease – CAD)

هو النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب. يحدث عندما تتراكم اللويحات (تتكون من الكوليسترول ومواد أخرى) داخل الشرايين التاجية التي تزود عضلة القلب بالدم. هذه العملية تسمى “تصلب الشرايين”. مع مرور الوقت، يمكن أن تضيق هذه اللويحات الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب (نقص التروية)، ويؤدي إلى ألم في الصدر (ذبحة صدرية). إذا تمزقت اللويحة، يمكن أن تتكون جلطة دموية تسد الشريان تمامًا، مما يسبب نوبة قلبية.

2. النوبة القلبية (Heart Attack)

تحدث النوبة القلبية، أو “احتشاء عضلة القلب“، عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب فجأة، عادة بسبب جلطة دموية. إذا لم يتم استعادة تدفق الدم بسرعة، يبدأ هذا الجزء من عضلة القلب في الموت. النوبة القلبية هي حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا.

ما هي العلامات قبل حدوث الجلطة؟

في كثير من الأحيان، لا تحدث النوبة القلبية “فجأة”. قد يرسل الجسم إشارات تحذيرية قبل أسابيع أو حتى أشهر. تجاهل هذه العلامات قد يكون له عواقب وخيمة. تشمل العلامات التحذيرية المبكرة:

• ذبحة صدرية غير مستقرة: ألم في الصدر يحدث بشكل متكرر، أو بشدة أكبر، أو أثناء الراحة، أو يستمر لفترة أطول من المعتاد.
• تعب غير عادي: الشعور بإرهاق شديد ومفاجئ يستمر لأيام.
• ضيق في التنفس: صعوبة في التنفس مع مجهود بسيط.
• ألم في مناطق أخرى: ألم في الفك، الرقبة، الظهر، أو المعدة.
• صعوبة في النوم أو القلق.

التعرف على هذه الأعراض والتوجه للطبيب يمكن أن يمنع حدوث نوبة قلبية كاملة.

3. فشل القلب (Heart Failure)

كما ذكرنا سابقًا، هو حالة مزمنة لا يستطيع فيها القلب ضخ الدم بكفاءة. يمكن أن يحدث بسبب تلف عضلة القلب من نوبة قلبية سابقة، أو ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة، أو مشاكل في صمامات القلب.

4. اضطرابات نظم القلب (Arrhythmia)

هي أي مشكلة في معدل أو إيقاع نبضات القلب. قد ينبض القلب بسرعة كبيرة (تسرع القلب)، أو ببطء شديد (بطء القلب)، أو بشكل غير منتظم. أشهر أنواعها هو “الرجفان الأذيني”، الذي يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية.

5. أمراض صمامات القلب (Valvular Heart Disease)

تحدث عندما لا تعمل واحدة أو أكثر من صمامات القلب الأربعة بشكل صحيح. قد تكون المشكلة تضيقًا (Stenosis)، حيث لا يفتح الصمام بالكامل، أو قصورًا (Regurgitation)، حيث لا يغلق الصمام بإحكام ويتسرب الدم إلى الوراء.

6. اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy)

هو مرض يصيب عضلة القلب نفسها، مما يجعلها متضخمة أو متصلبة أو ضعيفة. هذا يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم ويمكن أن يؤدي إلى فشل القلب واضطرابات النظم.

ما هي أعراض تعب عضلة القلب؟

أعراض اعتلال عضلة القلب تشبه إلى حد كبير أعراض فشل القلب، لأن ضعف العضلة هو الذي يؤدي في النهاية إلى الفشل. وتشمل:

• ضيق في التنفس مع المجهود أو عند الراحة.
• تورم في الساقين والكاحلين والقدمين.
• انتفاخ في البطن بسبب تراكم السوائل.
• سعال أثناء الاستلقاء.
• تعب شديد.
• خفقان أو الشعور بنبضات قلب سريعة.
• ألم في الصدر.
• دوار أو إغماء.

القلب والجانب النفسي: علاقة وثيقة ومتبادلة

العلاقة بين العقل والقلب ليست مجرد تعبير مجازي، بل هي حقيقة بيولوجية. يمكن أن يؤثر التوتر والقلق والخوف بشكل مباشر على صحة القلب، وفي المقابل، يمكن أن تسبب أمراض القلب ضغطًا نفسيًا هائلاً.

ما هي أعراض التوتر والقلق على القلب؟

عندما تشعر بالتوتر أو القلق، يطلق جسمك هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول. هذه الهرمونات تسبب استجابة “الكر أو الفر”، والتي تؤدي إلى:

• زيادة معدل ضربات القلب: لتوصيل الدم بسرعة إلى العضلات.
• ارتفاع ضغط الدم: لتكون جاهزًا للعمل.
• خفقان القلب: قد تشعر بنبضات قوية أو غير منتظمة.
• ألم في الصدر: يمكن أن يسبب التوتر تشنجًا في عضلات الصدر، مما يحاكي ألم القلب.

التعرض لهذه الحالة بشكل مزمن يمكن أن يرهق القلب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.

كيف أعرف أن ألم القلب من التوتر؟

التمييز بين ألم الصدر الناجم عن القلق وألم النوبة القلبية قد يكون صعبًا ومخيفًا، والقاعدة الذهبية هي: عند الشك، اطلب المساعدة الطبية الطارئة فورًا. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات التي قد تساعد في التمييز:

تذكير مهم: هذه الفروقات ليست مطلقة. لا تحاول تشخيص نفسك. إذا كان لديك ألم في الصدر، تعامل معه على أنه حالة طارئة.

ما هي أعراض وسواس مرض القلب (رهاب القلب)؟

وسواس مرض القلب، أو “Cardiophobia”، هو نوع من اضطراب القلق حيث يعيش الشخص في خوف دائم ومبالغ فيه من الإصابة بمرض في القلب أو نوبة قلبية. هذا الخوف يسيطر على حياته بالرغم من تأكيدات الأطباء والفحوصات السليمة.

علامات وسواس مرض القلب:

• التركيز المفرط على أحاسيس الجسم: تفسير أي نبضة قلب سريعة، أو وخزة في الصدر، أو شعور بالدوار على أنه علامة مؤكدة على كارثة وشيكة.
• الفحص المتكرر للنبض وضغط الدم: هوس بقياس العلامات الحيوية عدة مرات في اليوم.
• تجنب الأنشطة: الخوف من ممارسة الرياضة أو أي نشاط قد يزيد من معدل ضربات القلب.
• البحث المستمر عن الطمأنينة: زيارة غرف الطوارئ والأطباء بشكل متكرر، وإجراء العديد من الفحوصات دون الاقتناع بالنتائج.
• البحث المفرط على الإنترنت: قضاء ساعات في البحث عن أعراض أمراض القلب، مما يزيد من القلق.

هذه الحالة تتطلب علاجًا نفسيًا، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، لمساعدة الشخص على كسر دائرة الخوف والقلق.

كيف أزيل الخوف من قلبي؟

إدارة الخوف والقلق المتعلق بصحة القلب تتطلب نهجًا متعدد الجوانب:

1. احصل على تقييم طبي شامل: الخطوة الأولى هي استبعاد أي مشكلة جسدية حقيقية. قم بزيارة طبيب قلب موثوق وقم بإجراء الفحوصات اللازمة. عندما يؤكد لك الطبيب أن قلبك سليم، حاول أن تثق في هذا التشخيص.
2. اطلب المساعدة النفسية: التحدث مع معالج نفسي متخصص في القلق يمكن أن يساعدك على فهم جذور خوفك وتعلم استراتيجيات للتعامل معه.
3. مارس تقنيات الاسترخاء: تعلم وممارسة تقنيات مثل التنفس العميق، والتأمل، واليقظة الذهنية يمكن أن تهدئ الجهاز العصبي وتقلل من الأعراض الجسدية للقلق.
4. مارس الرياضة بانتظام: قد يبدو هذا مخيفًا في البداية، لكن البدء بتمارين خفيفة وزيادتها تدريجيًا (بعد موافقة طبيبك) يمكن أن يثبت لك أن قلبك قوي وقادر على التحمل، بالإضافة إلى أن الرياضة تفرز الإندورفينات التي تحسن المزاج.
5. قلل من استهلاك الكافيين والمنبهات: يمكن أن تزيد هذه المواد من معدل ضربات القلب وتفاقم القلق.
6. تحدى الأفكار السلبية: عندما تأتيك فكرة كارثية عن قلبك، اسأل نفسك: “ما هو الدليل على صحة هذه الفكرة؟ وما هو الدليل ضدها؟”.

كيف تختبر صحة قلبك في البيت؟

بينما لا يمكن للفحوصات المنزلية أن تحل محل التقييم الطبي، إلا أنها يمكن أن تعطيك فكرة عامة عن لياقة القلب والأوعية الدموية. إليك بعض الاختبارات البسيطة:

• اختبار صعود الدرج: حاول صعود أربعة طوابق (حوالي 60 درجة) بوتيرة سريعة ولكن ثابتة. إذا تمكنت من القيام بذلك في أقل من دقيقة ونصف دون الحاجة إلى التوقف بسبب ضيق التنفس الشديد أو ألم الصدر، فهذا مؤشر جيد على صحة القلب.
• اختبار استعادة النبض: قم بتمرين متوسط الشدة لمدة دقيقة (مثل القفز في المكان). قس نبضك مباشرة بعد التوقف، ثم مرة أخرى بعد دقيقة واحدة. كلما كان الانخفاض في عدد النبضات أكبر خلال هذه الدقيقة، كان قلبك أكثر صحة. انخفاض 15-20 نبضة يعتبر جيدًا، وأكثر من ذلك أفضل.
• اختبار الخصر إلى الورك: قس محيط خصرك عند أضيق نقطة، ومحيط وركيك عند أوسع نقطة. اقسم قياس الخصر على قياس الورك. النسبة الصحية يجب أن تكون أقل من 0.9 للرجال وأقل من 0.85 للنساء. النسبة الأعلى تشير إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، وهو عامل خطر كبير لأمراض القلب.

هذه الاختبارات للمعلومات العامة فقط ولا ينبغي الاعتماد عليها للتشخيص.

عشر حقائق مثيرة للاهتمام قد لا تعرفها عن القلب

1. حجم العمل الهائل: يضخ القلب حوالي 7,500 لتر من الدم يوميًا، وهو ما يكفي لملء حمام سباحة صغير كل بضعة أسابيع.
2. شبكة طرق سريعة: لو قمت بمد جميع الأوعية الدموية في جسمك (الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية) في خط مستقيم، فإنها ستلتف حول الأرض أكثر من مرتين.
3. قلب أكبر: قلب المرأة ينبض عادة أسرع قليلاً من قلب الرجل، ولكنه أصغر حجمًا.
4. الضحك هو أفضل دواء: الضحك الصادق يمكن أن يزيد من تدفق الدم بنسبة 20% عن طريق إرخاء بطانة الأوعية الدموية.
5. كهرباء ذاتية: يمتلك القلب نظامًا كهربائيًا خاصًا به، ولهذا السبب يمكنه الاستمرار في النبض حتى لو تم فصله عن الجسم، طالما أنه يحصل على الأكسجين.
6. ليس في اليسار تمامًا: كما ذكرنا، القلب يقع في المنتصف ويميل إلى اليسار. وفي حالات نادرة جدًا (حالة تسمى “انعكاس وضع الأحشاء”)، يمكن أن يميل القلب إلى اليمين.
7. أول عملية قلب مفتوح: أجراها الدكتور دانيال هيل ويليامز في عام 1893.
8. أكبر قلب في العالم: ينتمي إلى الحوت الأزرق، حيث يزن أكثر من 600 كيلوغرام ويمكن أن يضخ الدم عبر شرايين واسعة بما يكفي لسباحة إنسان بداخلها.
9. صوت النبض: صوت “الدق-دق” الذي نسمعه ليس صوت انقباض العضلة، بل هو صوت إغلاق صمامات القلب.
10. القلب المكسور حقيقة: “متلازمة القلب المكسور” أو “اعتلال تاكوتسوبو لعضلة القلب” هي حالة طبية حقيقية يمكن أن يسببها الإجهاد العاطفي الشديد (مثل فقدان شخص عزيز)، وتؤدي إلى ضعف مفاجئ ومؤقت في عضلة القلب.