سرطان عنق الرحم: الأعراض المبكرة

سرطان عنق الرحم: الأعراض المبكرة

مقدمة حول سرطان عنق الرحم

هل شعرتِ يومًا بالقلق حيال صحتكِ النسائية؟ هل سمعتِ عن سرطان عنق الرحم وتتساءلين عن علاماته الأولى؟ أنتِ لستِ وحدكِ. يعد فهم هذا المرض خطوة أساسية نحو حماية نفسكِ. في هذا المقال الشامل، سنأخذ بيدكِ خطوة بخطوة لنكشف لكِ كل ما تحتاجين معرفته عن سرطان عنق الرحم، بدءًا من الأعراض الخفية التي قد لا تنتبهين إليها، وصولًا إلى أحدث طرق التشخيص والعلاج، والأهم من ذلك، كيف يمكنكِ الوقاية منه بفعالية. هدفنا هو تزويدكِ بمعلومات طبية دقيقة ومبسطة، لتكوني على دراية كاملة بصحتكِ وتمتلكين زمام المبادرة.

إجابات سريعة حول سرطان عنق الرحم

  • ما هي الأعراض الأولى لسرطان عنق الرحم؟

    غالبًا لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة جدًا. لكن أولى العلامات التي قد تظهر تشمل نزيفًا مهبليًا غير طبيعي (بعد الجماع، بين الدورات الشهرية، أو بعد انقطاع الطمث)، وإفرازات مهبلية مائية أو دموية ذات رائحة كريهة، وألم في الحوض أو أثناء الجماع.

  • هل سرطان عنق الرحم خطير؟

    نعم، يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكرًا. لكن الخبر السار هو أن سرطان عنق الرحم يعد من أكثر أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها وعلاجها بنجاح عند اكتشافه في مراحله الأولى، حيث تصل نسبة الشفاء إلى أكثر من 90%.

  • ما هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم؟

    السبب الرئيسي هو الإصابة طويلة الأمد بأنواع معينة عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري، وهو فيروس شائع جدًا ينتقل عبر الاتصال الجنسي. معظم إصابات هذا الفيروس تزول من تلقاء نفسها، لكن بعضها قد يستمر ويسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم تؤدي إلى السرطان.

  • كيف يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟

    أفضل طرق الوقاية هي الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وإجراء فحوصات مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري بانتظام للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في الخلايا قبل أن تتحول إلى سرطان.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

لفهم هذا المرض، لنتعرف أولًا على “عنق الرحم“. إنه الجزء السفلي والضيق من الرحم، والذي يصله بالمهبل. سرطان عنق الرحم هو نمو غير طبيعي وخبيث للخلايا في هذه المنطقة. يبدأ هذا المرض ببطء شديد، حيث تحدث تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم تُعرف بـ “خلل التنسج”. هذه المرحلة تسمى “مرحلة ما قبل السرطان“. إذا لم يتم اكتشاف هذه التغيرات وعلاجها، يمكن أن تتطور بمرور الوقت، الذي قد يمتد لسنوات، لتتحول إلى خلايا سرطانية تبدأ في النمو والانتشار.

الجميل في الأمر أن هذه العملية البطيئة تمنحنا فرصة ذهبية لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة جدًا، أو حتى في مرحلة ما قبل السرطان، من خلال الفحوصات الدورية، مما يجعل علاجه أسهل وأكثر فعالية.

أعراض سرطان عنق الرحم

من أهم التحديات التي تواجه التشخيص المبكر لـ سرطان عنق الرحم هو أنه غالبًا ما يكون “صامتًا” في مراحله الأولى. هذا يعني أنه لا يسبب أي أعراض ملحوظة. ولهذا السبب، تُعد الفحوصات الدورية حجر الزاوية في الوقاية. ومع ذلك، مع تقدم المرض، تبدأ بعض العلامات بالظهور. من الضروري الانتباه لهذه الأعراض وعدم تجاهلها.

أعراض سرطان عنق الرحم المبكرة التي يجب ألا تتجاهليها

عندما يبدأ الورم في النمو، قد تلاحظين بعض التغييرات. هذه هي أعراض سرطان عنق الرحم المبكرة الأكثر شيوعًا:

  • نزيف مهبلي غير طبيعي: هذه هي العلامة الأكثر شيوعًا. قد يظهر النزيف في الحالات التالية:
    • بين فترات الدورة الشهرية المعتادة.
    • بعد ممارسة العلاقة الزوجية (نزيف ما بعد الجماع).
    • بعد انقطاع الطمث.
    • دورات شهرية تكون أكثر غزارة أو أطول من المعتاد.
    • نزيف بعد الغسل المهبلي أو فحص الحوض.
  • إفرازات مهبلية غير عادية: قد تلاحظين إفرازات تختلف عن المعتاد. يمكن أن تكون هذه الإفرازات:
    • مائية أو شفافة.
    • مختلطة بالدم (بنية أو وردية اللون).
    • ذات رائحة كريهة أو غير مألوفة.
  • ألم في الحوض أو أثناء الجماع: الشعور بألم أو عدم راحة في منطقة الحوض ليس طبيعيًا دائمًا. قد يكون الألم علامة على وجود مشكلة، خاصة إذا كان يحدث بشكل متكرر أثناء العلاقة الزوجية (عسر الجماع).

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون ناجمة عن حالات طبية أخرى أقل خطورة، مثل الالتهابات أو الأورام الليفية. لكن القاعدة الذهبية هي: لا تفترضي السبب بنفسكِ. إذا لاحظتِ أيًا من هذه العلامات، خاصة إذا كانت جديدة أو مستمرة، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة.

أعراض سرطان عنق الرحم للمتزوجة

بالنسبة للمرأة المتزوجة، قد تكون بعض الأعراض أكثر وضوحًا. أهم عرض يجب الانتباه إليه هو النزيف بعد الجماع. هذا العرض يُعد علامة تحذيرية قوية ولا يجب إهماله أبدًا، حتى لو كان بكميات قليلة جدًا. كذلك، الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية يمكن أن يكون مؤشرًا هامًا لوجود تغيرات في عنق الرحم تستدعي الفحص الطبي.

أعراض سرطان عنق الرحم المتقدمة

إذا لم يتم تشخيص سرطان عنق الرحم وعلاجه، يمكن أن ينمو وينتشر إلى الأنسجة والأعضاء المجاورة، وفي هذه الحالة تظهر أعراض أكثر شدة وخطورة، تُعرف بـ أعراض سرطان عنق الرحم المتأخرة. وتشمل:

  • ألم مستمر في الظهر أو الساقين: يحدث هذا عندما يضغط الورم على الأعصاب في منطقة الحوض أو العمود الفقري.
  • تورم في إحدى الساقين أو كلتيهما (وذمة لمفية): يحدث هذا نتيجة انسداد الأوعية اللمفاوية بسبب انتشار السرطان، مما يعيق تصريف السوائل من الساقين.
  • فقدان الوزن غير المبرر والتعب الشديد: يستهلك السرطان طاقة الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وفقدان الوزن دون اتباع حمية غذائية.
  • تسرب البول أو البراز من المهبل: في حالات نادرة ومتقدمة جدًا، يمكن أن يتسبب السرطان في تكوين فتحة غير طبيعية (ناسور) بين المهبل والمثانة أو المستقيم.
  • وجود دم في البول (بيلة دموية).
  • صعوبة في التبول أو التبرز وألم أثناءهما.
  • كسور في العظام: إذا انتشر السرطان إلى العظام.
إقرأ أيضاً:  متلازمة تكيس المبايض: الأعراض والعلاج

أسباب سرطان عنق الرحم وعوامل الخطر

الآن بعد أن تعرفنا على الأعراض، من المهم أن نفهم “لماذا” يحدث هذا المرض. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذه التغيرات الخلوية الخطيرة؟

السبب الرئيسي: فيروس الورم الحليمي البشري

السبب الرئيسي والمباشر لـ 99% من حالات سرطان عنق الرحم هو الإصابة بعدوى طويلة الأمد (مزمنة) بأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري. إليكِ بعض الحقائق المهمة عن هذا الفيروس:

  • إنه فيروس شائع جدًا، يصيب معظم الأشخاص النشطين جنسيًا في مرحلة ما من حياتهم.
  • ينتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي، بما في ذلك التلامس الجلدي في المنطقة التناسلية.
  • يوجد أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس. معظمها غير ضار ويسبب فقط الثآليل التناسلية أو لا يسبب أي أعراض على الإطلاق.
  • حوالي 14 نوعًا فقط تُصنف على أنها “عالية الخطورة” لأنها يمكن أن تسبب السرطان. النوعان 16 و 18 هما المسؤولان عن حوالي 70% من حالات سرطان عنق الرحم.
  • في معظم الحالات (أكثر من 90%)، يقوم جهاز المناعة في الجسم بالتخلص من الفيروس بشكل طبيعي في غضون عام إلى عامين دون أن يسبب أي مشاكل.
  • المشكلة تحدث عندما يفشل الجسم في التخلص من العدوى، وتستمر لسنوات طويلة. هذه العدوى المزمنة يمكن أن تتسبب في تحول الخلايا الطبيعية في عنق الرحم إلى خلايا غير طبيعية (ما قبل سرطانية)، ومن ثم إلى خلايا سرطانية.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة

الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري لا تعني حتمًا الإصابة بالسرطان. هناك عوامل أخرى تزيد من خطر تحول العدوى إلى مرض خطير. هذه العوامل تجعل الجسم أقل قدرة على محاربة الفيروس أو تزيد من فرصة التعرض له. تشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • ضعف الجهاز المناعي: النساء اللواتي يعانين من ضعف في جهاز المناعة (بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” أو تناول أدوية مثبطة للمناعة بعد زراعة الأعضاء) يكنّ أكثر عرضة لتطور العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري إلى سرطان.
  • التدخين: النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بـ سرطان عنق الرحم بمرتين مقارنة بغير المدخنات. المواد الكيميائية الموجودة في التبغ تضعف جهاز المناعة وتضر بالحمض النووي لخلايا عنق الرحم، مما يسهل على الفيروس إحداث تغييرات سرطانية.
  • الإصابة بأمراض أخرى منقولة جنسيًا: وجود عدوى أخرى مثل الكلاميديا أو الهربس التناسلي قد يزيد من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وتطوره.
  • تعدد الشركاء الجنسيين: كلما زاد عدد الشركاء الجنسيين للمرأة (أو لشريكها)، زاد خطر تعرضها لأنواع مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري.
  • بدء النشاط الجنسي في سن مبكرة: النساء اللواتي يبدأن النشاط الجنسي قبل سن 18 عامًا يكنّ أكثر عرضة للإصابة.
  • تاريخ الحمل والإنجاب: النساء اللواتي أنجبن ثلاث مرات أو أكثر لديهن خطر متزايد قليلًا.
  • استخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة: استخدام حبوب منع الحمل لمدة 5 سنوات أو أكثر قد يزيد بشكل طفيف من الخطر، ولكن هذا الخطر يتناقص بعد التوقف عن استخدامها.
  • النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي يفتقر إلى الفواكه والخضروات قد يلعب دورًا في زيادة المخاطر.
  • تاريخ عائلي للمرض: إذا كانت والدتك أو أختك قد أصيبت بـ سرطان عنق الرحم، فقد يكون لديك خطر أعلى قليلًا.

كيف يتم تشخيص سرطان عنق الرحم؟

التشخيص هو رحلة تبدأ بالشك في وجود مشكلة وتنتهي بتأكيدها وتحديد طبيعتها. نظرًا لأن الأعراض المبكرة قد تكون غائبة، فإن الفحوصات المنتظمة هي الطريقة الأكثر فعالية للكشف المبكر. إليك الخطوات التي يتبعها الأطباء:

1. الفحوصات الدورية

هذه الفحوصات لا تشخص السرطان مباشرة، بل تبحث عن التغيرات الخلوية التي قد تؤدي إليه، مما يسمح بالتدخل المبكر.

  • مسحة عنق الرحم: هي الإجراء الأكثر شهرة. يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة ناعمة أو ملعقة صغيرة. يتم إرسال هذه العينة إلى المختبر لفحصها تحت المجهر للبحث عن أي خلايا غير طبيعية أو محتملة التسرطن.
  • اختبار فيروس الورم الحليمي البشري: يشبه هذا الاختبار مسحة عنق الرحم، حيث يتم أخذ عينة من خلايا عنق الرحم، ولكن يتم فحصها للبحث عن الحمض النووي للأنواع عالية الخطورة من الفيروس. يُنصح بهذا الاختبار للنساء فوق سن 30 عامًا، وغالبًا ما يتم إجراؤه مع مسحة عنق الرحم (يُعرف بالاختبار المشترك).

إذا كانت نتائج هذه الفحوصات غير طبيعية، فهذا لا يعني بالضرورة وجود سرطان، بل يعني فقط أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الفحوصات لتحديد طبيعة هذه التغيرات.

2. الفحوصات التشخيصية المتقدمة

إذا أظهرت الفحوصات الأولية وجود خلايا غير طبيعية، سيطلب الطبيب إجراءات أكثر دقة:

  • تنظير المهبل: يستخدم الطبيب جهازًا مكبرًا خاصًا يسمى “منظار المهبل” لفحص عنق الرحم عن قرب. هذا الجهاز لا يدخل الجسم، بل يبقى في الخارج ويوفر رؤية مكبرة ومضيئة لسطح عنق الرحم. قد يضع الطبيب محلول الخل أو اليود على عنق الرحم، مما يساعد على إبراز المناطق غير الطبيعية.
  • الخزعة: هذا هو الإجراء الوحيد الذي يمكنه تأكيد تشخيص سرطان عنق الرحم بشكل قاطع. أثناء تنظير المهبل، إذا رأى الطبيب منطقة مشبوهة، سيقوم بأخذ قطعة صغيرة جدًا من الأنسجة (خزعة) وإرسالها إلى المختبر لتحليلها بواسطة أخصائي علم الأمراض.
  • الكشط من باطن عنق الرحم: في بعض الأحيان، قد يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة من داخل قناة عنق الرحم باستخدام أداة صغيرة تسمى “مكحت”.

3. تحديد مرحلة المرض

إذا أكدت الخزعة وجود سرطان، فإن الخطوة التالية هي تحديد مرحلة المرض. تحديد المرحلة يعني معرفة حجم الورم ومدى انتشاره. هذا الأمر بالغ الأهمية لتحديد خطة العلاج المناسبة. قد تشمل فحوصات تحديد المرحلة ما يلي:

  • الفحص السريري تحت التخدير.
  • فحوصات التصوير: مثل التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • فحوصات أخرى: مثل تنظير المثانة أو تنظير المستقيم لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى هذه الأعضاء.

مراحل سرطان عنق الرحم

يتم تصنيف سرطان عنق الرحم إلى أربع مراحل رئيسية:

  • المرحلة الأولى: يكون السرطان محصورًا تمامًا في عنق الرحم.
  • المرحلة الثانية: ينتشر السرطان خارج عنق الرحم إلى الأنسجة المجاورة، ولكنه لم يصل إلى جدار الحوض أو الجزء السفلي من المهبل.
  • المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى جدار الحوض أو الجزء السفلي من المهبل، أو يسبب مشاكل في الكلى.
  • المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة مثل المثانة، المستقيم، الرئتين، الكبد، أو العظام (مرحلة النَقائِل).
إقرأ أيضاً:  حساب أيام التبويض: لزيادة فرص الحمل

علاج سرطان عنق الرحم: الخيارات المتاحة

يعتمد اختيار علاج سرطان عنق الرحم على عدة عوامل، أهمها مرحلة المرض، حجم الورم، عمر المريضة، حالتها الصحية العامة، ورغبتها في الحفاظ على القدرة على الإنجاب في المستقبل. لحسن الحظ، هناك العديد من الخيارات العلاجية الفعالة.

1. علاج التغيرات ما قبل السرطانية

إذا تم اكتشاف خلايا غير طبيعية (خلل التنسج) ولكنها لم تتحول بعد إلى سرطان، يمكن علاجها بإجراءات بسيطة تهدف إلى إزالة أو تدمير هذه الخلايا لمنع تطورها:

  • الجراحة البردية: تجميد وتدمير الأنسجة غير الطبيعية باستخدام مسبار شديد البرودة.
  • الجراحة بالليزر: استخدام شعاع ليزر لتبخير (حرق) الخلايا غير الطبيعية.
  • إجراء الاستئصال الحلقي الكهربائي: استخدام حلقة سلكية رفيعة تحمل تيارًا كهربائيًا لقطع وإزالة الأنسجة غير الطبيعية. وهو الإجراء الأكثر شيوعًا.
  • استئصال المخروط: إزالة قطعة من الأنسجة على شكل مخروط من عنق الرحم تحتوي على الخلايا غير الطبيعية.

2. علاج السرطان في مراحله المبكرة

عندما يكون السرطان صغيرًا ومحصورًا في عنق الرحم (المرحلة الأولى)، غالبًا ما تكون الجراحة هي العلاج الرئيسي.

  • استئصال الرحم: هو استئصال الرحم وعنق الرحم. قد يكون بسيطًا (إزالة الرحم وعنق الرحم فقط) أو جذريًا (إزالة الرحم، عنق الرحم، جزء من المهبل، والعقد اللمفاوية المجاورة). استئصال الرحم يمنع المرأة من الحمل مستقبلًا.
  • استئصال عنق الرحم الجذري: هذا الخيار متاح لبعض النساء المصابات بسرطان في مرحلة مبكرة ويرغبن في الحفاظ على خصوبتهن. يقوم الجراح بإزالة عنق الرحم وجزء من المهبل والعقد اللمفاوية، ثم يعيد توصيل الرحم بالجزء المتبقي من المهبل. هذا الإجراء يسمح للمرأة بالحمل في المستقبل، ولكن الولادة يجب أن تكون قيصرية.

3. علاج السرطان في مراحله المتقدمة

عندما ينتشر السرطان خارج عنق الرحم (المراحل المتقدمة)، يصبح العلاج أكثر تعقيدًا ويشمل عادةً مزيجًا من العلاجات.

  • العلاج الإشعاعي: يستخدم أشعة عالية الطاقة (مثل الأشعة السينية) لقتل الخلايا السرطانية. يمكن أن يكون خارجيًا (من جهاز خارج الجسم) أو داخليًا (وضع مصدر إشعاعي داخل الجسم بالقرب من الورم). غالبًا ما يُستخدم مع العلاج الكيميائي.
  • العلاج الكيميائي: يستخدم أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. يُعطى عادةً عن طريق الوريد. يستخدم لعلاج السرطان المتقدم أو لزيادة فعالية العلاج الإشعاعي (يُعرف بالعلاج الكيميائي الإشعاعي المتزامن).
  • العلاج الموجه: هي أدوية تستهدف نقاط ضعف معينة في الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، دواء “بيفاسيزوماب” (اسمه التجاري أفاتسين) يمنع الأورام من تكوين أوعية دموية جديدة تحتاجها للنمو.
  • العلاج المناعي: هي أدوية تساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. دواء “بيمبروليزوماب” (اسمه التجاري كيترودا) هو مثال على هذا النوع من العلاج.

مضاعفات المرض والعلاج

يمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم ومضاعفاته بعض المشاكل الصحية طويلة الأمد، والتي قد تؤثر على جودة الحياة:

  • مشاكل في الخصوبة: استئصال الرحم أو العلاج الإشعاعي للحوض يؤدي إلى العقم.
  • انقطاع الطمث المبكر: العلاج الإشعاعي أو استئصال المبايض يمكن أن يسبب انقطاع الطمث وأعراضه مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل.
  • الوذمة اللمفية: تورم الساقين نتيجة لإزالة العقد اللمفاوية أو تضررها بالإشعاع.
  • تضيق المهبل: يمكن للعلاج الإشعاعي أن يسبب تليفًا وتضيقًا في المهبل، مما يجعل الجماع مؤلمًا.
  • آثار جانبية أخرى: مثل التعب المزمن، ومشاكل في الأمعاء أو المثانة.

من المهم التحدث مع فريق الرعاية الصحية حول هذه المضاعفات المحتملة وكيفية إدارتها.

الوقاية من سرطان عنق الرحم

الخبر الأجمل هو أن سرطان عنق الرحم يمكن الوقاية منه إلى حد كبير. إليكِ أقوى أسلحتكِ في هذه المعركة:

1. لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

هذا اللقاح هو إنجاز طبي هائل. إنه يحمي من الإصابة بالأنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري المسؤولة عن معظم حالات سرطان عنق الرحم.

  • لمن يوصى به؟ يوصى به للفتيات والفتيان في سن 11-12 عامًا. يمكن إعطاؤه أيضًا حتى سن 26 عامًا. وفي بعض الحالات، يمكن للبالغين حتى سن 45 عامًا الحصول عليه بعد استشارة الطبيب.
  • لماذا في سن مبكرة؟ يكون اللقاح أكثر فعالية عند إعطائه قبل بدء أي نشاط جنسي والتعرض للفيروس.
  • هل هو آمن؟ نعم، لقد ثبت أن اللقاح آمن وفعال للغاية بعد دراسات مكثفة وملايين الجرعات التي تم إعطاؤها حول العالم.

2. الفحوصات الدورية المنتظمة

حتى لو حصلتِ على اللقاح، لا تزال الفحوصات الدورية ضرورية. اللقاح لا يحمي من جميع أنواع الفيروس المسببة للسرطان. تشمل التوصيات العامة:

  • من سن 21 إلى 29: إجراء مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات.
  • من سن 30 إلى 65: الخيار المفضل هو إجراء “الاختبار المشترك” (مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري) كل 5 سنوات. أو يمكن الاستمرار على مسحة عنق الرحم وحدها كل 3 سنوات.
  • فوق سن 65: يمكن للمرأة التوقف عن إجراء الفحوصات إذا كانت نتائجها طبيعية باستمرار في السنوات العشر الماضية، وبعد استشارة الطبيب.

3. نمط حياة صحي

  • تجنب التدخين: الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل القرارات التي يمكنكِ اتخاذها لصحتكِ بشكل عام ولتقليل خطر الإصابة بهذا السرطان.
  • الممارسات الجنسية الآمنة: استخدام الواقي الذكري يقلل من خطر انتقال فيروس الورم الحليمي البشري، ولكنه لا يوفر حماية كاملة لأن الفيروس يمكن أن يصيب مناطق لا يغطيها الواقي.

الفرق بين سرطان عنق الرحم وسرطان الرحم

كثيرًا ما يحدث خلط بين “سرطان عنق الرحم” و”سرطان الرحم“. على الرغم من أن كليهما يصيب الجهاز التناسلي للمرأة، إلا أنهما مرضان مختلفان تمامًا من حيث الموقع والأسباب والأعراض.

وجه المقارنة سرطان عنق الرحم سرطان الرحم
الموقع يصيب الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل (عنق الرحم). يصيب بطانة الرحم الداخلية.
السبب الرئيسي عدوى مزمنة بفيروس الورم الحليمي البشري. خلل هرموني، غالبًا زيادة في هرمون الإستروجين دون وجود كمية كافية من البروجسترون لموازنته.
أكثر شيوعًا في النساء الأصغر سنًا (35-44 عامًا). النساء بعد انقطاع الطمث (متوسط العمر 60 عامًا).
الأعراض الرئيسية غالبًا لا توجد أعراض مبكرة. قد يظهر نزيف بعد الجماع، بين الدورات، وإفرازات غير طبيعية. العرض الرئيسي والأكثر شيوعًا (في 90% من الحالات) هو نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.
الفحص الدوري للوقاية فعال جدًا: مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري. لا يوجد فحص دوري روتيني موصى به للنساء اللواتي لا يعانين من أعراض.
الوقاية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري والفحوصات الدورية. الحفاظ على وزن صحي، إدارة مرض السكري، ومناقشة مخاطر وفوائد العلاج الهرموني مع الطبيب.
إقرأ أيضاً:  الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل

الأسئلة الشائعة حول سرطان عنق الرحم

هنا نجيب على بعض الأسئلة الأكثر إلحاحًا وتكرارًا حول هذا الموضوع.

ما هي أعراض سرطان عنق الرحم في المرحلة الأولى؟

في المرحلة الأولى، يكون السرطان صغيرًا جدًا ومحصورًا في عنق الرحم. في كثير من الأحيان، قد لا تكون هناك أي أعراض على الإطلاق، ويتم اكتشافه عن طريق الصدفة أثناء فحص دوري. إذا ظهرت أعراض، فهي نفس الأعراض المبكرة التي ذكرناها: نزيف مهبلي خفيف بعد الجماع أو بين الدورات، أو إفرازات مائية شفافة. هذه الأعراض الخفيفة هي سبب أهمية عدم تجاهل أي تغيير مهما كان بسيطًا.

ما لون إفرازات سرطان عنق الرحم؟

لا يوجد لون واحد محدد، فالأمر يختلف من امرأة لأخرى. لكن الإفرازات المرتبطة بـ سرطان عنق الرحم غالبًا ما تكون غير طبيعية بالنسبة لكِ. قد تكون:

  • شفافة ومائية.
  • بنية أو وردية اللون بسبب اختلاطها بكميات قليلة من الدم القديم أو الطازج.
  • شاحبة أو صفراوية.
  • أهم ما يميزها غالبًا هو استمراريتها ورائحتها الكريهة أو غير المألوفة.

هل سرطان عنق الرحم يحتاج إلى كيماوي؟

ليس دائمًا. العلاج الكيميائي ليس ضروريًا لكل حالات سرطان عنق الرحم. عادةً ما يتم استخدامه في الحالات التالية:

  • في المراحل المتقدمة من المرض عندما يكون السرطان قد انتشر.
  • بالتزامن مع العلاج الإشعاعي (يسمى العلاج الكيميائي الإشعاعي) لزيادة فعالية الإشعاع، وهو علاج شائع للمرض في مراحله المتوسطة.
  • لعلاج السرطان الذي عاد بعد العلاج الأولي.

في المراحل المبكرة جدًا، قد تكون الجراحة وحدها كافية.

هل سرطان عنق الرحم يمنع الحمل؟

يعتمد الأمر على نوع العلاج. بعض العلاجات تسبب العقم، بينما تسمح علاجات أخرى بالحمل مستقبلًا.

  • استئصال الرحم الجذري يزيل الرحم بالكامل، مما يعني استحالة الحمل.
  • العلاج الإشعاعي للحوض يؤدي إلى تلف المبايض والرحم، مما يسبب العقم.
  • استئصال عنق الرحم الجذري هو إجراء يحافظ على الرحم، مما يسمح بالحمل، ولكنه يزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.

إذا كانت الرغبة في الإنجاب أولوية، فمن الضروري مناقشة خيارات الحفاظ على الخصوبة مع الطبيب قبل بدء العلاج.

كيف أعرف أني سليمة من سرطان الرحم؟

للاطمئنان على صحة عنق الرحم، فإن الطريقة الأكثر موثوقية هي الالتزام بالفحوصات الدورية الموصى بها من قبل طبيبك (مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري). النتائج الطبيعية لهذه الفحوصات هي أفضل مؤشر على أن عنق الرحم لديكِ سليم. أما بالنسبة لسرطان بطانة الرحم، فلا يوجد فحص روتيني، ولكن العلامة الأهم التي تستدعي الفحص هي أي نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.

هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟

لا. الأورام الليفية (الفيبروم) هي أورام حميدة شائعة جدًا في الرحم، وهي لا تتحول إلى سرطان. ومع ذلك، هناك نوع نادر جدًا من السرطان يسمى “ساركوما ليفية” يمكن أن ينمو في جدار الرحم، وقد يتم الخلط بينه وبين الورم الليفي في البداية، ولكنه مرض مختلف تمامًا ونادر للغاية.

ما الفرق بين سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم؟

كما أوضحنا في الجدول أعلاه، الفرق الرئيسي يكمن في الموقع والسبب. سرطان عنق الرحم يبدأ في عنق الرحم وسببه الرئيسي فيروس الورم الحليمي البشري. أما سرطان الرحم (أو سرطان بطانة الرحم) فيبدأ في بطانة الرحم الداخلية وسببه الرئيسي خلل هرموني. الأعراض والفئة العمرية الأكثر تأثرًا تختلف أيضًا بشكل كبير.

نصائح للتعايش مع سرطان عنق الرحم

تلقي تشخيص السرطان يمكن أن يكون تجربة صعبة ومربكة. إليكِ بعض النصائح التي قد تساعدكِ خلال رحلة العلاج والتعافي:

  • ابحثي عن الدعم: لا تترددي في التحدث عن مشاعركِ مع عائلتكِ وأصدقائكِ. الانضمام إلى مجموعات دعم للنساء اللواتي يمررن بنفس التجربة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
  • ثقفي نفسك: كلما فهمتِ أكثر عن مرضكِ وخيارات العلاج، كلما شعرتِ بمزيد من السيطرة. اطرحي الأسئلة على فريقك الطبي.
  • اعتنِ بنفسكِ: حاولي تناول طعام صحي، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة بعض النشاط البدني الخفيف إذا سمح طبيبكِ بذلك.
  • تعاملي مع الآثار الجانبية: تحدثي مع طبيبكِ حول كيفية إدارة الآثار الجانبية للعلاج مثل الغثيان أو التعب.
  • اهتمي بصحتكِ النفسية: قد تحتاجين إلى التحدث مع مستشار نفسي أو أخصائي اجتماعي لمساعدتكِ على التعامل مع الجانب العاطفي للمرض.

المراجع العلمية

  1. منظمة الصحة العالمية (WHO) – سرطان عنق الرحم:يوفر معلومات شاملة حول عبء المرض العالمي واستراتيجيات الوقاية والعلاج.https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cervical-cancer
  2. المعهد الوطني للسرطان (NCI) – علاج سرطان عنق الرحم:دليل مفصل لخيارات العلاج حسب مرحلة المرض، مخصص للمهنيين الصحيين والمرضى.https://www.cancer.gov/types/cervical/patient/cervical-treatment-pdq
  3. مايو كلينك (Mayo Clinic) – سرطان عنق الرحم:نظرة عامة شاملة على المرض من الأعراض والتشخيص إلى العلاج والتعايش معه.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cervical-cancer/symptoms-causes/syc-20352501
  4. جمعية السرطان الأمريكية (ACS) – ما هو سرطان عنق الرحم؟:مقالات تفصيلية حول الأسباب وعوامل الخطر ومعدلات البقاء على قيد الحياة.https://www.cancer.org/cancer/types/cervical-cancer/about/what-is-cervical-cancer.html
  5. خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) – سرطان عنق الرحم:دليل شامل حول الأعراض، التشخيص، مراحل المرض، والعلاج المتاح عبر خدمة الصحة الوطنية.https://www.nhs.uk/conditions/cervical-cancer/

نصيحة طبية هامة

من المهم التأكيد على أن هذا المقال يقدم معلومات لأغراض التثقيف والتوعية الصحية فقط. المحتوى المذكور هنا، بما في ذلك سرطان عنق الرحم وأعراضه، لا يجب اعتباره بديلاً بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تتجاهل نصيحة طبيبك أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته هنا. استشر طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل دائمًا بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية قبل البدء في أي علاج جديد. للمزيد حول إخلاء المسؤولية الطبية.

مراجعة طبية

تمت مراجعة هذا المقال بواسطة دكتور نرمين – طبيبة بشرية وكاتبة محتوى طبي معتمدة وكاتبة المحتوى في موقع دكتور نرمين. للمزيد من التفاصيل حول سياسة المراجعة الطبية.

Avatar photo
دكتور نرمينطبيبة بشرية وكاتبة المحتوي في - موقع دكتور نرمين

طبيبة بشرية، خبرة سنوات في الطب العام. كاتبة محتوى طبي معتمدة ومتخصصة في تبسيط المفاهيم الطبية.

More Posts