التهابات المهبل: الأعراض والعلاج

التهابات المهبل: الأعراض والعلاج

مقدمة حول التهابات المهبل

تُعد التهابات المهبل من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تواجه النساء في مختلف مراحل حياتهن، وهي حالة قد تسبب الكثير من الإزعاج والقلق. على الرغم من كونها حالة شائعة، إلا أن الكثير من السيدات يشعرن بالحرج أو التردد في الحديث عنها أو طلب المساعدة الطبية، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة أو تكرارها. من هنا، تأتي أهمية فهم هذه الحالة بشكل معمق وواضح. في هذا المقال الشامل، سنأخذكِ في رحلة مفصلة داخل عالم صحة المرأة، لنستكشف كل ما يتعلق بموضوع التهابات المهبل، بدءًا من فهم طبيعة المهبل الصحية، وصولًا إلى أنواع الالتهابات المختلفة، أسبابها، أعراضها الدقيقة، طرق التشخيص الحديثة، وخيارات العلاج المتاحة، مع التركيز على نصائح عملية وفعالة للوقاية.

هدفنا هو تقديم مرجع طبي موثوق ومبسط، يزيل الغموض ويجيب على جميع تساؤلاتك بأسلوب إنساني وداعم، وكأنكِ في جلسة استشارية مع طبيبك. سواء كنتِ تعانين من أعراض حالية، أو تسعين لزيادة وعيك الصحي، فإن هذا الدليل مصمم خصيصًا لكِ.

إجابات سريعة

لمن تبحث عن إجابات مباشرة وسريعة، إليكِ خلاصة لأهم النقاط التي يغطيها هذا الدليل:

  • ما هي التهابات المهبل؟ هي حالة التهابية تصيب المهبل، تنتج عن عدوى (بكتيرية، فطرية، طفيلية) أو أسباب غير مُعدية (تحسس، تغيرات هرمونية)، وتؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الإفرازات غير الطبيعية، الحكة، والحرقة.
  • ما هي أبرز الأعراض؟ تغير في لون أو رائحة أو كمية الإفرازات المهبلية، حكة أو تهيج في منطقة المهبل والفرج، شعور بالحرقة أثناء التبول أو العلاقة الزوجية، وأحيانًا نزيف خفيف.
  • ما هي الأنواع الرئيسية؟ التهاب المهبل الجرثومي، عدوى الخميرة (الفطريات)، وداء المشعرات. بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل التهاب المهبل الضموري والتهابات غير معدية.
  • هل يمكن علاجها في المنزل؟ بعض الحالات الخفيفة من عدوى الخميرة يمكن علاجها بأدوية متاحة دون وصفة طبية بعد التشخيص الأول من الطبيب. لكن معظم الحالات، خاصة المتكررة أو غير الواضحة، تتطلب استشارة طبية لتحديد السبب الدقيق ووصف العلاج المناسب.
  • متى يجب زيارة الطبيب؟ يجب زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض لأول مرة، أو إذا كانت الأعراض شديدة، أو إذا لم تنجح العلاجات السابقة، أو في حالة الحمل، أو عند الشك في الإصابة بعدوى منقولة جنسيًا.

ما هو التهاب المهبل؟

قبل الخوض في تفاصيل التهابات المهبل، من الضروري فهم الطبيعة الفسيولوجية للمهبل الصحي. المهبل ليس مجرد قناة، بل هو نظام بيئي متوازن ومعقد يعتمد على توازن دقيق بين أنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة، بشكل أساسي البكتيريا النافعة.

البيئة المهبلية الطبيعية

المهبل الصحي هو موطن لمليارات البكتيريا، معظمها من فصيلة “العصيات اللبنية“. هذه البكتيريا النافعة تلعب دورًا حيويًا في حماية المهبل من العدوى من خلال آليتين رئيسيتين:

  1. إنتاج حمض اللاكتيك: تقوم العصيات اللبنية بتحويل الجليكوجين (نوع من السكر تخزنه خلايا بطانة المهبل بتأثير هرمون الإستروجين) إلى حمض اللاكتيك. هذا الحمض يجعل البيئة المهبلية حمضية. هذه الحموضة تشكل بيئة غير مناسبة لنمو معظم الكائنات المسببة للأمراض.
  2. إنتاج مواد أخرى مضادة للميكروبات: بالإضافة إلى حمض اللاكتيك، تنتج هذه البكتيريا النافعة مركبات أخرى مثل بيروكسيد الهيدروجين، والتي تساهم في قتل أو تثبيط نمو البكتيريا الضارة والفطريات.

إذًا، يمكن تشبيه العصيات اللبنية بـ “الجيش المدافع” عن المهبل. أي خلل في هذا التوازن الدقيق يمكن أن يفتح الباب أمام الميكروبات المسببة للمرض لتتكاثر وتسبب ما يُعرف بـ التهابات المهبل.

ما هي أنواع التهابات المهبل الأكثر شيوعاً؟

مصطلح “التهابات المهبل” هو مصطلح عام يشمل عدة حالات مختلفة، لكل منها سبب وأعراض وعلاج خاص بها. عدم التمييز بين هذه الأنواع هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل العلاجات المنزلية أو تكرار العدوى. فيما يلي تفصيل شامل لأكثر الأنواع شيوعًا:

1. التهاب المهبل الجرثومي

يُعتبر التهاب المهبل الجرثومي هو السبب الأكثر شيوعًا للإفرازات المهبلية غير الطبيعية لدى النساء في سن الإنجاب. من المهم أن نفهم أنه ليس “عدوى” بالمعنى التقليدي، بل هو “خلل في التوازن البكتيري“.

ما هو التهاب المهبل الجرثومي بالتحديد؟

يحدث هذا الالتهاب عندما يقل عدد بكتيريا العصيات اللبنية النافعة بشكل كبير، وتتكاثر أنواع أخرى من البكتيريا (تُعرف بالبكتيريا اللاهوائية) لتحل محلها. هذا التغيير يؤدي إلى ارتفاع درجة حموضة المهبل (تصبح أقل حمضية)، مما يخلق بيئة مثالية لنمو هذه البكتيريا “السيئة” وظهور الأعراض.

أعراض التهاب المهبل الجرثومي (البكتيريا المهبلية)

العلامة الأكثر تمييزًا لالتهاب المهبل الجرثومي هي:

  • إفرازات مهبلية: عادة ما تكون خفيفة إلى متوسطة الكثافة، ذات لون أبيض رمادي أو مائل للصفرة، وتتميز بأنها رقيقة ومائية.
  • رائحة كريهة ومميزة: العرض الأكثر إزعاجًا هو وجود رائحة “شبيهة برائحة السمك”، والتي تزداد وضوحًا وقوة بعد العلاقة الزوجية أو أثناء الدورة الشهرية. السبب في ذلك هو أن السائل المنوي والدم قلويان، وعند اختلاطهما بالإفرازات، يطلقان مركبات الأمينات المتطايرة المسببة للرائحة.
  • أعراض أخرى: على عكس عدوى الخميرة، فإن الحكة والالتهاب الشديدين ليسا من الأعراض الشائعة لالتهاب المهبل الجرثومي. قد تشعر بعض النساء بحرقة خفيفة أو تهيج، ولكن ليس بالضرورة. ومن الجدير بالذكر أن حوالي 50% من النساء المصابات قد لا تظهر عليهن أي أعراض على الإطلاق.

أسباب وعوامل خطر التهاب المهبل الجرثومي

السبب الدقيق لحدوث هذا الخلل غير مفهوم تمامًا، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببعض العوامل والممارسات التي تخل بالتوازن المهبلي:

  • الدش المهبلي: يُعتبر من أهم عوامل الخطر، حيث يقوم بغسل البكتيريا النافعة ويدفع بالبكتيريا الضارة إلى أعلى الجهاز التناسلي.
  • النشاط الجنسي: على الرغم من أنه ليس مرضًا منقولًا جنسيًا بشكل صارم، إلا أن النشاط الجنسي يمكن أن يغير بيئة المهبل. لا يصاب الرجال به ولكن يمكن أن يكونوا حاملين للبكتيريا المرتبطة به.
  • استخدام اللولب: بعض الدراسات تشير إلى وجود صلة بين استخدام اللولب وزيادة خطر الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي.
  • التدخين.
  • العوامل الوراثية والعرقية.

كيف يتم تشخيص التهاب المهبل الجرثومي؟

يجب توفر ثلاثة من أصل أربعة معايير لتأكيد التشخيص:

  1. إفرازات رقيقة ومتجانسة باللون الأبيض المائل للرمادي.
  2. درجة حموضة مهبلية أعلى من 4.5.
  3. رائحة كريهة “شبيهة بالسمك” عند إضافة محلول هيدروكسيد البوتاسيوم إلى عينة من الإفرازات (اختبار الشم).
  4. وجود “خلايا مؤشر” تحت المجهر، وهي خلايا طلائية مهبلية مغطاة بالبكتيريا.

علاج التهاب المهبل الجرثومي (البكتيريا المهبلية)

العلاج يهدف إلى القضاء على البكتيريا اللاهوائية الزائدة واستعادة التوازن. العلاج الأساسي هو المضادات الحيوية، والتي لا يجب تناولها إلا بوصفة طبية. “أفضل مضاد حيوي لعلاج التهابات المهبل” من هذا النوع يشمل:

  • ميترونيدازول: يمكن تناوله على شكل أقراص فموية لمدة 7 أيام، أو كجرعة واحدة كبيرة، أو على شكل جل مهبلي (مثل ميتروجيل) يوضع داخل المهبل لمدة 5 أيام. العلاج الفموي أكثر فعالية بشكل عام.
  • كليندامايسين: يتوفر على شكل كريم مهبلي (مثل كليوسين) يوضع لمدة 7 أيام، أو كبسولات فموية.
  • تينيدازول: مشابه للميترونيدازول ويؤخذ عن طريق الفم.

ملاحظة هامة: أثناء تناول الميترونيدازول أو التينيدازول، يجب الامتناع تمامًا عن تناول الكحول، حيث يمكن أن يسبب تفاعلًا شديدًا يشمل الغثيان والقيء وتشنجات البطن.

مضاعفات التهاب المهبل الجرثومي

قد يبدو التهاب المهبل الجرثومي مجرد إزعاج، ولكن تركه دون علاج، خاصة في حالات معينة، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة:

  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا: بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، الهربس، الكلاميديا، والسيلان.
  • مرض التهاب الحوض: يمكن للبكتيريا أن تنتقل من المهبل إلى الرحم وقناتي فالوب، مسببة عدوى وألمًا مزمنًا وقد تؤثر على الخصوبة.
  • مضاعفات الحمل: يزيد من خطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود عند الولادة، والتهاب المشيمة والسائل الأمنيوسي.

2. عدوى الخميرة المهبلية

تُعرف أيضًا باسم “فطريات التهابات المهبل“، وهي ثاني أكثر أنواع “التهابات المهبل” شيوعًا. تُصاب بها حوالي 3 من كل 4 نساء مرة واحدة على الأقل في حياتهن. هذه العدوى ناتجة عن فرط نمو نوع من الفطريات يسمى “المبيضات“.

ما هي عدوى المبيضات أو “الخميرة”؟

فطريات المبيضات، وخاصة نوع “المبيضة البيضاء“، توجد بشكل طبيعي وبكميات قليلة في المهبل والفم والجهاز الهضمي لدى معظم الناس الأصحاء، دون أن تسبب أي مشاكل. تحدث العدوى عندما يتغير التوازن في البيئة المهبلية مما يسمح لهذه الفطريات بالتكاثر بشكل مفرط.

أعراض فطريات التهابات المهبل

الأعراض الكلاسيكية لعدوى الخميرة مميزة جدًا وغالبًا ما تكون شديدة الإزعاج:

  • حكة شديدة: هو العرض الأبرز والأكثر شيوعًا. يمكن أن تكون الحكة داخلية في المهبل وخارجية في منطقة الفرج (الشفرتين).
  • إفرازات مهبلية: تتميز بأنها سميكة وبيضاء، وغالبًا ما تُشبّه بـ “الجبن القريش”. عادةً ما تكون هذه الإفرازات عديمة الرائحة، وهذا فرق جوهري بينها وبين التهاب المهبل الجرثومي.
  • حرقة وألم: شعور بالحرقة، خاصة أثناء التبول (عندما يلامس البول الجلد المتهيج) أو أثناء العلاقة الزوجية.
  • احمرار وتورم في الفرج.
  • تشققات صغيرة في جلد الفرج بسبب الالتهاب الشديد والخدش.
إقرأ أيضاً:  الفرق بين دم الدورة ودم بداية الحمل

أسباب وعوامل الخطر لعدوى المبيضات المهبلية

أي شيء يخل بالتوازن الطبيعي للمهبل يمكن أن يؤدي إلى فرط نمو الخميرة. تشمل العوامل الشائعة:

  • استخدام المضادات الحيوية: المضادات الحيوية واسعة المجال تقتل البكتيريا الضارة والنافعة على حد سواء، بما في ذلك العصيات اللبنية التي تسيطر على الخميرة. هذا هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا.
  • التغيرات الهرمونية: ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين يمكن أن يعزز نمو الخميرة. يحدث هذا أثناء الحمل، أو عند تناول حبوب منع الحمل عالية الإستروجين، أو قبل الدورة الشهرية.
  • مرض السكري غير المنضبط: ارتفاع مستويات السكر في الدم والبول يوفر “غذاءً” إضافيًا للخميرة لتنمو وتتكاثر.
  • ضعف جهاز المناعة: بسبب حالات مثل فيروس نقص المناعة البشرية، أو العلاج الكيميائي، أو استخدام أدوية الكورتيزون لفترات طويلة.
  • الملابس الضيقة وغير القابلة للتهوية: الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية تحبس الحرارة والرطوبة، مما يخلق بيئة دافئة ورطبة مثالية لنمو الفطريات.
  • استخدام المنتجات المعطرة: مثل الصابون القاسي، الفقاعات، أو الفوط الصحية المعطرة يمكن أن تهيج المنطقة وتخل بالتوازن.

كيف يتم تشخيص عدوى الخميرة؟

غالبًا ما يشتبه الطبيب في التشخيص بناءً على الأعراض المميزة. للتأكيد، قد يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الإفرازات وفحصها تحت المجهر للبحث عن براعم الخميرة وخيوطها الفطرية. في حالات العدوى المتكررة أو المعقدة، قد يتم إرسال عينة للزراعة لتحديد نوع المبيضات المسبب للعدوى، حيث أن بعض الأنواع غير البيضاء قد تكون مقاومة للعلاجات القياسية.

علاج فطريات التهابات المهبل

يتوفر علاج عدوى الخميرة على شكل أدوية مضادة للفطريات، والتي تأتي في عدة أشكال:

  • العلاجات الموضعية (بدون وصفة طبية أو بوصفة طبية): وهي الأكثر شيوعًا وتشمل:
    • كريم التهابات المهبل: مثل كلوتريمازول أو ميكونازول. يتم وضعها داخل المهبل وفي منطقة الفرج الخارجية باستخدام أداة تطبيق خاصة لمدة تتراوح من 1 إلى 7 أيام. “أفضل مرهم للحكة المهبلية” غالبًا ما يكون كريمًا يحتوي على أحد هذه المكونات.
    • لبوس التهابات المهبل (تحاميل): وهي كبسولات مهبلية تحتوي على نفس المواد الفعالة وتُدخل في المهبل قبل النوم.
  • العلاج الفموي (بوصفة طبية):
    • فلوكونازول: وهو “احسن دواء لالتهاب المهبل” الفطري غير المعقد، حيث يؤخذ كجرعة فموية واحدة (قرص 150 ملغ). يعتبر خيارًا مريحًا وفعالًا للغاية. قد يصف الطبيب جرعة ثانية بعد 3 أيام في الحالات الشديدة.

للعدوى المتكررة (4 مرات أو أكثر في السنة) أو المعقدة، قد يصف الطبيب نظامًا علاجيًا أطول، مثل العلاج الموضعي لمدة 14 يومًا يليه علاج وقائي (مثل جرعة فموية من فلوكونازول أسبوعيًا لمدة 6 أشهر).

3. داء المشعرات

هذا النوع من “التهابات المهبل” يختلف عن النوعين السابقين لأنه مرض منقول جنسيًا بشكل حصري. يسببه طفيل مجهري وحيد الخلية يسمى “المشعرة المهبلية“.

ما هو داء المشعرات؟

هو عدوى طفيلية تصيب الجهاز التناسلي السفلي لدى النساء (المهبل وعنق الرحم) ومجرى البول لدى الرجال. ينتقل بشكل شبه حصري عبر الاتصال الجنسي. يمكن للطفيل أن يعيش لساعات في البيئات الرطبة، مما يجعل انتقاله عبر المناشف المبللة أو مقاعد المرحاض ممكنًا نظريًا ولكنه نادر جدًا.

أعراض داء المشعرات

الأعراض يمكن أن تظهر في غضون 5 إلى 28 يومًا بعد الإصابة، ولكن المثير للقلق أن حوالي 70% من المصابين (رجالًا ونساءً) لا تظهر عليهم أي أعراض، مما يجعلهم “ناقلين صامتين” للعدوى. عند ظهور الأعراض، فإنها تشمل:

  • إفرازات مهبلية: وهي العلامة الأكثر تميزًا. غالبًا ما تكون غزيرة، ورغوية أو مزبدة، وذات لون أصفر مخضر أو رمادي.
  • رائحة كريهة قوية: رائحة عفنة أو “سمكية” قوية جدًا.
  • حكة وتهيج شديدان: في المهبل والفرج.
  • ألم وحرقة: أثناء التبول والعلاقة الزوجية.
  • ألم في أسفل البطن.
  • “عنق الرحم الفراولي”: أثناء الفحص بالمنظار، قد يلاحظ الطبيب وجود بقع حمراء صغيرة نزفية على عنق الرحم، وهي علامة كلاسيكية ولكنها لا تظهر في جميع الحالات.

كيف يتم تشخيص داء المشعرات؟

الطريقة الأكيدة للتشخيص هي فحص عينة من الإفرازات المهبلية تحت المجهر للبحث عن الطفيليات المتحركة. كما تتوفر اختبارات أكثر حساسية ودقة مثل اختبارات تضخيم الحمض النووي ومزارع خاصة.

علاج داء المشعرات

العلاج فعال جدًا ويعتمد على المضادات الحيوية التي تقتل الطفيليات. الخيارات تشمل:

  • ميترونيدازول أو تينيدازول: عادةً ما يتم وصف جرعة فموية كبيرة واحدة (2 جرام).

مضاعفات داء المشعرات

تركه دون علاج يزيد من خطر:

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ونقله.
  • الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل.
  • الإصابة بمرض التهاب الحوض.

جدول مقارنة بين أنواع التهابات المهبل الشائعة

لمساعدتكِ على التمييز بين هذه الأنواع الثلاثة، إليك جدول مقارنة يلخص الفروقات الرئيسية. هذا الجدول لأغراض التوضيح فقط ولا يغني عن التشخيص الطبي.

العرض/الخاصية التهاب المهبل الجرثومي عدوى الخميرة (الفطريات) داء المشعرات
السبب الرئيسي خلل في التوازن البكتيري (نمو زائد للبكتيريا اللاهوائية) فرط نمو فطريات المبيضات عدوى طفيلية
الإفرازات (اللون) أبيض رمادي أو مائل للصفرة أبيض أصفر مخضر أو رمادي
الإفرازات (القوام) رقيق ومائي سميك ومتكتل (شبيه بالجبن القريش) رغوي، مزبد، وغزير
الرائحة رائحة “شبيهة بالسمك”، تزداد بعد الجماع عادة لا توجد رائحة (أو رائحة خفيفة تشبه الخميرة) رائحة قوية وعفنة
الحكة والتهيج خفيفة أو غير موجودة شديدة جدًا (العرض الرئيسي) شديدة
هل هو مرض منقول جنسيًا؟ لا، ولكن يرتبط بالنشاط الجنسي لا نعم
العلاج الشائع مضادات حيوية (ميترونيدازول، كليندامايسين) مضادات الفطريات (فلوكونازول، كلوتريمازول) مضادات حيوية (ميترونيدازول، تينيدازول)

أنواع أخرى من التهابات ومشكلات المهبل

بالإضافة إلى الأنواع الثلاثة الرئيسية، هناك حالات أخرى يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لـ التهابات المهبل.

4. التهاب المهبل الضموري

ما هو التهاب المهبل الضموري؟

هذه الحالة ليست عدوى، بل هي نتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين في الجسم. الإستروجين ضروري للحفاظ على بطانة المهبل سميكة ورطبة ومرنة. عندما تنخفض مستوياته، تصبح أنسجة المهبل أرق وأكثر جفافًا وأقل مرونة وأكثر عرضة للالتهاب والتمزق. يُعرف هذا أيضًا باسم “المتلازمة البولية التناسلية لانقطاع الطمث“.

من هن الأكثر عرضة؟

  • النساء بعد انقطاع الطمث: هو السبب الأكثر شيوعًا.
  • النساء المرضعات: تنخفض مستويات الإستروجين بشكل طبيعي أثناء الرضاعة.
  • النساء اللاتي خضعن لاستئصال المبيضين.
  • النساء اللاتي يتلقين علاجات معينة للسرطان (العلاج الكيميائي، العلاج الهرموني لسرطان الثدي).

أعراض التهاب المهبل الضموري

  • جفاف المهبل الشديد.
  • حرقة وحكة في المهبل.
  • ألم شديد أثناء العلاقة الزوجية (عسر الجماع).
  • نزيف خفيف بعد الجماع.
  • إفرازات مائية صفراء.
  • أعراض بولية: إلحاح بولي، تكرار التبول، حرقة أثناء التبول، التهابات المسالك البولية المتكررة.

علاج التهاب المهبل الضموري

يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض واستعادة صحة المهبل:

  • المرطبات المهبلية: تُستخدم بانتظام (عدة مرات في الأسبوع) لاستعادة الرطوبة للأنسجة.
  • المزلقات المهبلية: تُستخدم أثناء العلاقة الزوجية لتقليل الاحتكاك والألم.
  • العلاج بالإستروجين الموضعي: هو العلاج الأكثر فعالية. يأتي على شكل كريمات مهبلية، أو حلقات، أو أقراص تُدخل في المهبل. يعمل هذا العلاج موضعيًا بكمية قليلة جدًا من الهرمون التي يتم امتصاصها في الجسم، مما يجعله آمنًا لمعظم النساء.

5. التهابات المهبل غير المعدية

أحيانًا، تكون أعراض الحكة والحرقة والتهيج ناتجة عن رد فعل تحسسي أو تهيج كيميائي وليس بسبب عدوى. تُعرف هذه الحالة باسم “التهابات المهبل الخارجية” أو التهاب الجلد التماسي.

ما هي أسبابها؟

يمكن أن تحدث بسبب مجموعة واسعة من المنتجات والمواد:

  • الصابون المعطر أو القاسي.
  • فقاعات الاستحمام ومواد الاستحمام الأخرى.
  • الدش المهبلي.
  • البخاخات النسائية ومزيلات العرق.
  • منظفات الغسيل ومنعمات الأقمشة القوية.
  • مبيدات النطاف.
  • بعض أنواع الفوط الصحية أو السدادات القطنية (خاصة المعطرة).
  • حساسية من مادة اللاتكس في الواقي الذكري.

أعراضها وعلاجها

الأعراض الرئيسية هي الاحمرار والحكة والحرقة في منطقة الفرج والمهبل. العلاج بسيط ومباشر: تحديد المادة المسببة للتهيج وتجنبها تمامًا. قد يصف الطبيب كريم يحتوي على ستيرويد خفيف لتخفيف الالتهاب والحكة في الحالات الشديدة.

6. التهابات المهبل الفيروسية

الفيروسات أيضًا يمكن أن تسبب التهابات في المنطقة التناسلية، وأشهرها:

  • فيروس الهربس البسيط: يسبب تقرحات مؤلمة على الفرج والمهبل.
  • فيروس الورم الحليمي البشري: يسبب الثآليل التناسلية.

هذه الحالات هي أمراض منقولة جنسيًا وتتطلب تشخيصًا وعلاجًا متخصصًا.

أعراض التهابات المهبل: متى يجب أن أقلق؟

لقد ناقشنا الأعراض الخاصة بكل نوع، ولكن دعونا نلخص الأعراض العامة التي يجب أن تدفعكِ لطلب الاستشارة الطبية. لا تحاولي تشخيص نفسك، فالأعراض يمكن أن تتداخل بشكل كبير.

علامات التحذير الرئيسية

  1. أي تغيير في الإفرازات المهبلية: الإفرازات الطبيعية عادة ما تكون صافية أو بيضاء حليبية وعديمة الرائحة. أي تغيير في اللون (أصفر، أخضر، رمادي)، أو القوام (متكتل، رغوي)، أو الكمية (أكثر غزارة من المعتاد بشكل ملحوظ) يستدعي الانتباه.
  2. رائحة كريهة أو غير عادية: خاصة الرائحة الشبيهة بالسمك أو الرائحة العفنة.
  3. الحكة، الحرقة، أو التهيج: سواء كانت داخلية أو في منطقة الفرج الخارجية.
  4. الألم: ألم أثناء التبول، أو ألم أثناء العلاقة الزوجية، أو ألم عام في منطقة الحوض.
  5. نزيف غير طبيعي: نزول دم خفيف بين الدورات الشهرية أو بعد العلاقة الزوجية.
إقرأ أيضاً:  متلازمة تكيس المبايض: الأعراض والعلاج

ما أعراض التهابات المهبل للمتزوجات؟

الأعراض هي نفسها لجميع النساء، ولكن النساء المتزوجات أو النشطات جنسيًا قد يلاحظن بعض الأعراض بشكل أكثر وضوحًا:

  • زيادة الرائحة الكريهة بعد الجماع: كما في حالة التهاب المهبل الجرثومي.
  • الألم أثناء الجماع: يمكن أن يكون علامة على أي نوع من أنواع الالتهابات بسبب جفاف الأنسجة والتهابها.
  • الشك في انتقال العدوى: إذا ظهرت أعراض لدى الشريك، فهذا يرجح بقوة وجود عدوى منقولة جنسيًا مثل داء المشعرات.

كيفية تشخيص التهابات المهبل؟

التشخيص الدقيق هو مفتاح العلاج الناجح. زيارة الطبيب أو أخصائي أمراض النساء ليست أمرًا يدعو للخجل، بل هي خطوة مسؤولة تجاه صحتك. إليك ما يمكن توقعه:

1. أخذ التاريخ الطبي

سيطرح عليكِ الطبيب سلسلة من الأسئلة التفصيلية للمساعدة في تضييق نطاق الأسباب المحتملة. كوني مستعدة للإجابة بصدق عن:

  • وصف دقيق للأعراض (متى بدأت؟ ما الذي يجعلها أفضل أو أسوأ؟).
  • وصف للإفرازات (اللون، الرائحة، القوام).
  • تاريخك الصحي العام (هل لديكِ أي أمراض مزمنة مثل السكري؟).
  • الأدوية التي تتناولينها حاليًا (خاصة المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل).
  • عادات النظافة الشخصية (هل تستخدمين الدش المهبلي أو منتجات معطرة؟).
  • تاريخك مع “التهابات المهبل” السابقة.

2. الفحص السريري

سيقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض، والذي يتضمن:

  • الفحص الخارجي: فحص منطقة الفرج بحثًا عن أي احمرار أو تورم أو تقرحات أو تشققات.
  • الفحص الداخلي (باستخدام المنظار): يتم إدخال أداة تسمى “المنظار” بلطف في المهبل. تسمح هذه الأداة للطبيب برؤية جدران المهبل وعنق الرحم بوضوح، وتقييم طبيعة الإفرازات والبحث عن علامات الالتهاب.

3. جمع العينات والاختبارات المعملية

أثناء الفحص بالمنظار، سيستخدم الطبيب قطعة قطن طويلة لأخذ عينة من الإفرازات المهبلية. هذه العينة ضرورية لإجراء الاختبارات التالية:

  • قياس درجة الحموضة: يتم وضع شريط صغير لقياس درجة الحموضة على جدار المهبل. درجة الحموضة الطبيعية هي 3.8-4.5. إذا كانت أعلى، فهذا يرجح الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي أو داء المشعرات.
  • الفحص المجهري: يتم خلط جزء من العينة مع محلول ملحي ووضعها على شريحة زجاجية وفحصها تحت المجهر. يمكن لهذا الاختبار الكشف عن:
    • خلايا الخميرة وبراعمها.
    • طفيليات المشعرات المتحركة.
    • “الخلايا المؤشر” الخاصة بالتهاب المهبل الجرثومي.
  • اختبار الشم: يضيف الطبيب قطرة من هيدروكسيد البوتاسيوم إلى جزء آخر من العينة. ظهور رائحة “شبيهة بالسمك” يؤكد بقوة تشخيص التهاب المهبل الجرثومي.
  • الزراعة: في بعض الحالات، خاصة عند فشل العلاج أو تكرار العدوى، قد يتم إرسال العينة إلى المختبر لزراعتها وتحديد النوع الدقيق للميكروب المسبب للمرض وحساسيته للأدوية.

هل تحليل البول يكشف التهابات المهبل؟

هذا سؤال شائع جدًا. الإجابة المختصرة هي: لا. تحليل البول مصمم للكشف عن مشاكل المسالك البولية، مثل التهاب المثانة، عن طريق البحث عن البكتيريا وخلايا الدم البيضاء في البول. أما “التهابات المهبل” فهي تصيب المهبل، وتشخيصها يتطلب عينة من الإفرازات المهبلية نفسها. ومع ذلك، نظرًا لتشابه بعض الأعراض (مثل حرقة البول)، قد يطلب الطبيب كلا الاختبارين لاستبعاد أو تأكيد وجود عدوى في المسالك البولية إلى جانب التهاب المهبل.

طرق علاج التهابات المهبل

يعتمد “علاج التهاب الالتهابات المهبلية” بشكل كلي على السبب المحدد الذي تم تشخيصه. استخدام العلاج الخاطئ (مثل استخدام كريم مضاد للفطريات لعلاج التهاب بكتيري) لن يكون فعالًا وقد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتأخير الشفاء.

ما هو علاج التهاب المهبل؟

كما ذكرنا سابقًا، لكل نوع علاجه الخاص:

  • لعلاج التهاب المهبل الجرثومي: المضادات الحيوية مثل الميترونيدازول أو الكليندامايسين (أقراص أو جل/كريم مهبلي).
  • لعلاج عدوى الخميرة: مضادات الفطريات مثل الفلوكونازول (أقراص) أو الكلوتريمازول والميكونازول (كريمات/تحاميل مهبلية).
  • لعلاج داء المشعرات: جرعة واحدة من المضاد الحيوي ميترونيدازول أو تينيدازول (مع ضرورة علاج الشريك).
  • لعلاج التهاب المهبل الضموري: مرطبات ومزلقات مهبلية، أو علاج الإستروجين الموضعي.
  • لعلاج التهاب المهبل غير المعدي: تحديد المادة المهيجة وتجنبها، مع استخدام كريم ستيرويد موضعي خفيف عند اللزوم.

علاجات خاصة لحالات معينة

ما علاج التهاب المهبل للحامل؟

الحمل فترة حساسة جدًا، حيث أن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على الجنين. “التهابات المهبل والحمل” تتطلب عناية خاصة. من الشائع جدًا الإصابة بعدوى الخميرة والتهاب المهبل الجرثومي أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية.

  • عدوى الخميرة أثناء الحمل: العلاج الآمن والموصى به هو العلاجات الموضعية المضادة للفطريات (الكريمات أو التحاميل) لمدة 7 أيام. عادةً ما يتم تجنب الأدوية الفموية مثل الفلوكونازول، خاصة في الثلث الأول من الحمل.
  • التهاب المهبل الجرثومي أثناء الحمل: من الضروري جدًا علاجه لأنه مرتبط بمضاعفات خطيرة. العلاج الآمن والفعال هو المضادات الحيوية الفموية مثل الميترونيدازول أو الكليندامايسين.

القاعدة الذهبية: لا تستخدمي أي دواء أو علاج منزلي أثناء الحمل دون استشارة طبيبك أولاً.

ما علاج التهاب المهبل بسبب اللولب؟

اللولب (خاصة الهرموني) قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي أو عدوى الخميرة لدى بعض النساء. العلاج هو نفسه المتبع للحالة المشخصة. في معظم الحالات، لا يلزم إزالة اللولب. ومع ذلك، إذا كانت الالتهابات متكررة جدًا ومزعجة وتؤثر على جودة الحياة، قد تناقشين مع طبيبك خيار إزالة اللولب واستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل.

علاج التهاب المهبل بعد العلاقة الزوجية؟

إذا ظهرت الأعراض بشكل متكرر بعد العلاقة الزوجية، فقد يكون ذلك مرتبطًا بأحد الأسباب التالية:

  • التهاب المهبل الجرثومي: رائحة السمك التي تزداد بعد الجماع هو علامة قوية.
  • جفاف: عدم وجود ترطيب كافٍ أثناء الجماع يمكن أن يسبب احتكاكًا وتهيجًا وألمًا.

العلاج يعتمد على السبب. استخدام المزلقات المائية، وعلاج أي عدوى كامنة هي الخطوات الأولى.

هل يمكن أن يختفي التهاب المهبل دون علاج؟

في حالات نادرة جدًا، قد يتمكن الجسم من استعادة توازنه الطبيعي وتختفي الأعراض الخفيفة من تلقاء نفسها. ومع ذلك، الاعتماد على هذا الأمر ليس فكرة جيدة إطلاقًا للأسباب التالية:

  • خطر المضاعفات: كما ذكرنا، الالتهابات غير المعالجة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل مرض التهاب الحوض أو مضاعفات الحمل.
  • الأعراض المزعجة: لا يوجد سبب للمعاناة من الحكة والألم والرائحة الكريهة بينما تتوفر علاجات فعالة.
  • خطر نقل العدوى: في حالة داء المشعرات، ستستمرين في نقل العدوى لشريكك.
  • صعوبة التشخيص الذاتي: من السهل الخلط بين الأنواع المختلفة. استخدام علاج خاطئ يمكن أن يجعل الأمور أسوأ.

لذلك، القاعدة العامة هي: إذا كانت لديكِ أعراض، فاستشيري الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج الصحيحين.

ما أسباب عدم الشفاء من الالتهابات المهبلية؟

الشعور بالإحباط من تكرار “التهابات المهبل” أمر مفهوم. إذا كنتِ تشعرين أنكِ “لا تشفين” أبدًا، فقد يكون ذلك بسبب أحد العوامل التالية:

  1. التشخيص الخاطئ: استخدام علاجات عدوى الخميرة المتاحة دون وصفة طبية لعلاج التهاب المهبل الجرثومي هو السبب الأكثر شيوعًا.
  2. عدم إكمال العلاج: التوقف عن تناول المضادات الحيوية أو استخدام الكريم بمجرد الشعور بالتحسن يسمح للميكروبات بالنمو مرة أخرى.
  3. مقاومة الأدوية: في بعض الأحيان، قد تكون سلالة البكتيريا أو الفطريات مقاومة للعلاج القياسي وتتطلب دواءً مختلفًا.
  4. إعادة العدوى من الشريك: في حالة داء المشعرات، إذا لم يتم علاج الشريك، فسوف يصيبكِ بالعدوى مرة أخرى.
  5. وجود عوامل خطر مستمرة: إذا كنتِ مصابة بمرض السكري غير المنضبط، أو تستمرين في استخدام الدش المهبلي، أو ترتدين ملابس ضيقة باستمرار، فستستمر الظروف التي تشجع على نمو الميكروبات.
  6. أنواع غير شائعة من العدوى: بعض أنواع المبيضات (غير البيضاء) تكون أكثر عنادًا وتتطلب علاجات مختلفة.
  7. التهاب المهبل الخلوي التقشري: حالة التهابية نادرة وغير معدية تسبب إفرازات غزيرة وألمًا، وغالبًا ما يتم تشخيصها خطأً على أنها عدوى متكررة.

إذا كانت الالتهابات متكررة، فمن الضروري المتابعة مع طبيبك لإجراء تقييم شامل، والذي قد يشمل إجراء مزارع لتحديد الميكروب بدقة ووضع خطة علاج طويلة الأمد أو وقائية.

كيفية الوقاية من التهابات المهبل

الوقاية دائمًا خير من العلاج. الحفاظ على صحة المهبل يعتمد على دعم بيئته الطبيعية وتجنب الممارسات التي تخل بها. إليكِ أهم النصائح العملية:

1. الحفاظ على النظافة الصحيحة (وليس المفرطة)

  • تجنبي الدش المهبلي تمامًا: المهبل ينظف نفسه بنفسه. الدش المهبلي يخل بالتوازن الطبيعي للحموضة والبكتيريا ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات.
  • اغسلي المنطقة الخارجية فقط: استخدمي الماء الدافئ فقط، أو صابونًا لطيفًا جدًا وغير معطر ومخصصًا للمناطق الحساسة، لتنظيف منطقة الفرج الخارجية. لا تدخلي الصابون داخل المهبل أبدًا.
  • المسح من الأمام إلى الخلف: بعد استخدام المرحاض، امسحي دائمًا من الأمام (منطقة المهبل) إلى الخلف (منطقة الشرج). هذا يمنع انتقال البكتيريا من الشرج إلى المهبل.
  • تجفيف المنطقة بلطف: بعد الاستحمام أو السباحة، جففي المنطقة التناسلية جيدًا بمنشفة نظيفة وناعمة، لأن الرطوبة تشجع على نمو الفطريات.
إقرأ أيضاً:  أعراض تسمم الحمل المبكرة

2. اختيار الملابس المناسبة

  • ارتدي ملابس داخلية قطنية: القطن يسمح بمرور الهواء ويساعد على امتصاص الرطوبة، مما يحافظ على جفاف المنطقة. تجنبي الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون أو الألياف الصناعية الأخرى التي تحبس الحرارة والرطوبة.
  • تجنبي الملابس الضيقة جدًا: السراويل الضيقة، والجينز الضيق، والملابس الرياضية الضيقة يمكن أن تزيد من الحرارة والرطوبة والاحتكاك في المنطقة التناسلية.
  • غيري ملابسك المبللة بسرعة: بعد السباحة أو ممارسة الرياضة، غيري ملابس السباحة أو الملابس الرياضية المبللة في أسرع وقت ممكن.

3. عادات صحية عامة

  • النظام الغذائي: بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك (البكتيريا النافعة)، مثل الزبادي الطبيعي غير المحلى، قد يساعد في الحفاظ على التوازن المهبلي الصحي.
  • السيطرة على نسبة السكر في الدم: إذا كنتِ مصابة بمرض السكري، فالحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بعدوى الخميرة.

4. تجنب المهيجات الكيميائية

  • تجنبي استخدام الفوط الصحية أو السدادات القطنية (التامبون) المعطرة.
  • ابتعدي عن البخاخات النسائية ومزيلات العرق المخصصة للمنطقة الحساسة.
  • استخدمي منظفات غسيل لطيفة وغير معطرة لملابسك الداخلية.

تأثيرات أخرى مرتبطة بالتهابات المهبل

هل التهابات المهبل تمنع الحمل؟

هذا سؤال يثير قلق الكثيرات. الإجابة المباشرة هي أن التهابات المهبل نفسها لا تسبب العقم بشكل مباشر. ومع ذلك، يمكنها أن تؤثر على فرص الحمل بطرق غير مباشرة:

  • تغيير بيئة المهبل: الالتهاب والإفرازات غير الطبيعية يمكن أن تخلق بيئة غير مواتية للحيوانات المنوية، مما يجعل من الصعب عليها البقاء على قيد الحياة والوصول إلى البويضة.
  • الألم أثناء الجماع: عندما يكون الجماع مؤلمًا بسبب الالتهاب، فمن الطبيعي أن يقل تواتره، مما يقلل من فرص حدوث الحمل.
  • خطر المضاعفات: الخطر الحقيقي يكمن في المضاعفات. إذا تُركت عدوى مثل التهاب المهبل الجرثومي أو الكلاميديا (التي قد لا تسبب أعراضًا واضحة في البداية) دون علاج، فإنها يمكن أن تصعد إلى الرحم وقناتي فالوب وتسبب مرض التهاب الحوض. هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى تندب وانسداد قناتي فالوب، وهو سبب رئيسي للعقم.

إذًا، بينما قد لا تكون “التهابات المهبل يمنع الحمل” بشكل مباشر، إلا أن تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل تؤثر على الخصوبة على المدى الطويل. “التهابات المهبل يؤثر على الحمل” القائم بالفعل من خلال زيادة خطر الولادة المبكرة.

هل التهابات المهبل ينزل دم؟

نعم، في بعض الحالات يمكن أن تسبب “التهابات المهبل” نزول دم خفيف أو تبقيع. يحدث هذا عادةً للأسباب التالية:

  • التهاب شديد في عنق الرحم: بعض أنواع العدوى، خاصة داء المشعرات والكلاميديا، يمكن أن تسبب التهابًا شديدًا في عنق الرحم. هذا الالتهاب يجعل الأنسجة هشة للغاية وسهلة النزف، خاصة بعد العلاقة الزوجية أو حتى أثناء الفحص الطبي.
  • التهاب المهبل الضموري: جفاف وترقق أنسجة المهبل يجعلها عرضة للتمزقات الصغيرة والنزيف بعد الجماع.
  • التهاب شديد وحكة: الخدش الشديد لمنطقة الفرج بسبب الحكة القوية (كما في عدوى الخميرة) يمكن أن يسبب جروحًا سطحية ونزيفًا.

من المهم جدًا عدم تجاهل أي نزيف غير طبيعي واستشارة الطبيب، لأنه قد يكون أيضًا علامة على مشاكل أخرى أكثر خطورة.

الأسئلة الشائعة حول التهابات المهبل

هنا نجيب على بعض الأسئلة الأكثر تداولًا.

كيف تعالج التهابات المهبل في المنزل؟

العلاج المنزلي يجب أن يتم بحذر شديد. الخيار الوحيد الذي يمكن اعتباره علاجًا منزليًا هو استخدام الأدوية المضادة للفطريات المتاحة دون وصفة طبية (كريمات أو تحاميل) لعلاج عدوى الخميرة، ولكن فقط إذا تم تشخيصكِ بها من قبل الطبيب في الماضي وتعرفين أعراضها جيدًا. أما العلاجات المنزلية الأخرى مثل الزبادي، الثوم، أو خل التفاح، فلا يوجد دليل علمي قوي يدعم فعاليتها، وقد تسبب تهيجًا إضافيًا. أفضل “علاج منزلي” هو اتباع إرشادات الوقاية لدعم صحة المهبل.

ما هو أفضل مضاد حيوي لعلاج التهابات المهبل؟

لا يوجد “أفضل مضاد حيوي” واحد للجميع، فالاختيار يعتمد على نوع العدوى.

  • لالتهاب المهبل الجرثومي: الميترونيدازول والكليندامايسين هما الأكثر فعالية.
  • لداء المشعرات: الميترونيدازول والتينيدازول هما العلاج المفضل.
  • لعدوى الخميرة: هذه عدوى فطرية وليست بكتيرية، لذلك لا تُستخدم المضادات الحيوية لعلاجها. بل على العكس، المضادات الحيوية يمكن أن تسببها! العلاج هو مضادات الفطريات.

كيف يكون شكل المهبل عند الالتهابات؟

من الخارج (منطقة الفرج)، قد يبدو الجلد أحمر اللون، متورمًا، ومتهيجًا. قد تكون هناك تشققات صغيرة أو جروح سطحية بسبب الحكة. من الداخل، قد يلاحظ الطبيب احمرارًا في جدران المهبل وعنق الرحم، ووجود إفرازات غير طبيعية (بيضاء متكتلة، أو صفراء مخضرة رغوية، أو رمادية رقيقة).

ما هو علاج التهاب المهبل والحكة؟

الحكة هي عرض وليست مرضًا. العلاج يعتمد على سبب الحكة. إذا كانت بسبب عدوى الخميرة، فالعلاج هو مضادات الفطريات. إذا كانت بسبب داء المشعرات، فالعلاج هو مضادات حيوية. إذا كانت بسبب جفاف المهبل، فالعلاج هو المرطبات والإستروجين الموضعي. إذا كانت بسبب حساسية، فالعلاج هو تجنب المادة المهيجة. التشخيص أولاً هو مفتاح العلاج الصحيح.

متى تكون التهابات المهبل خطيرة؟

تكون “التهابات المهبل” خطيرة أو تتطلب اهتمامًا فوريًا في الحالات التالية:

  • إذا كنتِ حاملًا.
  • إذا كانت الأعراض مصحوبة بحمى أو قشعريرة أو ألم شديد في الحوض أو أسفل البطن (قد تكون علامة على انتشار العدوى إلى الرحم وقناتي فالوب).
  • إذا كانت العدوى متكررة جدًا (4 مرات أو أكثر في السنة).
  • إذا لم تستجب للعلاج المعتاد.
  • إذا كنتِ تشكين في الإصابة بمرض منقول جنسيًا.

ما هو المشروب الذي يزيل التهابات المهبل؟

لا يوجد مشروب “سحري” يزيل التهابات المهبل. شرب كميات كافية من الماء يساعد في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام وتخفيف تركيز البول، مما قد يقلل من حرقة البول، لكنه لا يعالج العدوى المهبلية نفسها. بعض الناس يروجون لعصير التوت البري، لكن فعاليته مثبتة بشكل أكبر في الوقاية من التهابات المسالك البولية، وليس التهابات المهبل. قد يساعد تناول الزبادي الذي يحتوي على البروبيوتيك في دعم البكتيريا النافعة، ولكنه ليس علاجًا قائمًا بذاته.

كيف أنظف المهبل من الالتهابات؟

المفهوم الصحيح ليس “تنظيف” المهبل من الداخل، فهذا ضار. العلاج هو الذي “ينظف” الجسم من العدوى. دوركِ هو مساعدة العلاج عن طريق:

  • أخذ الدواء كما وصفه الطبيب.
  • الحفاظ على المنطقة الخارجية نظيفة وجافة.
  • تجنب المهيجات مثل الصابون المعطر والدش المهبلي.
  • السماح لجسمك بالشفاء.

ما هو الفرق بين التهاب البول والتهاب المهبل؟

هذا سؤال مهم جدًا.

  • التهاب البول: هو عدوى بكتيرية تصيب أجزاء من الجهاز البولي (المثانة، الحالب، الكلى). أعراضه الرئيسية هي: رغبة ملحة ومتكررة في التبول، حرقة وألم شديد أثناء مرور البول نفسه، بول عكر أو دموي، وألم فوق عظم العانة.
  • التهاب المهبل: هو التهاب في المهبل. أعراضه الرئيسية هي: إفرازات غير طبيعية، حكة مهبلية، ورائحة. الحرقة قد تحدث أيضًا، ولكنها غالبًا ما تكون بسبب ملامسة البول للجلد المتهيج في الفرج، وليس بسبب مرور البول في مجرى البول.

يمكن أن تحدث كلتا الحالتين في نفس الوقت، لذلك التشخيص الطبي ضروري.

هل تكيس المبايض يسبب التهابات المهبل؟

لا يوجد رابط مباشر ومثبت بأن متلازمة تكيس المبايض تسبب “التهابات المهبل“. ومع ذلك، النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. وكما ذكرنا، فإن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بعدوى الخميرة المتكررة.

المراجع العلمية

  1. Vaginitis – Mayo Clinichttps://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/vaginitis/symptoms-causes/syc-20354707
  2. Bacterial Vaginosis – CDC Fact Sheethttps://www.cdc.gov/std/bv/stdfact-bacterial-vaginosis.htm
  3. Vaginal yeast infections – Office on Women’s Healthhttps://www.womenshealth.gov/a-z-topics/vaginal-yeast-infections
  4. Trichomoniasis – CDC Fact Sheet https://stacks.cdc.gov/view/cdc/30965
  5. Vaginitis – American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG)https://www.acog.org/womens-health/faqs/vaginitis
  6. Vaginitis – StatPearls – NCBI Bookshelfhttps://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470302/
  7. Vaginal Discharge – NHS (National Health Service, UK)https://www.nhs.uk/conditions/vaginal-discharge/
  8. Patient education: Vaginitis in adults (Beyond the Basics) – UpToDatehttps://www.uptodate.com/contents/vaginitis-in-adults-beyond-the-basics
  9. Atrophic vaginitis – MedlinePlushttps://medlineplus.gov/ency/article/000889.htm
  10. Vaginal Infections – WebMDhttps://www.webmd.com/women/guide/sexual-health-vaginal-infections

نصيحة طبية هامة

من المهم التأكيد على أن هذا المقال يقدم معلومات لأغراض التثقيف والتوعية الصحية فقط. المحتوى المذكور هنا، بما في ذلك التهابات المهبل، لا يجب اعتباره بديلاً بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. لا تتجاهل نصيحة طبيبك أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته هنا. استشر طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل دائمًا بشأن أي أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية قبل البدء في أي علاج جديد. للمزيد حول إخلاء المسؤولية الطبية.

✅ مراجعة طبية

تمت مراجعة هذا المقال بواسطة دكتور نرمين – طبيبة بشرية وكاتبة محتوى طبي معتمدة وكاتبة المحتوى في موقع دكتور نرمين. للمزيد حول سياسة المراجعة الطبية.

Avatar photo
دكتور نرمينطبيبة بشرية وكاتبة المحتوي في - موقع دكتور نرمين

طبيبة بشرية، خبرة سنوات في الطب العام. كاتبة محتوى طبي معتمدة ومتخصصة في تبسيط المفاهيم الطبية.

More Posts